دار الحكمَّة، والخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ..
الحاكم بأمر الله ..
ودار الحكمة ..
كُبرى مكتبات العالم القديم، والحديث ..
تمهيد :
بعد أن نشرت لي غوغل مُدوِّنتي عن المُوَحِّدون الدروز، وصلاح الدين الأيوبي ..
أرى لِزاما ً أن أقوم بتعريف الموحدُّون الدروز، والعالم العربي عن دار الحكمَّة التي أقام صرحها، وبنى أعمدتها، الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله حتى أُعتبرَّت كبرى مكتبات العالم القديم والحديث قاطبة ً..
المقدمة :
هذه الْمُدوّنة لا تتناول الناحية الفقهية، او الدينية للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أو للمُوحدِّون الدروز، وقد سبق وأوضحت ذلك مرارا ً وتكرارا ً أن كل مدوناتي عن الموحِّدين الدروز لا تتناول العقيدة، بقدر ما هي تتضمَّن الدفاع المميت دون خوف ٍ أو وجَّل، عن تاريخهم المجيد والتليد، حيث إمتنع المفكرون الدروز المُحدِّثين في الذَّود عن الحياض بحجَّج واهية، سبق وذكرتها وأشرت اليها تاركين الدفاع عن الموحِّدين الدروز، لإبن خلدون، والمقريزي من الأقدمين، والكثرة الوفيرة من أرض الكنانة مصر، في وقتنا المعاصر ..
هذا الإمتناع لا يمكن إدراجه تحت باب التقيَّة، لان الدفاع عن تاريخ الموحِّدون الدروز، هو غير الرَّد في صلب العقيدة، ومختلف إختلافا ً كليا ً كما سيأتي بيانه في هذه المُدونَّة ..
يضاف الى ذلك ..
لم يعُّد خافيا ً على أحد أن الكون برُّمته، شرقا ً وغربا ً بدأ يتلطَّى وراء مُصطلحات كالخصوصية، وإستعرَّت المعارك وإشتدَّت لإيقاظ القوميات من سباتها القديم، لإستبعاد الانفتاح تجاه المعتقدات الاخرى، كالتقنينات السياسية الجديدة في الهجرَّة، وغيرها من تقوقع ديني في التفسيرات الفقهية في الدين، وحروب الربيع العربي خير شاهد ودليل ..
إزاء هذا الجنوح السياسي والفقهي، بدأت الحروب الدينية، والمذهبية علنا ً وجِهارا ً، حتى داخل الدين الواحد، والموحِّدون الدروز، ومفكريهم يأنسون في دفء التقيَّة، حتى لو أتَّت المذمَّة من ناقص ً، أو حُثالَّة فَقِيه ..
شخصيا ً ..
أُبدي رأيا ً، وأدافع بشراسة على ما حفلت به آراء كُتبَّت على يد الأفاقين، والمزورين، والمؤرخين العرب المأجورين، الذين ألصقوا زورا ً وبهتانا ً صفاتا ً وأخبارا ً وأكاذيبا ً في حق هذه الشخصية التاريخية، المُميزَّة الإمام الحاكم بأمر الله ..
يكفي هذا الخليفة مجدا ً، أنه أنشأ مكتبة ً، إعتبرها البعض، إعجازا ً، ومعجزة ً ..
هذه الْمُدوّنة، تُلقي الضوء على أكبر مكتبة، في التاريخ العربي، الاسلامي والمسيحي القديم، والحديث، أمر بإنشائها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ..
هذه الْمُدوّنة، تبحث في خصائص، مكتبة، فاقت بعظمتها دار الحكمة في بغداد في ظل خلافة هارون الرشيد ( العباسي ) من حيث الكُتُّب، والمجلدات، والعلوم، والفلسفة، التي إحتوتها ..
- عظمَّة دار الحكمة، في القاهرة ...
أسس الحاكم بأمر الله، دار الحكمة بالقاهرة عام ٣٩٥ هجرية او ١٠٠٥ ميلادية، لتنافس اكبر مكتبات العالم فى بغداد، وقرطبة الأندلسية ..
في كتاب حدث إسلامي ..
جاء فيه ..
أن دار الحكمة الفاطمية كانت تشتمل على كُتُّب لم يكن لها مثيل ..
كانت دار الحكمة الفاطمية، بمثابة أكاديمية ثقافية، علمية، فلكية، طبية، وفلسفية يُديرها موظفون يصنفون الْكُتُب، والوثائق، والأبحاث، والمخطوطات، ونسَّاخون، ينسخون الكتب ويصدرونها إلى كل بقاع العالم العربي والإسلامى، وآخرون قائمون على ترجمة الكتب القيمة من لغات عديدة أجنبية إلى اللغة العربية، والعكس ..
- دار الحكمة الفاطمية ..
كانت مكتبه ضخمة ..
بسبب عظمتها، وشهرتها وديمومة ذكرها ..
أُطلق في العصر الحديث مُسّمى دار الكُتُّب على كبرى مكتبات الدول، تخليدا ً ورمزا ً للعلم ..
وأصبح رؤساء الولايات المتحدة، يخلدون ذِكْراهم عن طريق إنشاء مكتبة ضخمة، تحمل إسمهم ..
- يقول المؤرخ، إبن أبى طى، عن دار الحكمة الفاطمية، بإنها من عجائب الدنيا ..
كانت تحتوي على :
- ١٢٠٠ نسخة من كتاب تاريخ الطبَّري ..
- مليون وستمائة ألفا ً من كتب، فروع العلم والادب والطُّب والفقه والنحو والتفسير وغيرها ..
- ٦٥٠٠ ستة آلاف وخمسمائة مخطوطة في الرياضيات ..
- ١٨٠٠٠ ثمانية عشر ألف مخطوطة في الفلسفة ..
- يقول المؤرخ، الرشيد بن الزبير فى كتابه، الذخائر والتحف ..
إن دار الحكمة الفاطمية ..
- كان فيها أربعون خزنة مُحكمَّة الاقفال تحتوي كل واحدة على ١٨٠٠٠ ثمانية عشر ألفا ً من كُتُّب العلوم القديمة ..
- كانت تتضمن ٢٤٠٠ من الكتب المعروفة، ب ختمَّة القرآن ..
- كان الدخول الى دار الحكمة للقراءة، والترجمة، والاستنساخ مجانا ً..
- يقول المؤرخ الكبير، أحمد بن علي المقريزي ..
- إن دار الحكمة في القاهرة، لم تفتح أبوابها لطالبي العلم إلاّ بعد أن فُرشَّت وزُينَّت، وزخرفَّت، وعُلقَّت على جميع أبوابها وممراتها الستائر ..
- جرى توظيف أشخاص مُلمين بالخزائن الأربعين التي تتسِّع الواحدة منها، نحو ثمانية عشر ألف كتاب ..
- كانت الرفوف مفتوحة، والكُتُب في متناول الجميع، ويستطيع الراغب أن يحصل على الكتاب الذي يريده بنفسه، وإذا ضلَّ الطريق إستعان بأحد الموظفين ..
بعد ان إندثرَّت دار الحكمة في بغداد على يد المغول، ظلَّت دار الحكمة بالقاهرة مركزا ثقاقيا ً ومنارة ً لنشر العلم والمعرفة، حتى نهاية الدولة الفاطميه على يد صلاح الدين الأيوبى سنة ١١٧١م.
( يُراجع في ذلك مُدوِّنتي عن الموحدُّون الدروز، و صلاح الدين الأيوبي )
لم يسجَّل التاريخ العربي الاسلامي، الحقارة العلمية التي قام بها صلاح الدين الأيوبي، ذلك المسلم الكردي القادم من أطراف العالم العربي، ( مسلموا الأقطار البعيدة ) مثله مثل المغول في الرغبة، في التسلُّط على العرب، وطمس علومهم، وتخريب وحرق كتبهم ..
وعلى جري العادة، المنحطَّة في عالمنا العربي، الاسلامي في عدم سماع الرأي الاخر، ومناقشته، ومقارعته، قام صلاح الدين الأيوبي، بالقضاء على مكتبة دار الحكمة الفاطمية، وتدميرها، وتخريبها، بسبب إختلاف في العقيدة، في الدين الواحد، وهذا مرض مُزمن يطال عتبَّة عصرنا الحالي، ويهِّز كيان العرب والعروبة، ويلعنهم في الحروب والمذلات التاريخية، الى يوم قيام الساعة ..
أبقى صلاح الدين الأيوبي، على دار الحكمة، كمكتبة بعد أن قضى على دورها في نشر العلم والمعرفة وشتى العلوم الاخرى، بحجة القضاء على المذهب الفاطمي الجديد ..
أما الحقارة التاريخية الاخرى، في تخريب دار الحكمة الفاطمية، كانت على يد أساطين السرقة، والدناءة، في العالم القديم، والحديث الأتراك العثمانيين الذين غزوا مصر في سنة ١٥١٧م.
- نقل حُثالة بني عثمان الكتب، إلى تركيا ..
- تعرضَّت دار الحكمة الفاطمية، إلى التخريب بعد أن شب فيها حريق هائل أتى على الكثير من الْكُتُب، وتعرضت أثناء ذلك إلى النهب، والسلب ..
- لم يبق من دار الحكمة الفاطمية، سوى مئة ألف كتاب ..
الخاتمة :
المؤرخ العربي الكاذب ..
سيبقى حقيرا ً طالما لم يكتب الحقيقة ..
ولهذا السبب، سيبقى عرب الأجيال القادمة، أسرى الاكاذيب التاريخية ..
إندثرت دار الحكمة في بغداد، على يد المغول ..
وإندثرت دار الحكمة الفاطمية في القاهرة، على يد مسلمي الأطراف، والأقطار البعيدة ..
وإندثرت حضارة الأندلس، على يد خلاف عربي، إسلامي في الدين الواحد ..
ودائما وأبدا ً كان مسلموا الأطراف، يُدمرون ويسرقون ذاكرة العربي الأصيل ..
دار الحكمة الفاطمية، خربها مسلموا الأطراف والأقطار البعيدة ..
دار الحكمة الفاطمية، سرقها بني عثمان، من مسلمي الأطراف والأقطار البعيدة ..
حضارة الأندلس سرقها اليهود، وأعطوها ل بني عثمان، يوم إستقبلتهم السلطنة بالترحاب ..
وما زلنا عرب اليوم، نُلاقي المذلَّة، تلو المذلَّة من مسلمي الأطراف والأقطار البعيدة ..
والشاهد على ما أقول ..
تذكَّر سوريا، والعراق، واليمن وكل دولة عربية فيها حروب ..
فيصل المصري
أيار ٢٠١٨
0 comments: