استراحة الأحد لقرائي الأعزاء.
المقدمَّة :
الذي يحصل في موطني لبنان هذه الأيام يستدعي هذه الاستراحة الخاطرة، بعد تزاحم عملاء المخابرات الذكور في توقعاتهم المُريبة للعام ٢٠٢٣م وتراكُض عالمات الفلك الإناث المُثيرة وكأنَّ إحداهُن ستقود مركبة فضائية إلى جبال زُحل أو سهول الزُهرة، وإن تنسى لا تنسى حاملي ألقاب الحُثالَّة مِنْ ساسَّة مزرعة لبنان الكبير مِن فخامة إلى دولة إلى معالي وإلى الأقل قدراً من سعادة عُثمانيَّة بائدة وغباء فرنسي فارسي مُتغطرس مروراً ب نعامة عربيَّة تغمر رأسها عميقاً في رمال الصحراء أو تهرب إلى واحة في باديةٍ قاحلة.
فليعذُرني قُرائي الأعزاء لأنِّ هذه الخاطرة فيها استجلاب أرواح بعض فحول شُعراء البلاط الأُموي ليساهموا في دقْ الإسفين للذين ذكرتهم في أعلاه.
فحول شعراء البلاط الأموي ..
كان فحول الشعر العرب الثلاثة الاخطل، جرير، والفرزدَّق يشيِّدون ويعمِّرون البلاط الأموي بدل أن يدمِّره بقرونهم الناطحة.
كانت آثار حوافر هذه الفحول تزِّين أرض البلاط وصدى أصواتهم تتردَّد في أروقة التاريخ. وكان لُعاب هذه الفحول حبراً على سجلات التاريخ.
قال جرير ( إنَّ العيون التي في طرفها حوَرٌ تقتل، وتميت.
وإن صرعَت هذه العيون أحدهم فلا حول ولا قوَّة له. لانَّ هذه العيون تُميت ولا تُحيي ولا من طبيب يداوي. ..
لم أجد وصفاً للعيون أرَّق من قول جرير ولم أجد سلاحاً فتاكاً أقوى وأمضى من عيون حبيبة جرير.
أمَّا الفرزدَّق، فقد كان همَّه اليومي .. جرير.
لأنَّه ذو حسبٍ ونسبٍ، وجرير من أصل متواضع بين القبائل العربية، ومع ذلك طار وانتشر صيت جرير، ولم يتمكَّن الفرزدق من أن يصيب جرير مقتلاً، إلَّا عندما تكسَّرت نصال سهامه على بخل والد جرير، إذ قال عنه شعراً ما بعده شعر، وإليكم هذا الهجاء الْمُقيت الذي قاله الفرزدَّق في جرير !
كان والد جرير إذا أراد أن يحلب ناقته بيده ليشرب الحليب، يخاف أن يسمع جيرانه صوت تساقط الحليب في الدست، والذي يُحدثُ قرقعةً وأصواتاً كالأجراس فيأتون إليه طلباً للحليب.
ولتجنُّب كارثة طلب الجيران، كان والد جرير يعمد إلى الركوع تحت درَّة الناقة فيرضعها ويمصُّ حلمتها مصاً ليتفادى صوت انهمار حليب الناقة !
لم يقع نظري ولم أقرأ في حياتي، أقذع من هذا البخل، وأحطُّ قدراً من هذا الوصف.
أصاب الفرزدق جريراً مقتلاً، ولكنه لم يتمكَّن من إسقاطه عن عرش الغزل.
أمَّا الفحل الثالث الأخطل، فقد كان مدَّاحاً وعنيداً مُتمسكاً بدين آبائه النصرانية، ولم يتجرأ أيُّ شاعر مهما علا شأنه، أن يمس بعقيدته خوفاً من لسانه السليط الذي لا يرحم.
لماذا هذا الكلام عن الهجاء وفحوله ؟
لأنِّي أبحث عن مدرسة أو معهد Harry potter
لأتعلَّم أصول الشعوذة حتى أُعيد أرواح هؤلاء الشعراء وأطلب مِن الفرزدق والأخطل أن يهجيان ساسَّة لبنان وكل من يُعيث فساداً وإفساداً من الطغمة الحاكمة.
مِن الفرزدق أطلب منه أن يدُّق إسفيناً وينال مقتلاً من الطغمة الحاكمة الذين هرَّبوا أموالهم، وسرقوا مُدخراتنا فِي المصارف.
لله درُّكم من فحول ..
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
خاطرة استراحة الأحد.
المرجع : المُدونَّات الفيصليَّة
أعلام وحوادث وشخصيات تاريخيَّة.
0 comments: