أنا الجنرال ميشال عون.

 أنا الجنرال ميشال  عون …

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

لم يكشف التاريخ العسكري للعرب والعجم والأجانب أن قال أحد جنرالاتهم كلاماً يُماثل أو يُشبه مُقدمة خطاب  رئيس جمورية لبنان 🇱🇧 ( أنا الجنرال ميشال عون ). 

لم يبدأ ذلك الجنرال العجمي الفارسي قورش الكبير خطابه لمَّا أعاد اليهود إلى بلادهم في أورشليم القدس بعد ٧٠ سنة من السبي. ( أنا الجنرال قورش )

لم يبدأ خطابه ذلك الجنرال العربي الفَّذ خالد إبن الوليد سيف الله المسلول لمَّا قطع الصحراء في أيام قليلة حتى يُنقذ جيش المسلمين. ( أنا الجنرال خالد بن الوليد ). 

لم يقل ذلك الجنرال الأميركي جورج باتون قائد أسرع جيش في الحرب العالميَّة الثانية بعد هزيمة الرايخ الثالث النكراء. ( أنا الجنرال جورج باتون ). 

لم يشهد التاريخ السياسي العالمي أن شهد ثُلَّة من حُثالة وغباء المستشارين المُحيطين بالرؤساء الذين يعِّدون الخطابات المتلفزة أن كانوا بهذه الخفِّة مثلما شهدناه أول من أمس في بدء المُعلَّقة ( أنا الجنرال ميشال عون ). 

في المُدونَّة :

لم يكتفِ الشعب اللبناني بألقاب حُثالة بني عثمان تُطلق على رئيس الجمهورية مثل ( فخامة الرئيس )، بل زادت شلَّة المستشارين بالقصر الجمهوري لقباً وتعريفاً للرئيس الحالي :

أنا الجنرال ميشال عون.  

شخصياً لمَّا سمعت كلمة العماد الجنرال فخامة الرئيس ميشال عون تأهبت قُعوداً وبحلق نظري وحدَّقت العين  شديداً حتى أصبحت مُبحلِقاً. 

لأنِّي ظننت نفسي أمام رينيه ديكارت الفيلسوف الفرنسي الذي قال :

أنا … أفكر،  إذن أنا موجود. 

حتى أخذتني الغفلة والعظمة والزهو والغرور إلى أيام الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي الذي قال :

أنا … الذي نظر الأعمى إلى أدبي …

وأسمعت كلماتي من به صمم …..

وبالرغم من معرفتي بالفيلسوف رينيه ديكارت …

ذلك الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي  المُلقَّب ب " أبو الفلسفة الحديثة ". 

وصاحب المقولة الشهيرة : أنا … أفكر، إذن أنا موجود. 

بالرغم من معرفتي بالشاعر  أبو الطيِّب المتنبي.  قائل ذلك البيت من الشعر في حضرة الأمير سيف الدولة وبحضور خصمه أبو فراس الحمداني إبن عم سيف الدولة 

والذي بات مضرباً فِي التكبُّر والتجبُّر والفخر والإعتزاز وحتى النرجسيَّة. 

إلَّا أنَّ الفقيه العربي إبن الجوزي كره  قول " أنا " لأنَّ فيها نوعاً من الكبر والتكبُّر والتجبُّر، في كل من يتفوه بكلمة  …أنا. 

أمَّا من الناحية الأخلاقية فإنه يُروي عن رسول الله :

في صحيح ابن حبان. 

في صحيح البخاري. 

وأخرجه البخاري، ومسلم 

قولهم في هذا الحديث النبوي الشريف :

أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدقَقْتُ البابَ فقال : مَن ذا ؟ 

فقُلْتُ : أنا …

فقال … أنا أنا  مرَّتَيْنِ ، كأنَّه كرِهه. 

يستدَّل من هذا الحديث النبوي أنَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم  ( كره قول أنا ) …

أمَّا فِي التواضع والشهامة وكرم الأخلاق :

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

أنا مخطئ …

أنا مذنب … 

أنا عاصي …

هذا تعليقي على كلمة ( أنا ). 

فيصل المصري 

أورلاندو / فلوريدا 

٩ نيسان ٢٠٢١م.