الموحِّدون الدروز، وردَّات فِعلهم إزاء التهديد والوعيد ..
كالويل والثبور وعظائم الأمور التي أطلقها جبران باسيل، وزير خارجية لبنان، في دبلوماسية نبش القبور ...
— تمهيد ..
تشاء الصدَّف التي تواجهك دون أن تخطر على البال او الخاطر، أن
تكون مركزا ً على القيام بعمل ما، وتأتيك حادثة ما، تؤدي فيما تؤدي الى تغيير بوصلة تفكيرك، والمنحى الذي كنت عازما ً على تنفيذه ..
كنت في الفترة الماضية، وما زلت أهتم بالتفتيش عن الجواهر، والدُرَّر في بُطُون المجلدَّات، والكُتُّب التاريخية لِمُدَّونات ٍ تبحث في القيَّم الدينية، والأخلاقية لقُراء أعزاء من الموحِّدين الدروز ..
وحاليا ً انا الأن منكَّب ٌ على تصليح، وتنقيح ما وردني من ( بروفة ) لكتابي المُدونَّات الفيصليَّة عن الموحِّدين الدروز قبل الطبع النهائي، حيث هتك سكينتي، وأستفَّز قلمي تلك الأهازيج والترَّهات، التي قالها علنا ً وزير خارجية لبنان جبران باسيل في مشاويره الإنتخابية الأمر الذي جعلني أتنفس الصعداء حتى أكتب هذه المُدونَّة على عجلة من أمري، وسرقة من وقتي ..
مُدوِّنتي هذه هي خِلاف ما سبق من مُدونَّات كانت تعبَّق بالروائح الذكيَّة، لأن هذه ستتضمَّن فُتات مائدتي من عضام نتنَّة، تليق بالشخصية التي سأعيث فيها، وحسبي في ذلك وليعذرني القرّاء، بيت الأسد لا يخلو من العضام الفاسدة أحيانا ً ..
وحتى لا يقول قائل ..
كما سبق وقال لي صديق قديم، أني أكُتُّب في جُرأة متناهية في مُدونَّاتي لأن ورائي دولة تحميني، وشركة تُعينني طالما لا أُخالف دستور البلاد في ممارسة حرية مُعتقدي، وإبداء رأيي الشخصي ..
قد يكون هذا الصديق مُحِقا ً ..
ولكني في هذه المُدونَّة لا أتكِّل على دولتي للحماية، بقدر إتكالي على عشيرتي، وملتي، وعائلتي وأصدقائي، لأن السكوت في معرض الوعيد والتهديد ينال مقتلا ً أذا لم نهِّب للدفاع وإحقاق الحق ..
وحتى أكون صريحا ً ..
هذه المُدونَّة ليست في وارد الدفاع عن أية زعامة سياسية درزية في لبنان، بقدر ما أنا أمارس حقي في الدفاع عن أبناء مِلتي وعشيرتي في بلاد الشام قاطبة عندما يواجهون التهديد والوعيد ..
وأرجو أن يكون كلامي واضحا ً وضوح الشمس ..
بناء على كل ما تقدم ..
مِن هواياتي التي أُحِب أن أُمارسها بين ألفينة والأخرى هي، مُماحكة اللغة العربية، والقفز على ألفاظها، والتنكيل في معانيها تارة بالمجاز، وطورا ً بالنقر على الدَّف والمزمار تلبية لرغبة قلمي في تسييل حبره الأسود على صفحات بيضاء ..
الشخصية التي سأتناولها في هذه الليلة الظلماء، هي ما عالي ( عذرا ً لا أجيد قواعد الصرف والنحو والإملاء باللغة العربية ) وزير خارجية لبنان جبران باسيل المُفوَّه، وتصريحاته الهمايونيَّة الاخيرة في حفلات الزجل الانتخابي اللبناني في القرى والدساكر ..
وقد سبق ل مترنيخ لبنان .. ( أهم وزير خارجية في أوروبا قاطبة )
وبنجامين فرانكلين قضاء البترون .. ( أهم وزير خارجية في القارة الجديدة )
أن تفوَّق، على نفسه عندما قال :
أن مصالحة الجبَّل، لم تتِّم ..
ويسأل عن العظام ..
في لهجة تتمخَّض عن تهييج طائفي دنيئ، وإسفاف لغوِّي مُقْرِف، أمام رُعاع يُصفقون ..
وقال بلغته المعهودة :
و"ما فينا نمشي في هذه المنطقة ونسمع الناس ماذا تتذكَّر وكم تتحسَّر، وما نقول إنّو هذه المشكلة ما تعالجت بعد "
مضيفا ً بإسفاف :
"عندما نتحدَّث عن حق المعرفة، لأن هذا حق الإنسان الطبيعي أنه يريد أن يعرف :
أهله أين ؟
وعظامهم أين ؟
وترابهم أين ؟
وقال، وزبَد ُ فمه يرغي فِتْنَة ً :
ونتحدَّث عن المصالحة ..
وإنتبهوا للمصالحة ..
نسأل من يريد أن يدق بالآخر ..
هذا غيض من فيض سواقي المياه الصحيَّة الآسنَّة التي فاضت في حِلَّه وتجواله الانتخابي في قرى كل لبنان، ولَم يسلم من روائحه الكريهة حتى سكان المريخ، الذين لا ينعمون بالماء والكهرباء والطرقات وغير ذلك من سؤْدُدْ لبنان الأخضر المُضئ والمتلألأ منارة للكوكب الضائع، والمنفلق من السماء، يلعب في مدار ٍ لولبي تبجحِّي، منافقي ٍ لا قعر ولا قرار له ..
بصراحة، وبكل وقاحَّة أقول :
لم يُوَفر بالمُشاركة في حفلات الزجل الانتخابي مِن الردَّات والردَّات المُملَّة الاخرى، كل ٌ من أصحاب الألقاب العثمانية البائدة :
أصحاب الفخامة ..
وأصحاب العطوفة ..
وأصحاب الدولة ..
وأصحاب ال م عالي ..
وأصحاب ال سعادة ..
وأصحاب الأستذَّة ..
وأصحاب المشيخة ..
وأصحاب هلُم وجرَّا ..
مِن كل هؤلاء المذكورة أسماؤهم مِثالا ً لا حصرا ً والذين أدلوا بدلوهم في الماء العكِّر الانتخابي لا يعنيني أمرهم في هذه المُدونَّة، لانه صف كلام في كلام مقروء من وريقة مُعدَّة لهم ..
وبصراحة مُتناهية أُضيف ..
كنت بالماضي أخفي سرا ً ميلي للخصوصيِّة الدينية، والمذهبية والدفاع عنها ..
ولكن بعد أن كُشِف النقاب، وأُعلن السفور من الأديان السماوية في إعلانهم جِهارا ً وعلنا ً عن إنتمائهم للخصوصية الدينية لديهم ..
لم أعد أرى حرجا ً عندي، والوقوف علنا الدفاع عن هذه الخصوصية ..
وكيف لا ..
يستفِّز قلمي، ويُعكِّر صفو خاطري وأنا منهمك بوادٍ فيه زرع وفير، هو كلام، وتصريحات وزير خارجية الكوكب المنفلِّت من مِداره، الى مدارٍ هستيري طائفي جبران باسيل الذي ما إنفك يرغي في مهرجانات الزجل الإنتخابي في كل زاوية من أقضية هذا اللبنان العتيد والعنيد ..
وأذا فتحنا السيرة الذاتية لوزير خارجية لبنان الموهوب صاحب المعالي جبران باسيل، فإنه يشدّٓ إنتباهك الى ضلوعه في اللغة العربية، وإلمامه الواسع بالثقافة الدبلوماسية وهو إن تكلَّم امام مُحازبيه، الامر عنده سيَّان لا يختلف اذا كان مُتواجدا ً حتى في المحافل الدولية، فهو لا يتورَّع عن إستعمال لغة أُخرى، تُسمَّى :
ب Body language
فيكون بذلك وزيرا ً ... لدولة، ليست على الارض ...
بل وزيرا ً لكوكَّب مُستقِّل إسمه لبنان، الذي إتّخذ مدارا ً لولبيا ً،
مُتعرِّجا ً يدور مُنفلتا ً من عِقاله ...
والحق يُقال ..
إن وزير خارجية لبنان، إقتفى سيرَّة من سبقه من وزراء خارجية الدولة الفينيقية في غابر الازمان والأكوان، عندما نجحوا في تسويق شقائق النعمان ذي اللون الأحمر القاني، وفق أسطورة الموت والحياة، وقد أبدع معاليه، وبرع في تسويق إعجازه الخطابي، القوي في تخمير العقول حتى الخمول، وتسييرهم الى حرب بسوس ومعارك غبراء، لا طاقة لهذا الشعب ولا ناقة له فيها ...
قديما ً قيل ( كما أنتم يوّلى عليكم ).
حتى نكون منصفين، إن جمهرَّة كبيرة جدا ً من الشعب اللبناني العنيد لا توافق على هذا المبدأ، لانهم في الكيل والميزان لا يحسب لهم حساب، لا في العير، ولا في النفير، لان مبدأ المحاسبة عندهم على وزن قافية، أهازيج الهوّارة ..
اخيرا ً وليس أخرا ً ...
هذا الخطاب التحريضي لوزير خارجية لبنان، لا يفقه مخاطره، لأن سياسة نبش القبور، والبحث عن العضام، والتهديد والوعيد لا تسري مع فِئَة من الناس ..
لا تُخيفهم ..
لا بل تزيد في لحمتهم، وتعاضُّد قواهم ..
ليس في لبنان فحسب، بل في بلاد الشام حيث يقطنون، ويعيشون منذ الف عام بالرغم من التهويلات، والافتراءات من كل حدبٍ او صوب ..
بالنهاية ..
أقول ..
اولا ً -
تقول مراكز الإحصاءات في الغرب ..
أن العرب لا يقرؤون التاريخ ..
وهذا الوزير اللبناني عينَّة من هؤلاء ..
لآنه لم يقرأ تاريخ الموحِّدون الدروز على مر التاريخ في بلاد الشام ..
لأنه في ذلك خرِّيج من جامعة الإفتراء ..
وحائز على لقَّب الحُثالة بإمتياز ..
ثانيا ً -
في الحرب الأهلية الأميركية بالعام ١٨٦١ وما بعدها، زُهقَّت أرواح اكثر من ستمائة الف قتيل ...
حتى تاريخه، لم ينبشوا القبور بحثا ً عن العضام ..
وأصبحت اميركا بعد هذه الحرب، أقوى دولة عرفها التاريخ القديم، والحديث ..
ثالثا ً -
بالإنتخابات الرئاسية الاميركية، كنت أقول وما زلت أُردِّد ..
إذا كانت أغزر منابع النفط هي، عند العرب ..
فإن أهم منابع الكذب بالعالم، هي المحطة التليفزيونية CNN
لأنها مثل وزير خارجية لبنان جبران باسيل، يتقنون فن التهييج العنصري والديني ..
قامت ال CNN ..
بالتهييج العنصري لشريحة كبيرة من الأميريكيين ذي البشرة السوداء، وتحميس الأميريكيين ذوي الأصول اللَّاتينية، بأن وصول المرشح دونالد ترامب الى البيت الأبيض سيؤدي الى تهميشهم والتنكيل بهم ..
ماذا كانت ردَّة فعل باقي الشعب الأميركي :
- الأبيض، والأشقر البشرَة، وصاحب الرقبة الحمراء من شدَّة أشعة الشمس ..
الساكن في القرى والجبال والهضاب، والمعروف ( بالمنسيين )
الذي يمضي نهاره وليله مع الخيل، والبيداء وقطعان المواشي، وإسطبلات الخيول، وفِي المزارع، واللحاق بالثيران الهائمة قنصا ً وقتلا ً وذبحا ً..
- المسيحي، الانجيلي، البروتستانتي، المهاجر الاول، الذي قبل بقرار ألغاء العبودية قهرا ً..
ماذا كانت ردَّة فعل هؤلاء ..
سارعوا الى صناديق الإقتراع بكثافة، مُنقطعَّة النظير تأييدا ً للمرشح دونالد ترامب ..
بالنهاية ..
CNN
لم تفلِّح في التهييج، والتمييز العنصري ..
وانت يا م عالي الوزير ..
لن تنجح في التهييج، والتمييز، والتعصُّب الديني ..
إتقِّى الله يا معالي الوزير ..
الجبّل ..
لكم ..
ولهم ..
ولجميع اللبنانيين ..
فلا تستخِّف حتى بالتعابير ..
التي فيها دق َّ، ويدِّق دقَا ً ..
لأن لها أرباب ..
والشرط الواجب، ان تكون قدَّها ..
وبالقاف الْمُفخمَّة، لمن يُحسن لفظها ..
فيصل المصري
صليما / المتن
لبنان
٤ أيار ٢٠١٨
مشكور على هذه التعليقات المفيدة جدًا
ردحذف