يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

قِفا نبكِ مِنْ ذِكْرى العرب والعروبة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   11:51 ص

 


قفا نبكِ مِنْ ذِكْرى العرب والعروبة. 

إلى جيلٍ جديدٍ راجياً له غداً أفضل من جيلنا نحن من غزا الشيب مفرقنا. 

إلى عرب بلاد الشام، وعرب بلاد الرافدين بين نهري دجلة والفرات

إلى أهلي وأصدقائي. 

أقول :


المُقدِّمة التي تنضح إيلامًا :


مع أنِّ قلمي وعدني أن لا يكتُب ما يُحزن القلب والفؤاد، إلَّا أنَّه تمردَ شاكياً همومه للجيل العربي الطالع باكياً على أطلال أمجاد الأقدمين مُستبدلاً المداد بدموعٍ تنهمر سخطاً على ما آلت اليه بلاد العرب اليوم مُردداً ما كان سيقوله  المتنبي لو كان حاضراً ( نامَت نواطيرُ العرب عن أنجاس الفرس المتربصين شرقاً وعن حُثالة نسل بني عُثمان المتسللين غرباً ) وهم يتقاسمون بلاد العُرب أوطاني مع الصهانية بعد غَضِّ نظرٍ مُريب مِن خونة حواضر البيت اللبناني والعربي. 

قال أحد فلاسفة الأندلس وهو من أصل أسباني :

Lane pool Moors

أنَّ للعرب مآثر جمَّة وعظيمة في الأندلس، وكان ضياعها حدث تاريخي لا يُصدَّق، وقال أيضاً أينما حلَّ العرب حلَّت الحضارة وازدهر العلم  ونَمَت الثقافة وازدادت المعرفة، فهم يغرفون من البلاد التي احتلوها كل مفيد. 

ما قاله الفيلسوف الأسباني عن العرب، كان يقصد به ( عرب الأمس ) فهؤلاء فتحوا مشارق الأرض ومغاربها وأثروا الحضارة الإنسانية بكل ما هو نفيس في العلوم وفِي الآداب وفِي الشعر والموسيقى والطب والفلك وعلم الحساب وغيرها الكثير الكثير. 

أمَّا عرب اليوم اجتاحوا أصقاع الأرض، لكنَّهم اجتاحوها لجوءاً سياسياً وملاذاً دينياً ولذَّة دُنيويَّة ومن بقي منهم في أوطانهم بقي يتوسَّل الرزق الحلال في بلاده من ذوي الأمر والسلطان. 

عندما أخذ إبن خلدون في مُقدِّمته الشهيرة على المؤرِّخين والفقهاء العرب مآخذ التزلُّف لذوي السلطان في كتابة التاريخ وفق قواعد الافتراء والكذب أو إخفاء الحقيقة، كان يتنبأ عن عرب اليوم الذين إذا نظرت اليهم شمالاً أو جنوباً وتطلَّعت نحوهم شرقاً أو غرباً :


ستشاهد دولاً تتقاتل. 

 وشعوباً تتناحر. 

وديانات تتنابذ. 

ستُعاصر كراهيَّة تتوالد تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل. 

وسترى كيف الأشقاء يتحاسدون ويتباعدون. 

وسترى وسترى وسترى …

ما يُحزن القلب ويُدمعُ العين. 


قد يكون أغرب ما في تاريخ العرب ما قاله المستشرق جوستاف لوبون، هو أنَّهم جِماع الأضداد. 

النهب والسرقة. 

القسوة والنُبل. 

السلب والجُود. 

الكذب والصدق. 


أخيراً أقول للحكَّام في بلادنا ونحن في بلاد الإغتراب : يُكابدنا الشوق لأوطاننا ويُدمي مآقينا. 

وعمق الجراح يُدمينا. 


أُفٍّ لكما :

وما تحويه هذه الكلمة من معاني الضجَّر والتبرُّم والكراهيَّة والتقزُّز من فسادكم، وبجاحة وبشاعة منظركم. 


والله … 

لا تعرفون الخجل، ولا تتمسكون بالأخلاق، لأنَّكم بالرذيلة تتسربلون. 


أُخَرْ شهر من سنة ٢٠٢٠م. 

قلم :

فيصل المصري. 

أُورلاندوا / فلوريدا. 









0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9