فهد بلان ..
غرف من الشهرة حتى الثمالة ...
تاريخ ولادته ٢٢ آذار ١٩٣٣
تاريخ وفاته ٢٤ كانون الاول ١٩٩٧
الجنسية : سوري من الكفر، محافظة السويداء
( جبل الدروز )
فهد بلان مطرب وفنان عربي ..
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
إذا استمعت إلى فهد بلان وهو يُغني للحُب، تتخيَّل نفسك أمام عنترة بن شدَّاد وهو يُقارع الموت من أجل عبلة.
وفهد بلان يُصارع ويقاتل أنشودة الحب من أجل قلوب النساء.
وإذا استمعت إلى فهد بلان وهو يُغني للوطنيَّة، تظن نفسك في حضرة خالد بن الوليد وهو يقطع الصحراء.
وفهد بلان يلهث أمام الجيوش ليرفع العلم.
وإذا تمعَّنت في سيرة فهد بلان والشهرة التي وصل إليها، ترى نفسك أمام تائه في الصحراء وقد أنهكه العطش، وعندما رأى السراب ظنَّ نفسه أنه وجد الماء فسبح فيه حتى غرق وهلِكَ.
نجح في مضمون الأُغنية العاطفيَّة وكان رجلاً سيداً مُطاعاً.
برع في الأُغنية الوطنية، وكان قائداً فذاً بارعاً.
ولكنَّه لم يتمالك بريق الشهرة.
بهرهُ وهجها.
أغرقته أمواجها، وجرفته بعيداً.
فتنته مُخمليَّات النساء فأردته الشهرة.
لحق بركب من سبقه مثل امرؤ القيس الذي مات من أجل مُلْكٍ ضائع.
وجميل بن المعمر الذي لحقته لوثة من أجل بُثينه.
وفهد بلان أنهكته الشهرة.
وغرف منها حتى الثُمالة.
في المُدونَّة :
فهد بلان فنان إشتهرت أغانيه التي ما زالت تغنَّى حتى اليوم.
اشتهر بصوته الرجولي.
اشترك في مسابقة فنيَّة وقام بتقديم أُغنية للموسيقار فريد الأطرش ( تطلع يا قمر بالليل ) ونجح بشكل كبير.
تقدَّم إلى الإذاعة السورية وعمل في كورس الإذاعة.
كان الحظ يُرافِق فهد بلان حيث التقى بالملحِّن السوري عبد الفتاح سكر الذي كان بمثابة الرافعة نحو نجوميَّته.
عبد الفتاح سكر ذلك الملحن المُتَّقِد ذكاءً رأى في فهد بلان ضالته، فوهبه عصارة ألحانه مثل :
واشرح لها، و جس الطبيب، لاركب حدك يا الموتور، و تحت التفاحة، و يا عيني لا تدمعي، و يا سالمة، و يا بنات المكلا، وغيرها.
بعد النجومية في سوريا أشرقت شمسه في مصر حيث جلس في المقاعد الأمامية، جنباً إلى جنب مع عمالقة الغناء في ذلك الزمن.
أمَّا في لبنان، تَربَّع فهد بلان على أسوار الفن حيث قدمه الفنان نجيب حنكش في أحد برامجه الفنيَّة، وأطلق عليه لقب مطرب الرجولة.
ومن أيَّام حظوظه المُثيرة والكثيرة أنَّه التقى بالموسيقار اللبناني نور الملاح الذى قدَّم له أُغنية أنا صياد شارد في البراري الرائعة لحناً واداءً.
الخلاصة :
فهد بلان، أغنى المكتبة العربية عموماً، والسورية خصوصاً بإرث فني كبير، وكان صاحب مدرسة في عالم الغناء حيث أجاد وصال وحيداً في ساحة كبيرة وهو على صهوة جواده، يسابق الريح إلى أن وصل إلى منابع الشهرة، فغرف من سدرتها الكثير، حتى أماطت اللثام عنه وسقط على مذبحها قبل الأوان.
أخيراً …
قيل في فهد بلان شهادات ترفع جبين كل فنان ناجح أو مُميَّز.
قال عنه سيد مكاوي : أنت تعطي فهد بلان اللحن شجرة عارية، فتسمع منه اللحن مزهواً بأجمل الأثمار.
قالت عنه أُم كلثوم : فهد بلان لون جديد وأداء جديد ومغنى جديد في الغناء العربي.
أمَّا الموسيقار فريد الأطرش قال عن فهد بلان الكثير.
وأعطى فهد بلان الكيل والميزان من دون حساب.
النهاية :
في منتصف السبعينيات من القرن الماضي عاد فهد بلان إلى وطنه سورية ليمضي بقيَّة حياته ورحلته الفنية.
صباح يوم الأربعاء في ٢٤ كانون الأول من العام ١٩٩٧
رحل فهد بلان إثر نزيف دماغي حاد.
بوفاته غادر الفارس وهو على صهوة جواده رافعاً بيرقه وقامته في بلاد العرب كافةً.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٩ نيسان ٢٠٢١م
0 comments: