يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 26 يناير 2015

دراسة لي، عن اكرم العرب حاتم الطائي نُشرت في مجلة لوناالين !!

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:18 ص

حاتم الطائي /// بقلم الكاتب فيصل المصري

حاتم الطائي /// بقلم الكاتب فيصل المصري

حاتم الطائي.
تعريف :
حاتم الطائي، هو الشخصية العربية التاريخية، الذي إشتهر بالكرم، وباسمه ضُرب المثل.
وقد تضاربت الاراء، حول ما اذا كانت حليمة، هي زوجته كما ورد في الأدب الشعبي.
 إشتهرت، حليمة بالبخل، والشّح، والتقتير وبسببها، ما زلنا نردد المثل العربي الشائع ( عادت حليمة لعادتها القديمة ).
ورد في الأخبار المتوارثة،  ان حاتم الطائي، حاول طيلة حياته تقويم البخل، لدى زوجته، وإصلاح ذات البين بين الكرم، المتأصل فيه، والبخل المتمّكن من زوجته،
عبثا ً، حاول حاتم الطائي، إصلاحها، وبقيت حليمة على عادتها في البخل، والتقتير.
وسنعود لاحقا ً، لبحث مقولة ( عادت حليمة الى عادتها القديمة )، ولكن قبل ذلك،
 من هو حاتم الطائي ؟؟
اولا : حاتم الطائي.
هو شاعر جاهلي، توفي بالعام ٦٠٥ م.
هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل …….
بن الغوث بن طيئ الطائي. توفي قبل، الاسلام، وكان مسيحيا ً، اما إبنه عدّي وابنته سفّانه، أدركا الاسلام وأسلما.
يعود كرمه الى والدته، التي اشتهرت بالتبذير، ولكن ابنها حاتم، يعتبر أشهر العرب بالكرم، والشهامة، ويضرب به المثل، بالجود وحسن الضيافة. وانتقلت صفة الكرم الى ابنته ايضا ً ( سفّانة )، حيث كان والدها يعطيها بعضاً من ابله، فتهبها كلها وتجود بها على الناس، كما ذكره ابن الكلبي في كتابه.
كان يسكن حاتم الطائي، في  حائل اليوم،  منطقة من المملكة العربية السعودية، وتوجد لغاية تاريخه، بقايا اطلال قصره، وموقدته الشهيرة، وقبره في بلدة توارن في حائل.
قال ابن كثير عن حاتم الطائي، في كتابه ( البداية والنهاية )
ان ابنه عدّي، قال عنه انه كان يصل القرابة ويطعم الطعام ويُسدي من المكارم والاحسان ما لم يفعله غيره.
كان حاتم الطائي، من شعراء العرب في الجاهلية، يشبه شعره، جوده في الكرم :
-/ كان اذا سُئل وهب.
وهناك كلام قالته ابنته سفّانه للنبي محمد ( صلعم ) عندما أُسِرت في غزوة لبلادها،  اذ قالت للرسول :
يا محمد، إن رأيت ان تخلي عني، فلا تُشمّت بي احياء العرب، فاني ابنة سيد قومه، وان ابي كان يفك ُّ العاني ويحمي الذمار ويقري ( يٌطعم ) الضيف ويُشبع الجائع ويفرّج المكروب، ويُفشي السلام، ويُطعم الطعام، ولم يرّد طالب حاجة قط …
 انا …. ابنة حاتم الطائي !!
قال لها النبي ( صلعم ) هذه صفة المؤمن حقا ً، لو كان ابوك مسلما ً لترحّمنا عليه.
 خلوّا عنها، فان أباها كان يُحِب  مكارم الأخلاق …. والله … يُحِب المكارم.
-/ كان ينحر كل يوم عشرا ً من الإبل.
 ويقال انه مر َّ عليه في احد الأيام، ثلاثة أشخاص، لا يعرفهم، طلبوا اليه الطعام الذي يقدّم عادة للضيف، فما كان من حاتم الطائي، إلا ان نحر ثلاثة من الإبل  تكريما ً لهم، ولمّا سأله ابوه لماذا فعل ذلك، كان يكفي ان تذبح  واحدة، اجاب والده، ان لهجات الأشخاص تختلف عن بعضها، وربما هم من قبائل مختلفة، دعهم يتكلمون عن كرمنا.
وبالفعل، كان بين الثلاثة،  الشاعر الفّذ النابغة الذبياني، الذي، ما لبثت أشعاره، وأقوال صحبه في الكرم الذي لاقوه من حاتم الطائي، ان انتشرت كالنار في الهشيم في قبائل العرب.
-/ كان يوقد النار ليلا ً لينظر اليها من ضَل ّ الطريق.
قلمّا فعل احد ذلك، في سالف الازمان مثلما فعله حاتم الطائي، التي نار موقدته لا، تخبو ليلا او نهارا ً.
ان جدب الصحراء، والأرض القاحلة، كانت لا تجلب خيرا ً وفيرا ً، ومع ذلك كان حاتم الطائي، لا يتأخر عن نحر الذبائح، وإطعام ضيوفه، حتى ولو كان في ذلك الوقت معسرا ً او في ضيق. وقد ذكر التاريخ اخبارا ً عنه، انه لم يكن يتردد في نحر راحلته الوحيدة، تكريما ً لضيف لجأ اليه ليلا ً.
وإذا رجعنا الى يومنا هذا، نرى ان وضع منارة على الشاطئ لتدّل البواخر على الميناء، ما هو إلا تقليدا ً لما كان يقوم به أكرم العرب.
ثانيا ً : زوجته، ماوية ابنة عفرز.
كانت زوجة مُحبة، وقد حاولت ان تمنعه عن الكرم المسرف، ولكنه، لم يقتنع فقامت بطلاقه.
وقد آورد ابو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني، قصة قيلت، امام الخليفة الأموي معاوية ابن ابي سفيان، عن حاتم الطائي وزجته ماوية بنت عفرز.
( يا أمير المؤمنين ….
ماوية بنت عفرز كانت من عائلة ثرية، وكان لها الحق ان تختار زوجها، وفي ذات يوم، أرسلت الى كل من الشاعر، النبيني، والنابغة الذبياني، وحاتم الطائي، وكان الثلاثة شعراء يطمعون في الزواج منها.
فقالت لهم :
ليقّل كل واحد منكم شعرا ً يذكر فيه خصاله، وافعاله، وافضاله، وانا أُقرر بعد ذلك، وأتزّوج اكرّمكم، واشعّركم.
أنشد الثلاثة أمامها …
فاز حاتم الطائي، فكان الأشعر، والأكرم.
وَمِمَّا قاله :
أَماوي َّ، قد طال التجنب ُ والهجر ُ
وقد عَذرتني في طِلابكم العُذر ُ
أَماوي َّ، إن المال غاد ٍ ورائح ُ
ويبقى من المال الأحاديث ُ وَالذّكْر ُ
…….
ثالثا ً : قصة حليمة في التراث الشعبي.
لا تجد في التراث الشعبي العربي  شخصية نسائية، فريدة، تصلح لإلصاق صفة البخل المدقع عليها،  اكثر من حليمة، ( زوجة ) الشخصية، الأكثر كرما ً في التاريخ الا وهو، حاتم الطائي.
والاشّد غرابة، انه كيف تمكّن حاتم الطائي ان يتعايش مع زوجة بخيلة ؟؟
وإذا نظرنا الى المراجع الموثوقة، يتبين ان حاتم الطائي، تزّوج من ماوية الغسانية، ولديه منها، أولاده  عدي، سفانة، وعبدالله.
وقد ذكر التاريخ انها، تزوّجته لكرمه، وطلّقته لذات السبب، كما ورد في كتاب الأغاني ل ابو فرج الأصبهاني.
اما قصة حليمة التي وردت في الأدب الشعبي، فإنها على الشكل الآتي، أُوردها،  فقط من اجل الإلمام بشخصية حاتم الطائي، من كل جوانبها، حتى قصص الحكواتي، الذي تكلّم عنه، واترك للقارئ ان يتحّقق في مدى صحتها في سيرة حاتم الطائي، الحقيقية.
تقول الرواية التي كان الحكواتي يقصّها :
ان حليمة زوجة حاتم الطائي، كانت اذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ  ..أخذت الملعقة ترتجف في يدها.
فأراد حاتم أن يعلمّها الكرم فقال لها :
إن الأقدمين،  كانوا يقولون إن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن زيادة، في  قدر الطبخ، زاد الله بعمرها يوماً، فأخذت حليمة، تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعوّدت يدها على السخاء.
وشاء الله،  أن يُفجعها بإبنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فجزعت حتى تمّنت الموت.
وأخذت لذلك، تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت.
فقال الناس :
 عادت حليمة الى عادتها القديمة.
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
كانون الثاني ٢٠١٥
8 المشاهدة الاجمالية 8 شوهد اليوم

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9