يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 1 يوليو 2021

ما هكذا تورد الإبل، ما هكذا تورد الثورات. المدوَّنات الفيصليَّة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   7:09 م

 ما هكذا تورد الإبل

ما هكذا تورد الثورات  …


تعريف :

ما هكذا تورد الإبل مثل عربي ورد قبل الإسلام وأصبح مثلاً يُقال في الشخص الذي يقوم بأداء عملٍ ما بطريقةٍ خاطئة، فتنبيهاً له يُقال ذلك المثل.

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

بعد أن نشرت مُدوَّنتي الموجهَّة ( إلى حُثالة ساسَّة لبنان الكبير ونسلهم، وقبل أن تخسروا مغارة علي بابا بتاريخ ٢٥ حزيران ٢٠٢١ ) وردتني عِدَّة تعليقات مِن أصدقاء أثِق في صِدقهم ومحبتهم كالقول أنِّي شارفت مرحلتي اليأس أو فالج لا تعالج في القضاء على هذه المنظومة أو الطُغمة الفاسدة العاهرة الظالمة السارقة للمال العام ومُدخرات الشعب في المصارف اللبنانية، حتى أنِّي وصلت إلى خواتيم الاقتناع بالقول اللهم إني قد بلَّغت اللهم فاشهد، لا بل بدأت أنصح منظومة حُثالة المافيا الحكومية بتنظيم سرقاتهم وفق الطريقة التي طُبقَّت ونجحت في كوبا، حتى نُكمل عيشنا الكريم نحن جيل الخيبة


كان جوابي للأصدقاء بالقول ( ما هكذا تورد الإبل ) وما هكذا تورد الثورات بالأهازيج والأغاني الفولكلورية التي برع فيها الشعب اللبناني وأصحاب الحراك الثوري داخل المطاعم وأمام محطَّات المحروقات وقطع الطرقات وتصوير الفيديوهات داخل السيارات مع مستلزمات الأناقة في الشكل وغيرها من تصرفات يصِّح فيها ذلك المثل ( لا في العير ولا في النفير ) ينفع هذا الحراك مع هذه المنظومة، وقد أطلق العرب الشرفاء قبل الإسلام هذا المثل على الجماعة قليلة النفع والتي ليس لها دور فعّال في الأحداث


وحتى لا أُكثر فِي التشاؤم إرتأيت  في هذه المدوَّنة أن أُسدي الرأي والنصح لهذه المنظومة في لبنان التعجيل في تأليف الحكومة وتنظيم السرقات بإشراف كارتل مافيات ( التسوية الرئاسية التي أوصلت جنرال الوغى ميشال عون ليكون رئيساً للجمهورية ) المتحكمَّة بمفاصل هذا العهد القوي، وأيضاً إعطاء أمل ولو ضئيل للشعب اللبناني في نفق مُظلم لا ادري نهايته

في المدوَّنة :

عندما لحق نوَّاف غزالي ذلك الثائر من جبل الدروز في سوريا الطاغية الصغير أديب الشيشكلي إلى البرازيل  والتي هي ( أبعد  وأبعد عن مطاعم دمشق أو بيروت التي لجأ إليها ) مُطلقاً عليه خمس رصاصات مِن مسدسه قائلاً له بعد كل رصاصة هذه من سلطان باشا الأطرش


نوَّاف غزالي قال لنا هكذا تورد الثورات وهذا ما قصدته في عنوان المدوَّنة ( ما هكذا تورد الإبل وما هكذا تورد الثورات على الطريقة الفولكلورية اللبنانية ). 


أمَّا المثل الأخر الذي ساسرده في هذه المُدوَّنة هو عن تاريخ المافيا في مدينة نيويورك منذ أربعينيات القرن الماضي حتى العام ١٩٨٠م. وهذا المثل موجه إلى


القضاء اللبناني الشريف، ومقام الجيش اللبناني الأبي، والقوى الأمنية العديدة الباسلة والدور المطلوب منهم في هذه المرحلة من الفساد والافساد الذي يضرب الكيان اللبناني الهزيل.  

وإلى كارتل المافيات والعائلات اللبنانية الحاكمة والتي تسرح وتمرح منذ عقود ولا من حسيب أو رقيب يلجم فسادها وسرقاتها لمدخراتنا نحن الشعب اللبناني الذي هاجر إلى أصقاع الكون بحثاً عن الرزق الحلال


مِن المعروف أنَّ هوليود قامت بعد القضاء على المافيا في نيويورك بإنتاج عِدَّة أفلام قام ببطولتها مارلون براندو وغيرة مِن الممثلين

المافيا فِي نيويورك هي تجمُّع  خمس عائلات تعود جذورها إلى إيطاليا، وكان تنظيم وتوزيع المغانم فيما بين هذه العائلات دقيقاً وعادلاً وكانت عقوبة القتل جزاءً لكل مخالف مهما كان مركزه


ومِن دواعي قلقي والإحباط الذي ينتابني أنَّنا نفتقر في لبنان إلى وجود قاضٍ شريف أو ظابط في الجيش يتحلّى بالشجاعة التي رافقت ذلك المحامي الشاب الذي قدم أهله مهاجرين من إيطاليا إلى الولايات المتحدة الأميركية ويدعى رودي جولياني الذي شغل منصب المدعي العام في مدينة نيوريوك  ما بين الأعوام ١٩٨١ حتى ١٩٨٩م.

( أصبح فيما بعد عمدة مدينة نيويورك ). 


بدأ ذلك المدعي العام الشاب بتوظيف محامين أصدقاء له حتى يعاونوه في تطبيق قانون المنظمات المؤثرة والفاسدة (RICO  Act) والذي بات قانوناً  فيدرالياً  في عام 1970 وأداة فعالة للغاية في محاكمة رجال العصابات، ولَم يتجرأ أي مدعي عام قبل رودي جولياني الشاب الشجاع أن يطبقه على المافيا في مدينة نيويورك


وقد أثبت قانون RICO أنه سلاح قوي للغاية، لأنه يقضي على الكيان الفاسد بأكمله بدلاً من الأفراد الذين يمكن استبدالهم بسهولة بأعضاء آخرين من الجريمة المنظمة

وبما أنَّ هؤلاء القضاة الشرفاء الذين طلبوا مؤازرة القوى الأمنية في نيويورك من : CIA و FBI تمكنوا ما بين  ١٩٨١ حتى ١٩٨٨م القضاء كلياً على مافيا العائلات الخمس في نيويورك، وأصبحت نيويورك بعد هذا التاريخ قُبلة العالم ومكة رجال الاعمال والمال والمصارف.  

النهاية :

وبالرغم مِن ذلك

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وما دام ذلك القول ما هكذا تورد الإبل والثورات

أترك في هذه المُدوَّنة قبس من نور يبزغ من الجهاز القضائي اللبناني ويظهر لنا قاضٍ شريف مثل رودي جولياني

أو رجل شريف مِن ظباط الجيش اللبناني أو القوى الأمنية يقدمون العون عندما تتحرك المحاكم

بانتظار نوَّاف غزالي لبناني يعتمد مقولَّة أبعد وأبعد من المطاعم

وبانتظار رودي جولياني لبناني يترك قوس محكمته قاصداً  عقر دار المافيات


فيصل المصري

أورلاندو / فلوريدا 

الأول من تموز ٢٠٢١م


0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9