طائر الفينيق الأُسطورة.
هديَّة إلى شباب وشابات لبنان الذين خذل مستقبلهم حُثالَّة ساسَّة مزرعة لبنان الكبير.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
يُعتبر الشعب اللبناني من أكثر شعوب العالم القديم والحديث يعشق الشعارات الزائفة والكاذبة، حتى أصبحت هذه الشعارات في وقتنا الحاضر مهزلةً.
ويُعتبر الشعب اللبناني من أكثر شعوب العالم الحديث تسخيفاً وتنكيتاً لأزماته المعيشية عن طريق الغناء والحداء والهوارَّة والزجَّل.
لا بل يُعتبر الشعب اللبناني المُقيم والمُغترب الأكثر تساؤلاً من بين شعوب هذا الكوكب عن دور جيشه الوطني، وعن دور مصرف لبنان بعد إنهيار العملة الوطنية وسرقة مُدخرات الشعب اللبناني في المصارف، وأخيراً وليس أخراً إنهيار منظومة القضاء.
إتَّقوا الله يا ملوك ويا أُمراء هذا الكيان الذي جعلتموه مزرعةً بعد أن كاد على قاب قوسين أو أدنى أن يصبح حديقة غناء للعرب.
ولكن من باب الاحترام والتقدير لشباب وشابات لبنان الذين خذل مستقبلهم حُثالَّة السياسيين اللبنانيين، وإلى كل المُتقاعدين الذين نُهبت أموالهم، رغبت أن أُهديهم مُدونَّة عن طائر الفينيق الأسطورة تنضح أملاً ورجاءً وتتضمن لعنة من قلوب مقهورة ودعاءٌ مقبول من رب العزَّة والجلالة بأن يلعن هذه الطُغمَّة الفاسدة ويحرق قلوبها بفقد عزيز مِنْ نسلها وهي على قيد الحياة.
وإنَّه سميعٌ مُجيب.
طائر الفينيق حسب الأساطير :
طائر الفينيق كما تشير الأساطير ليس طائراً ( فينيقياً )، بل هذا وصفٌ أطلقه الإغريق على الفينيقيين سكان ساحل سورية الكبرى، ونُعِتَ هذا الشعب الفينيقي بطائر الفينيق ومعناه يتجسَّد في مفهوم المنبعث من الرماد حياً.
أشارت إليه الأساطير اليونانية القديمة بأنَّه خرج من أقفاص الفراعنة المذهبَّة وطار في صحاري العرب الأقدمين قبل الإسلام.
هذا الطائر بحسب الأسطورة يتم إعادة إحيائه من جديد فى كل مرة يموت فيها.
يصف البعض طائر الفينيق بأنَّه فى حجم النسر والبعض يقول أنَّه فى حجم النعامة، وبعض الأساطير تقول أنه أكبر من أى طائر على وجه الأرض.
عندما يموت طائر الفينيق يتحلل بالكامل وسط النيران ويحترق ليتحول إلى رماد ثم يعود إلى الحياة من جديد وسط هذا الرماد.
أسطورة طائر الفينيق كما ذكرها المؤرِّخ هيرودوت.
يقول المؤرِّخ هيرودوت أنَّه الطائر الأسطوري الذي عاش لمدة 500 عام قبل الميلاد، ويُضيف أنَّ الفراعنة القدماء فى هوليوبلس كانو يقدسون طائراً قديماً ورسموا له الصور والنقوشات على المعابد وقد وجد المستكشفون أنه يشبه طائر الفينيق اليوناني كثيراً، وقد ربط الفراعنة طائر الفينيق بالخلود واستخدموه كرمز للبعث بعد الموت.
وقد ترجمت الأساطير اليونانية كلمة فينيق إلى فينكس وبعض الروايات اليونانية ترجع أصل تسميَّة الطائر الأسطوري إلى مدينة يونانية أخذ المصريون عنها تلك الأسطورة.
العرب القدامى أطلقوا على هذا الطائر كلمة "عنقاء". العنقاء أو الرخ في التراث العربي حيث كان بطلاً لكثير من الحكايات والأساطير مثل حكايات السندباد البحري.
ورد في لسان العرب، العنقاء طائر ضخم ليس بالعُقاب.
هذه الأسطورة الخالدة أصبحت مع مرور الزمن لسان حال الإنسان، وكانت إلهامه الذي يحثه على النهوض ويدفع به إلى الأمام حتى إلى المستحيل.
وهكذا أصبح طائر الفينيق الذي يخرج من رماد الحريق، صورة تستمد منها البشرية دروسا في التحدي والتجدد والاندفاع، ورمزا تتعلق به ( وتميمة ) ترد عنها السوء وتمنحها قوة أسطورية لا حدود لها.
ويمكن القول إن الشاعر الإغريقي هسيود هو أول من ذكر طائر الفينيق بإعتباره طائراً يشتهر بطول العمر، إلا أن هيرودوت تفرَّد بترك وصف متكامل له حيث أصبح لاحقا جزءً من تفاصيل هذه الأسطورة.
أمَّا أول وصف لخلود طائر الفينيق، فنجده في القرن الأول الميلادي لدى المؤرخ الروماني الشهير بليني في قوله إن طائر الفينيق يعيش في شبه الجزيرة العربية 540 عاما وبعد ذلك يموت في عشه وتنبعث منه رائحة عطرة، ومن نخاع عظامه تخرج دودة صغيرة يظهر منها طائر فينيق جديد.
وكان طائر الفينيق رمزاً لمدينة روما العصيَّة على الموت، وقد ظهر الطائر على عملاتها المعدنية رمزاً للمدينة الأبدية.
وهكذا استكمل طائر الفينيق سيرته، وبدا في التاريخ الإنساني طائرا يعمِّر طويلا، وهو يظهر للناس فقط قبل وقت قليل من موته، وبعد ذلك يولد من جديد ويبقى إلى الأبد لصيقا بالشمس.
طائر الفينيق عرفته الحضارات والثقافات في القرون اللاحقة مثلاً :
في التعاليم المسيحية كان رمزًا لخلود الروح ولخلود المحبة، لأنَّ السيِّد المسيح يموت في عزِّ الشباب ثمَّ يقوم من الموت.
في عصر النهضة بات طائر الفينيق رمزاً للأنظمة الملكية.
أمَّا فناني تلك الحقبة من نهضة أوروبا، دانتي إستشهد به في الكوميديا الإلهية.
وليم شكسبير ضمَّنه أكثر من عمل مسرحي.
وهكذا أُعطي هذا الطائر حياةً جديدة وخلوداً حقيقياً.
حتى بات يسكن في وجدان الشعوب المقهورة.
وبات رمزاً للحياة بعد الموت.
وحتى تكتمل أُسطورة طائر الفينيق وتعود الحياة إلى لبنان بعد هذا الموت السريري المستمر وتكون هديتي لشباب وشابات وطني لبنان مقبولة، لا بُدَّ من تمنِّي الرجاء والدعاء المتواصل بأن تُزهق أرواح الطغمَّة الفاسدة لهذا الكيان الذي تمَّت ولادته بعد إجراء ولادة قيصريَّة لأُم فرنسيَّة عاهرة وأبٍ عثماني فاسق.
وإنَّ الله على كل شيءٍ قدير.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
كانون الثاني ٢٠٢٣م.
0 comments: