تعدُّد الآلهة والملائكة لدى الحضارات
التي سبقَّت الأديان السماويَّة.
دراسَة تاريخيَّة.
المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :
قبل هبوط الأديان السماويَّة كان هناك مجموعة من الآلهة التي كانت معبودة في حضارات مختلفة حول العالم.
مُنذ هبوط الاديان السماويَّة بدأت البشريَّة في حروب وتكاثرت وتفاقمت هذه الأيام ( حروب مسيحيَّة / مسيحيَّة، وإسلاميَّة / إسلاميَّة، ويهوديَّة / إسلاميَّة )، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الأفكار في الغرب تتساءل ماذا حلَّ ويحِّل بالعالم بالرغم من أنَّ الديانات السماويَّة وحدَّت الله واعتبرته إله الخير الأبدي ومصدر الحب والرحمة والسلام بين البشر، واعترفت بوجود شيطان واحد لا غير.
بالإضافة إلى الحروب بدأت الكُرة الارضية تُعاني من تغيير في المناخ لا سابق له ( حرائق وفيضانات بذات الوقت ) حتى أنَّ بعض علماء الجيولوجيا أعلنوا أنَّ بركان جبل فيزوف في نابولي / إيطاليا أو جبل النار الذي دمَّر في العام ٧٩ ميلادي المدن الرومانيَّة ( بومبي وهيركولانيوم وأوبلونتيس وستابيا ) سيثور بعد الفي سنة من اندلاعه أي بالعام ٢٠٧٩م.
بناء على هذه الأجواء التي تعصف بالعالم اليوم، إرتأيت العودة إلى المصادر التاريخيَّة العريقة والمُلمَّة بالحضارات التي استمرت الآلاف مِن السنين لمعرفة طقوس وعبادات هذه الشعوب التي تعددَّت الآلهة عندها وتركت للبشرية كنوزاً من العلم والفلسفة والعمران حيرَّت العلماء من حيث ضخامتها ودقة عمرانها، بينما الديانات السماويَّة وحدَّت الله الواحد إله الخير والسلام، والبشريَّة هذه الأيام تُعاني من حروب الكراهية الدينيَّة.
إرتأيت أن أنشر( دراسَة تاريخيَّة ) عن تعدَّد الآلهة والملائكة التي سادت هذه الشعوب، وأؤكِد ( تاريخيَّة ) حتى لا ينبري فصيحٌ أو مُتحذلقٌ في الديانات السماويَّة ( إعطاء دروس فِي التمجيد والقدرة الإلهيَّة، ومواعظ وخلاص ورحمة الله، فضلاً عن خُطبةً أو فتوى ).
في المُدوَّنة : تعدُّد الآلهة.
قبل هبوط الأديان السماويَّة كانت هناك مجموعة من الآلهة التي كانت تعبدها الشعوب وفقًا للتقاليد والمعتقدات القديمة من بين هذه الآلهة :
1. بوسيدون/ نبتون : آله البحر والزلازل في الحضارتين اليونانية والرومانية.
2. إيزيس : آلهة الأمومَّة والخصوبة والحياة في الحضارة
المصرية القديمة.
3. آثينا / مينيرفا : آلهة الحكمة والعقل والحرب العادلة في الحضارتين اليونانية والرومانية.
4. أبولو : آله الشمس والفنون والتنبؤ في الحضارتين اليونانية والرومانية.
5. أفرودايت : آلهة الجمال والحب والرغبة في الحضارتين اليونانية والرومانية.
6. ديميتر: آلهة الزراعة والخصوبة في الحضارتين اليونانية والرومانية.
7. بل : آله الشمس والحرب في الحضارة الفينيقية.
8. إل : آله العراة والألهة في الحضارتين الكنعانية والفينيقية.
9. تارتيس : آله البحر في الحضارة الكارثاجية.
10. آستارت : آلهة الحب والخصوبة في الحضارتين السورية والفينيقية.
هذه مجرد أمثلة قليلة من الآلهة التي كانت تُعبد قبل الديانات السماويَّة، وتختلف الآلهة وفقًا لثقافات المناطق المختلفة في تلك الفترة الزمنية.
آلهة الخير وآلهة الشر في الحضارات قبل الأديان السماويَّة
في الحضارة المصرية القديمة، كان هناك إله الشمس "رع" الذي كان يُعتبر إله الخير والنور. ومن الآلهة التي رمزت للشر كانت إلهة "سيت" وهي إلهة الدمار والفوضى.
في الحضارة اليونانية، كان إله الخير هو زيوس، ملك الآلهة الذي كان يُرمز للعدالة والقوة الإلهية. أما إلهة الشر فكانت إريس، إلهة الفوضى والصراعات.
الملائكة قبل وبعد الديانات السماويَّة :
بعض الحضارات قبل الأديان السماويَّة كانت تؤمن بوجود ملائكة ترافق وتعبد الآلهة ومع ذلك فإن أسماء الملائكة والاعتقادات تختلف من حضارة لأخرى، على سبيل المثال :
في الحضارة الفرعونية كانوا يؤمنون بالنترون، وهم مخلوقات روحية تعمل تحت رعاية الآلهة.
في الحضارة اليونانية كان هناك الآلهة ترافقها الملائكة التي تعبدها وتؤدي مهام محددة.
وقد ذكرت المصادر القديمة والموثوقة ( يُستخدم مُصطلح الملاك في صفة جمع للإشارة إلى مخلوقات روحية بدون جنس أو جنسية ولا ينطبق عليهم التصنيف الجنسي للذكور أو الإناث كما هو معمول به في الكائنات الحيَّة ).
وقد ارتبط ظهور أسماء الملائكة بشكل أكبر بالأديان السماويَّة مثل اليهودية والمسيحية والإسلام.
وهذه بعض أسماء الملائكة المعروفة في الأديان السماويَّة :
1. جبريل ( Gabriel ) : يُعتبر رسول الله والناطق باسمه ويقوم بنقل الرسائل السماويَّة.
2. ميكائيل ( Michael ) : يُعتبر رئيس الملائكة ومدافعاً عن الحق ومقاتلاً ضد الشر.
3. رافائيل ( Raphael ) : يُعتبر الملك المشرف على الشفاء والملك الطبيب.
4. أوريئيل ( Uriel ) : يُعتبر حارس البوابة ومرشد الإنسانية.
5. آزرائيل ( Azrael ) : يُعتبر ملك الموت ومسؤول عن جمع الأرواح عند الموت.
6. إسرافيل ( Israfil ) : يُعتقد أنه ملك البعث وسينفخ في الصورة لنهاية العالم.
وهناك المزيد من الملائكة المذكورة في العديد من الأديان السماويَّة والتقاليد الدينية.
1. إيزرافيل ( Azrafil ) : وفقاً للتقاليد الإسلاميَّة يُعتقد أن إيزرافيل هو ملك البعث وسينفخ في الصورة لنهاية العالم.
2. ميتاترون ( Metatron ) : يشير إليه بعض التقاليد اليهودية ويُعتقد أنه الملاك السيفي الأعلى، الذي يحمل تاج المجد ويجلس على عرش الله.
3. حميال ( Haniel ) : وفقاً للتقاليد اليهودية يُعتبر حميال ملك الملائكة المسؤول عن الحكمة والأمور الروحية والألقاب السماوية.
4. كاسيال ( Cassiel ) : يُعتبر ملك الملائكة المسؤول عن الصبر والوقت والانسجام في بعض التقاليد الدينيَّة.
5. صراطيل ( Sariel ) : وفقًا للتقاليد اليهودية يُعتقد أن صراطيل هو الملاك المسؤول عن تعليم الإنسان القوانين السماويَّة وحمايته.
أخيراً
الأديان السماويَّة ( اليهودية والمسيحية والإسلام )، نجحت في إلغاء فكرة تعدُّد الآلهة لدى بعض الشعوب من خلال عدة عوامل، أحد هذه العوامل هو التأكيد على وحدانية الله كمصدر للخلق والسيادة العليا.
تعاليم هذه الأديان تعتبر وحدانية الله أساسية وغير قابلة للمساومة، وقد نشأت هذه الأديان بين ثقافات تتأثر ببعضها البعض، فعلى سبيل المثال الديانة المسيحية نشأت في إمبراطورية رومانية متعددَّة الآلهة ولكنها تمكنت من الانتشار وتبني فكرة الوحدة الإلهيَّة.
كما كان للأديان السماويَّة قدرة على توجيه وتغيير العقائد والقيم في المجتمعات، من خلال الدعوة للتوحيد وتأكيد العقيدة الواحدة، وقد تمكنت هذه الأديان من جذب المؤمنين وتعزيز الاعتقاد بالله الواحد ورفض العبادة لآلهة أخرى.
تطورت الأديان السماويَّة عبر العصور وتأثرت بالعديد من العوامل الثقافيَّة والسياسيَّة، ولذلك فإن العملية التي أدت إلى إلغاء فكرة تعدد الآلهة ليست بسيطة أو محددة بحدود زمنية محددة، إنَّها نتيجة تفاعلات وتأثيرات متعددَّة على مر العصور.
تاريخيًا وعلى مر الزمن اتبعت الأديان السماويَّة مساراتها الخاصة في الإشارة إلى تعدد الآلهة.
في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية التأكيد بشكل خاص على وحدة الإله وإلحاقه بمفهوم الله الواحد. في الديانة اليهودية جاء التأكيد على وحدة الله من خلال معاناة الشعب اليهودي في مصر وخروجهم منها تحت قيادة النبي موسى. بالنسبة للمسيحية والإسلامية ترتكز وحدة الإله على تعاليم يسوع المسيح والنبي محمد.
على مر العصور قامت هذه الأديان بالتعايش مع المعتقدات الأخرى والتأثير عليها بطرق مختلفة، وتطورت لتصبح أدياناً موحدة تركز على الإله الواحد.
في النهاية :
تركزت الأديان السماويَّة على تعزيز فكرة الوحدة والإله الواحد كجزء من معتقداتها المركزية والتعاليم الدينيَّة. الأديان السماويَّة لها تأثير كبير على القيم والتصورات الأخلاقية والمعنويّة للملايين من الناس.
الديانات السماويَّة تُبشِّر أنَّ الله هو إله الخير الأبدي ومصدر الحب والرحمة. بينما يُشار إلى الشر بوجود الشيطان أو الشيطان المستأسد.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
تموز ٢٠٢٣
المراجع : المُدوَّنات الفيصليَّة
0 comments: