يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 12 سبتمبر 2019

سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطوريَّة الفارسية واليهود.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  5:24 ص


سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطورية الفارسية واليهود عبر التاريخ


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


بالرغم  مِنْ دَّق طبول الحرب في ضاحية من ضواحي بيروت ( عاصمة لبنان ) والتهديد والوعيد بأنَّه إذا تعرضَّت الجمهورية الاسلامية الإيرانية  لهجوم من الولايات المتحدة الاميركية أو من إسرائيل أو من أي كوكب يدور حول الأرض فإنَّ المعادلة الذهبية من الأقانيم الثلاثة في لبنان ( أو على الأقل واحدة منهم ) سترد الصاع صاعين والأخضر سيصبح  يابساً، والموت والدمار والهلاك لأمريكا وإسرائيل وكل من يشِّد على مشدِّهما

وفِي مطارح وأمكنة أخرى من لبنان بات لأيام عاشوراء وما أكثرها بعد أكثر  من ١٤٤١ عام، تقويماً جديداً وإحصاءات لا تُعَّد أو تُحصى من التهديد والوعيد  بتنفيذ الثأر من أبناء العمومة العربية،  فاقت هذه الإحصاءات بعددها وهولها وجبروت إلتطامات الصدور فيها تهديدات المعادلة الذهبية لإسرائيل وأمريكا ودوَّل الجوار من الكواكب الاخرى

أبناء العمومة من العرب الاقحاح إنصبَّت عليهم الإنذارات والتهديدات على مر القرون  وكانت أكثر إيلاماً بأضعافٍ مضاعفة من  التهديدات  الموجهَّة لإسرائيل وأمريكا وجيوش الكواكب الاخرى

وبالرغم من ذلك  بقيت هذه التهديدات تُثقل كاهل العرب والعروبة والإسلام وستبقى ذهنية الثأر لذوي القربي أشَّد مضاضةً من ذرِّ الرماد على عُيون إسرائيل وأمريكا وباقي الكواكب

وأخيراً … 
وبالرغم مِنْ أنَّ قرار السلم والحرب ليس مِنْ صلاحية الحكومة اللبنانية.
لاحظ الشعب اللبناني العنيد أنَّ الوضع المالي والمصرفي والثقة الدولية في لبنان قد حققَّ إستقراراً لليرة اللبنانيَّة بالرغم مِن التطبيل والضجيج بأنَّ الحرب قد تندلع غداً أو بعد غد وعلى أبعد تقدير بعد التمحيص العسكري الفَّذ، بعد أقل من شهر أيلول  أو قبل نهاية صيف ٢٠١٩مأو قبل نهاية هذا القرن، وإنَّ الصواريخ ستنطلق بكافة الاتجهات حاصدةً حارقةً ماحقةً مَنْ يشِّن حرباً على إيران

والمُلفت للتعجُّب والعجَّب والإستغراب غير المُستهجن، أنَّ الشعب اللبناني لم يأخذ هذا التطبيل بالوعيد  بالويل والثبور لمن يُطلق رصاصة واحدة على الجمهورية الاسلامية الإيرانية  على محمل من الجَّد، بل  إقتفى أثار دول القرار العالمية بأنَّه لا بُد من مخرج رداً على إعتداء  الطائرتين المُسيرتين على إحدى  ضواحي بيروت عن طريق عمل عسكري هوليودي مُتقن إخراجاً وإعداداً عالي النبرَّة

وإنكفأ الشعب اللبناني إلى البسط والكيف كعادته في المطاعم والملاهي والمقاهي ودور السينما والرحلات الى تركيا غير مبالٍ لتهديد الاصابع، تاركاً ومُوكلاً مهمة الإخراج السينمائي لجهابذة وفقهاء القرار الدولي الأممي ١٧٣١ وغيره من قرارات

وكان ما كان
كما حصل في قديم الزمان مع هارون الرشيد وجاريته واقاصيصها الليلة
وإندلعت الحرب الكونية وهمُدَّت في آن في مكان ما من جنوب لبنان وشمال إسرائيل

حتى أنَّه أُستُحدثت رحلات سياحية إلى ميادين القتال
لا عجباً بعد اليوم وغداً وبعد غد، أن يقوم أحدهم بالإعلان عن  تغيير قواعد التاريخ  وسِنن الحياة المبنيَّة مُنذ قرون والتي  أطلقت عليها ( سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطورية الفارسية واليهود عبر التاريخ ). 

ولكن العجَّب غير العُجاب  أن يلقى هذا الإعلان  تصديقاً أو قبولاً.

الورود ستُطلق على إيران من إسرائيل  بدل الرصاص، فالوعيد والتهديد أصبح لا يُشنِّف أذان اللبنانيين ودول القرار

أما ذوي القربى والأقربون فإنَّ حسابهم عسير حسب تقويم ذكرى عاشوراء منذ قرون فاقت الألف من الأعوام المكدسَّة ثأراً وإنتقاماً.

لذلك، وبناء عليه …   

في بحثي هذا، سأُنقِّب عن سِرّ  العلاقة ما بين الامبراطورية الفارسيَّة  واليهود على إثر سقوط بابل وحضارة بلاد ما بين النهرين على يد  الفرس الذين   قدموا من الشرق، فاندثرت حضارة  وقامت  إمبراطورية على أنقاضها

حتى أُثبت بالبراهين والأدلة التاريخية أن سياسة  الوعيد والتهديد لا تلقى الصدَّى في مدن القرار اليوم وغداً وبعد غدٍ حتى قيام الساعة.  

في المُدونَّة :



ينقسم بحثي الى :

أوَّلاً : نبوخَذْنصَّر الملك الأكادي، وقد أطلق عليه  الفرس إسم  ( بختنصر ). 

ثانيَاً : قُورشْ الكبير الملك الفارسي

ثالثاً : في سر العلاقة ما بين اليهود والفرس


أوَّلاً : نبوخذنصر : من عام ٦٠٥ الى ٥٦٢ ق.م.  
دام حكمه ٤٣ عاماً.


في القرن السادس قبل الميلاد، استعادت الإمبراطورية البابلية مجدَّداً ازدهارها ومجدها في عهد الملك نبوخذنصر، وكان  هذا الملك  قائداً عسكرياً  فذّاً ورجلاً محباً  للبناء  والعمران

إحتل  فلسطين  وجمع  اليهود  البارزين  في العلم  والطبابة والفلك  والفلسفة والتاريخ والدين  وأخذهم  أسرى إلى بابل، وكان  عددهم  ما يقارب ٣٠٠٠ أسير

ثم ولَّى ملكاً منهم إسمه  صدقيا على فلسطين، الذي أقسم   لنبوخذنصر  بعدم  تكرار الاعتداءات  على حدود بابل
وقد عُرف  هذا بالسبي البابلي الأوَّل

ثَبُت  في التاريخ أنَّ   نبوخذنصر  حاصر مُجدَّداً أورشليم لمدة سنة، لأنَّ  مملكة يهُوَّذا  كعادة  اليهود  في عدم  الالتزام  بالمواثيق ونقض الاتفاقات المعقودة،  لم تَصْدق في  عهدِها  الذي  قطعته  له  بعدم  الاعتداء  على حدود  بابل، فأضطر
إلى أن  يدخلها  فاتحاً بالعام  ٥٨٧ ق. م. وتأديباً  لليهود  قرَّر أن  يسبي  مُعظم السكان ومنهم ملك اليهود صدقِيا، وكان عددهم  حوالي أربعين الف أسير ومن ثُم أقدم  على  إحراق  هيكل سليمان.

وبهذا  أنهى  نبوخذنصر حكم  سلالة  الملك  داوود  على  يهوذا  في العام ٥٨٧ ق.م، وقد  أُعتبر لاحقا  في  التوراة  بإسم  السبي البابلي  الثاني

اعتُبر نبوخذنصر بعد هذه الانتصارات العسكرية، أعظم  الملوك في ذلك الزمان قاطبةً، لأنَّه وعلى أيَّامه   كان  في  بابل أعظم  إمبراطورية  إمتدَّت من الخليج العربي  حتى  بلاد  فارس.

إنصرف هذا الملك إلى  إنشاء  الحدائق المُعلَّقة التي أُعتُبرت  فيما  بعد من عجائب  الدنيا السبع. وإمتاز  عهده  بأن  إنتقلت  بابل  من الحكم الآشوري الى الحكم الكلدّاني  بعد أن  إجتاح  عاصمتها  نينوى  بمساعدة  الميديين

ورد ذكر إسم  نبوخذنصَّر  في كتاب اليهود  في سفر النبي دانيال باعتبار أنَّ دانيال كان في عداد اليهود  الذين سباهم  الملك الكلداني
وقد عُرف أنَّ  نبوخذنصر  إحتاجه  لمَّا عجز  كهنة  بابل  من تفسير حلمه، وهذا خارج  عن نطاق هذا البحث

ولأنَّ   نبوخذ نصر ( إعتبره القوميون العرب الجُدد قائداً سورياً عالمياً من ملوك بابل قاد جيشه المُظفَّر إلى أورشليم حيث سبى وطرد اليهود منها ) إقترن اسمه بالسبي اليهودي،  حيث لا يزال هذا الإسم   يهزُّ  كيانهم  ووجدانهم  وقد عملوا  على تشويه  صورته وصورة  بابل   وتحريف التاريخ، ويقال على ذمَّة البعض أنَّ   لوح  السبي قد إختفى

ثانياً : أعظم ملوك الامبراطورية الفارسية ( قورّش الكبير ). 

أرسى هذا الملك  الامبراطورية  الفارسية  المترامية الأطراف، وباتَّت  في العام ٥٣٠ ق. م. أكبر امبراطورية  في العالم. وقد أثنى  عليه  كتَّاب العهد القديم ، لأنَّه أعاد اليهود وأرجعهم  الى بلادهم  في أورشليم القدس، بعد ٧٠ سنة من السبي، وقد بذل  لهم  الأموال  الطائلة  لتجديد  بناء الهيكل ( هيكل سليمان ) الذي 
هدَّمه الملك  نبوخذنصر. وقد ذَكرت  كُتُب اليهود ان الإمبراطور الفارسي قورش أمر بإعادة  نفائس الهيكل  التي إستولى  عليها  جيش  بابل  والتي كانت  مخزونة  في  خزائن  الملوك  والمعابد

وقد ذكرت  بعض  الكتب، التي  قام  بتدوينها اليهود، أنَّ  قائد  الجيش الفارسي ( غوبر ياس ) لَمَّا  إحتل   بيت المقدس  سنة ٥٣٨ ق.م.   أخذ  معه في عِداد جيشه من أراد من اليهود المسبيّين  وسمح  لهم  ببناء  الهيكل  في القدس، مدفوعاً   برغبة إيجاد جماعة موالية  للإمبراطورية الفارسية.

وقد إعتبر اليهود أنَّ  الملك  قورّش  هو المُخلِّص الإلهي  أو  حتى  المسيح المنتظروقد  ذكرت  بعض الروايات  أنَّ   عدد  اليهود  الذين  عادوا مع  قائد  هذه الحملة ( غوبر ياس ) بلغ ٤٢٠٠٠ شخصاً  وتضيف  هذه الروايات أنَّ  زعيم اليهود  الذي رافق الجيش الفارسي  كان إسمه  ( زرو بابل )  وأنَّه  من  سلالة الملك  ( يهو ياقيم ). 

أقام اليهود سلطة دينية تحت سيطرة الفرس، واستخدموا  العبرية  في معاملاتهم التجارية  والدينية  على حد سواء

ثالثا ً : في سر العلاقة التاريخية  ما بين  اليهود  والفرس

لقد  ثَبُت  تاريخياً أنَّ   اليهود  قامت  بينهم  وبين  الشعوب  التي  أحاطتهم عداوات  مُكلفة  ومُتعبة  وحروب  ومناوشات طاحنة
عاداهم  المصريون  والآراميون  والفلسطينيون  والكنعانيون  والاشوريون والبابليون  والكلدانيون  والإغريق  والروم  والنصارى والأنباط  ثم  العرب المسلمون.  

لم، يُصادق  اليهود  في  كل  تاريخهم  القديم،  إلَّا المجوس  الفرس  الذين  بدورهم حالفوهم  ونصروهم.  

وقد  ذكرت  كتب  التاريخ، أنَّ اليهود  بالرغم  من  السماح  لهم  بالعودة بإشراف الادارة  الفارسية، إلَّا أنَّ   الكثير  من  المسبيين   أعجبتهم   أرض  بابل مقاماً.  

أمَّا القلَّة  المُتشدِّدة التي  عارضت  الاندماج  هي  التي  حافظت  على  بني إسرائيل  من الاندثار، وقد  تمتَّع  اليهود  في  منطقة  القدس  بالاستقلال  الذاتي  تحت  الهيمنة الفارسية

وقد  غالى  بعض المؤرِّخين  العرب، وحتى من الغرب،  أنَّ  الرأي الإيراني  حول اليهودية يقوم  اليوم  على  ذات  الأسس  التي  وضعها  الإمبراطور  قورش  عند تحريره  اليهود  من  السبي  البابلي، وهي  أنَّ  اليهود  جنس  له  شبه  كبير بالجنس الآري ( الفارسي ) ويُمكن  الاستفادة  منه  من  خلال  إغرائه  بالمال

من هذا السرد التاريخي يُمكننا إدراك ما يجري الأن من علاقات سريَّة ما بين إيران وإسرائيل
يراجع في ذلك مُدونَّتي :
( إختلاف الرأي لا يُفسد للوِّد قضية
هذا هو سِرْ العلاقة ما بين  الإمبراطورية  الفارسية ( إيران ) واليهود ( إسرائيل) اليوم
تاريخ ٦ أيلول ٢٠١٩م
١٤٤١هجرية ). 



فيصل المصري
١٢ أيلول ٢٠١٩م
المرجع :
المُدونَّات الفيصليَّة
كتاب ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ )
الطبعة الاولى حزيران ٢٠١٨م.  


هناك تعليق واحد:

Blogger Template By: Bloggertheme9