يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 8 ديسمبر 2019

إنهيار الأسهم والأوراق المالية وركود الاقتصاد الأميركي بالعام ١٩٢٩م. أنقذها وأعادها أقوى مما كانت … رجالات عظام.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  5:49 ص


إنهيار الأسهم والأوراق المالية وركود الاقتصاد الأميركي بالعام ١٩٢٩م.
أنقذها وأعادها أقوى مما كانت …
رجالات عظام. 

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :



هذه المُدونَّة أضعها للتذكير والقول بأنَّ الدول قد تتعرَّض لأزمات مالية واقتصادية وصولاً الى الكارثة الاقتصادية المحتمَّة. 
والفرق أنَّ بعض الدول حباها الله برجالات عظام عملوا على الإنقاذ من الانهيار، وبعض الدول أغرقها القدر برجالات صغار عشعش الجهل  في عقولهم وبصيرتهم. 
أرجو أن يمِنَّ الله على لبنان بعد هذه الأزمة المالية الخانقة رجالات عظام أو رئيس للجمهورية أو للحكومة يُشبه الرئيس فرانكلين روزفلت صاحب ال نيو ديل الذي أنقذ الولايات المتحدة الاميركية لتعود بعد هذه الأزمة الاقتصادية أقوى وأعتى مما كانت عليه. 
   
في لبنان، لا تتوقف وسائل الإعلام عن إستقدام جهابذة المال الذين يثيرون المخاوف والهلع من الآتي الأعظم ولا يضعون حلولاً  بل تنظيراً.
في لبنان، زبانية الحكم إن تكلموا أو صرحوا فلا تسمع إلا الكذب والنفاق. 
في لبنان، يستعملون الطبل للضجة والغوغائية، لأنهم يُبهروك  بعبارات ( الهندسات المالية ) وهي لا  تتعدَّى أساليباً وطرائقاً لسرقة ونهب المال العام. 
في لبنان، كان على حامي وضامن ودائع الشعب اللبناني ( حاكم مصرف لبنان ) الاستقالة بدل أن يخترع الهندسات والهرطقات المالية من أجل رضى الخصوم السياسيين وغير ذلك من تسهيل سرقة المال العام. 

في المُدونَّة :

انهيار بورصة وول ستريت في نيويورك عاصمة المال في العالم، هو إنهيار لسوق الأسهم الأمريكية في يوم الثلاثاء ٢٩ تشرين أول ١٩٢٩ والمسمى بالثلاثاء الأسود، بعد انهيار سابق له قبل خمسة أيام أي  يوم الخميس ٢٤ تشرين أول ١٩٢٩، والمعروفة بالكساد الكبير.

لن أُطيل الشرح كثيراً في الإنهيار المالي للعام ١٩٢٩م. لأني لست خبيراً  إقتصادياً أو جُهبذاً في الهندسات المالية، بل أضع الحقائق كما حصلت والحلول التي جرى تطبيقها. 
وأقول …

من مسببات  ذلك الإنهيار المالي يعود إلى تفوق العرض على الطلب بشكل خيالي حيث عرض 19 مليون سهم تقريباً على لائحة البيع الأمر الذي أوصل أسعار الأسهم إلى أدنى مستوى لها.
كان الانهيار في سوق المال الاميركي بداية لعشر سنوات من الكساد الكبير الذي أثر على جميع البلدان الصناعية الغربية.

بعد الإنهيار الكبير لم يستطع الكثير من المقترضين رد الأموال التي اقترضوها من البنوك مما أجبر الكثير من البنوك إغلاق أبوابها وإعلان إفلاسها.
وقد إرتفع معدل البطالة العام وازداد عدد المتسولين والمشردين  وسرعان ما إنتشر الكساد الاقتصادي ليعم ارجاء العالم كالمرض المعدي.

أطلقت الولايات المتحدة الاميركية بالفترة ما بين العام  ١٩٣٣ لغاية العام ١٩٣٨م.   مجموعة من البرامج الاقتصادية تضمنَّت  قرارات رئاسية، أو قوانين قام بإعدادها الكونغرس الأمريكي أثناء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس فرانكلين روزفلت
( ولادته ٣٠ كانون الثاني ١٨٨٢ وفاته ١٢ نيسان ١٩٤٥ ) 
( اصبح رئيساً للولايات المتحدة الاميركية بالعام ١٩٣٢م. وبقي رئيساً حتى مماته بالعام ١٩٤٥م). 
( صاحب نيو ديل أي الصفقة الجديدة )

جاءت تلك البرامج إستجابة  للكساد الكبير وتركزَّت على ما يسميه المؤرخون الألفات الثلاثة وهي :
الإغاثة والإنعاش والإصلاح. 
وتشير تلك النقاط الثلاث إلى :
إغاثة العاطلين والفقراء، وإنعاش الاقتصاد إلى مستوياته الطبيعية، وإصلاح النظام المالي لمنع حدوث الكساد مرة أخرى، وقد جرت تسمية هذه الخطة ب  نيو ديل في عهد الرئيس الفَّذ  فرانكلين روزفلت.
وبفضل سياسة الإنقاذ الاقتصادية لهذا الرئيس لم يتوانَ الشعب الاميركي من أن يُعطي الثقة بلا حدود دستورية حيث تولى روزفلت  رئاسة البيت الأبيض  فترات رئاسية إمتدت خلال الحرب العالمية الثانية  حتى مماته بالعام ١٩٥٤م.   


وقَّع روزفلت اتفاقية نيو ديل الثانية بالعام ١٩٣٥ الى العام ١٩٣٨م. بعد أن أكملت وأثمرت إتفاقية نيو ديل الأولى بالعام ١٩٣٣ الى العام ١٩٣٤م. النجاح تلو النجاح في إنهاض الاقتصاد الاميركي من كبوته. 

يقول الخبراء الفاقهين بالاقتصاد أنَّ إتفافية نيو ديل الثانية  كانت أكثر تحرراً من الأولى والأكثر إثارة  للجدل لأنها  جعلت الحكومة الفيدرالية إلى حد بعيد هي أكبر صاحب عمل في البلاد. 

اتفاقية نيو ديل الأولى (1933م-1934م) تضمنَّت :
وضع قوانين ومراسيم تطبيقية، بدءاً من الخدمات المصرفية والسكك الحديدية وحتى الصناعة والزراعة، وجميعها كان في حاجة إلى العون لتحقيق الانتعاش الاقتصادي. 
فعلى سبيل المثال قامت الإدارة الفيدرالية للإغاثة في حالات الطوارئ  بتوفير ٥٠٠ مليون دولار لمطاعم الفقراء ولأموال الإعانات.

أمَّا اتفاقية نيو ديل الثانية (1935م-1938م)  أقرَّت  :
قانون عمل النقابات العمالية وبرنامج إغاثة لإدارة سير الأعمال، وقانون الضمان الاجتماعي وبرامج جديدة لمساعدة المزارعين والعمال المهاجرين. وكانت البنود الرئيسة الأخيرة للتشريعات في اتفاقية نيو ديل الجديدة تنص على إنشاء هيئة إسكان بالولايات المتحدة وإدارة أمن المزارع وإنشاء قانون معايير العمل العادل الذي وضع ساعات الحد الأقصى والحد الأدنى للأجور بالنسبة لمعظم فئات العاملين. 

ولا يزال يطبق العديد من برامج نيو ديل وبعضها يعمل بالاسم الأصلي له، ومن ذلك الشركة الفيدرالية لتأمين الودائع (FDIC) 
والمؤسسة الفيدرالية لتأمين المحاصيل (FCIC) 
وإدارة الإسكان الفيدرالية (FHA) 
وهيئة وادي تينيسي (TVA). 
وأضخم البرامج تطبيقاً هو نظام الضمان الاجتماعي وهيئة الأوراق المالية والتداول (SEC).

الإصلاحات التي قام بها الرئيس فرانكلين روزفلت :

قبل نيو ديل لم يكن هناك تأمين على الودائع في البنوك. عندما أغلقت أو أفلست  آلاف البنوك، فقد المودعون الكثير من مدخراتهم. 
لم يكن هناك شبكة ضمان وطنية. 
لم يكن هناك تأمين ضد البطالة. 
لم يكن هناك قانون ضمان اجتماعي.
الإغاثة من الفقر كانت مسؤولية العائلات والجمعيات الخيرية الخاصة، والحكومات المحلية. 

عندما أدى الرئيس المنتخب روزفلت اليمين  الدستورية  ظهيرة  ٤ أذار ١٩٣٣ أغلق حكام الولايات كل البنوك في البلاد، لم يتمكن أي شخص من صرف شيك أو الحصول على مدخراته. 
عندما تولى روزفلت الفترة الرئاسية الأولى، كانت البلاد تمر بأسوأ تدهور اقتصادي في تاريخها. فوضع روزفلت برنامجاً أسماه "الصفقة الجديدة" (New Deal)، وهو برنامج يقدم إغاثة فيدرالية مباشرة إلى المحتاجين والعجائز. واستحدث كذلك نظماً اقتصادية أسست الدولة الحديثة. وقد تضمن البرنامج ما يلي :
  1. وضع حلولاً للأزمة المصرفية بإصدار قوانين تمنع البنوك من التعامل في الأسهم والسندات، كذلك منع تصدير الذهب. 
  2. وظِّف أكثر من ثلاثة ملايين شاب، تراوح أعمارهم بين  ١٨ الى ٢٥ عاماً ينتمون إلى الأسر الفقيرة، في رصف الطرق، وزرع الأشجار، والعمل في مشروعات الصيانة والخدمة العامة. وأُسكن الشباب في معسكرات ريفية، تحت إشراف عسكري، مع تقديم الطعام يومياً، إضافة إلى مصروف جيب رمزي.
  3. وضع قوانين جديدة لتحقيق الاستقرار، في اقتصاديات الزراعة. 
  4. إنشاء إدارة للإغاثة الفيدرالية وهي إدارة أُنشئت لتقديم المساعدات المالية لمن يثبت فقرهم الشديد، أو للذين أصيبوا بخسارة في تجارتهم، وذلك بعد فحص الأوراق والمستندات الدالة على ذلك.
  5. استصدار قانون الإصلاح الصناعي الوطني وكانت مهمتها تقديم منح ومساعدات للولايات والمدن، لإقامة مشروعات إنشائية عملاقة. 
  6. كما أنشأ إدارة الإصلاح الوطني وذلك لتنشيط التجارة، والعمل على تثبيت الأسعار. كما عملت هذه الإدارة على إيجاد روح المنافسة الشريفة بين الشركات بغية الوصول إلى أعلى المستويات.
  7. إنشاء لجنة تبادل الأوراق المالية أُنشئت هذه اللجنة، لتصحيح الاستخدام الخاطئ للأوراق المالية، الذي أدى إلى انهيار البورصة عام  ومنذ ذلك الوقت، أصبحت جميع الأوراق المتداولة والسندات مسجلة لدى هذه اللجنة.
  8. إنشاء إدارة إدخال الكهرباء إلى الريف، عملت هذه الإدارة على توفير الأموال اللازمة لإدخال الكهرباء إلى المناطق الريفية التي أهملت منذ وقت طويل من جانب الشركات ذلك أنَّ إدخال الكهرباء في هذه المناطق، لا يدر ربحاً مثل إدخالها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

8.  استصدار قانون حُقَّ للعامل بموجب هذا القانون، إبداء رأيه في اللوائح التنظيمية للشركات التي يعمل فيها من خلال ممثلين له يختارهم، كما مُنِع أصحاب الشركات من اتخاذ أي إجراءٍ معادٍ، ضد المتظلمين.

الخلاصة …
هذا بإختصار …
يكفي أن يجري تطبيق إجراء واحد مما ذكرته في أعلاه من قبل المتحكمين في الرقاب والعباد منذ إستقلال هذا الكيان اللبناني حتى ينهض لبنان من إنهياره المّحتَّم. 
لو نظر حُكَّام لبنان إلى صور المُتظاهرين في ( لبنان ينتفض ) كلهم شابات وشباب في مقتبل العمر. 

لو غرق حُكَّام لبنان في السيول التي اجتاحت الطرق ولديهم ذرَّة ضمير كانوا طبقوا الإصلاح والإجراء الثاني أعلاه، لأن العنصر الشبابي في ( لبنان ينتفض) هُم من الأطباء والمهندسين والمحامين والمحاسبين والعمال وأصحاب الحرف اليدوية. 

إتقوا الله في دينكم يا حُكَّام لبنان. 
إتقوا الله في خلقه يا حُكَّام لبنان. 
وغداً لناظره قريب. 


فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا

٨ كانون الأول ٢٠١٩م. 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9