من قصص الكتاب الطويل !
نشر من قبل faissal el masri | in خواطر 4:52 ص
من قصص الكتاب الطويل
كان يحبها حُبّا ً جما ً !
وكان له منها بنتا ً وحيدة ً !
وكانت دائما ً تحاول إقناعه، انها ترغب في إجراء عملية تجميلية لأنفها ولشفتيها !
كان يرفض باستمرار، قائلا لها، إني أُحِب فيك هذا الأنف البارز، وإني أطمئن لهاتين الشفتين المنبسطتين ولا اريد لهما بديلا ً !
كان، اذا أراد ان يتغّزل بشفاهها، يقول إنهما ضفتي نهر ٍ ينساب في سهل عبر حقول من الرياحين ناصعة البياض !
وإذا أراد ان يُثنيها عن تجميل انفها، يقول لها، أَنِّي ارى فيه كبريائك وشموخ أخلاقك !
تعسّرت أمور الزوجين، فقصد الاغتراب كسبا ً للرزق الحلال، ضنا ً بالاحتفاظ على مستوى معيشة زوجته وابنته.
وهو في الغربة، لاحظ ان طلبات الزوجة المادية ازدادت، لم يُقَصِّر في زيادة إرسال المصروف الشهري، لانه يحبهّا ويسعى في تلبية طلباتها.
الى ان قرّر يوما ً بعد ضحكت له الأيام، ان يرجع الى بلده لان الشوق لزوجته وابنته بدأ يطحن حياته ويكوي قلبه.
لاحظ، انها كانت تستّمهله التأخير.
وتكرَّر قولها، بان يؤجل قدومه للشهر المقبل.
الى ان وافقت اخيراً ً، وانتظرته مع ابنتها في المطار.
تعّجب، لما رأى ابنته برفقة امرأة، وإستغرب عدم انتظار زوجته له.
ساورّته الشكوك بان مرضا ً قد حل ّ بها.
وهو يعانق ابنته، سالها أين أُمك ؟
إجابته، هي معي !
هاله المنظر، وتقدم من زوجته وسألها ماذا فعلت بوجهك ؟
أجهشت بالبكاء، وقالت له أحبّبت ان أُفاجئك بإجراء عملية تجميل لانفي واُخرى لشفاهي !
أجابها، لا تفعل الجرّافة في ارض كما فعل هذا الطبيب بوجهك !
ولأنه، يحبها،
إتصل بصديق له، طبيب جرّاح ألمعي في باريس، وأخبّره ماذا فعلت زوجته، اجابه، بان يأتي اليه فورا ً وباقرب وقت ممكن، لان المشاكل الناتجة عن فشل عمليات التجميل لها انعكاسات سلبية على صحة زوجته.
أُدخلت زوجته، الى غرفة العمليات.
طال انتظاره، ورأى حركة غير عادية في المستشفى.
خرج صديقه الطبيب والدمعة تنزل من خديّه !
ماتت زوجتك، لان ما ظننته من فشل ٍ ذريع لم نتمكن من درئه !
رجع مع ابنته حزينا ً.
وإبتاع له بيتا ً على نهر يقطع سهلا ً يطّل على جبل مرتفع !
وبقي طيلة ما تبقى له من حياة، يُنّظف ضفتي النهر وينظر الى اعلى الجبل الرابض كل صباح ومساء !
ويقول،
لضفتي النهر، صباح الخير،
وللجبل، مساء الخير،
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٤
0 التعليقات: