قِصَّة أُم .....
حدثت هذه القصة، بأوائل القرن الماضي.
كانت فتاة يافعة، تملئ كيانها البراءة، وتضٌّج مخيلتها بِقصصَّ وروايات، وكانت أمالها تدٌّق السماء.
كان هو، شابا ً حطَّه الموج، في مقلب الارض الاخرى، إلتقَّت أماله، بأمالها في كبد السماء.
أراد ان يتزَّوجها، ولكن التقاليد البالية مانعت، كون والده ووالدها، يديران مصلحة تنافسية.
أبّت نفسه ألابية، إلا هي ...
كان له ما أراد.
أَبحرّت الباخرة، وكانت جيوبه خاوية حتى يدفع ثمن سِمّة دخول تلك الجزيرة النائية، من ذلك العالم المجهول.
دب َّ الهّم ُ في ارجاء أوصالها، لان هاجس العودّة على ذات الباخرة، باتت قاب قوسين او أدنى.
من على شرفة الباخرة، أطل َّّ هو، ينظر الى المستقبلين، علّه يرى خاله من بين الجموع، حتى يستلّف منه المال.
كان خاله، أقصر الناس طولا ً، ولكنه كان اعلى الناس مقاما ً، أشار اليه، ولوَّح له، فإرتاحت اساريرها لان المال قد توَّفر.
عاشت معظم حياتها، في هذه الجزيرة.
أخذها بالعام ١٩٤٩، في سياحة الى نيويورك، وأسكنها في فندق مع اولادها، تغيب الشمس عنه طوال النهار، بسبب عمارة وصلت الى السماء، ما زالت ماثلة الى يومنا هذا، Empire State Building
قال لها،
أتريدين السكنى هنا مع اولادك ؟
أجابت، اريد العودة الى وطني لبنان.
ما زالت تعيش في موطنها لبنان.
أما هو، رحّل الى مكان لم تطأه الا الملائكة.
هي، أُمي.
هو، ابي.
أولادهما، انا وأخوتي وأخواتي.
أقول لأُمي، كل عام وانت بخير.
إعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
0 comments: