وعاد إلى ريعان الشباب ..
الفصل الأخير من رواية :
إمرأة الوادي المُقَدَّس ..
تأليف : فيصل المصري ..
الناشر : شركة غوغل ..
حقوق الطبع محفوظة لدى ولاية فلوريدا.
الولايات المتحدة الأميركية. ( ٢٠١٤)
الخاتمة :
قال ..
أنه، رجل عجوز ٌ مُثقَّل ٌ بهموم الدهر ِ ..
لا، يقوى على السفر حتى يلتقي بها ..
ولمَّا سَمِعَّت، إمرأة الوادي المُقَدَّس، كلام الرجل العجوز ..
ولَمَّا رأت إمرأة الوادي المُقَدَّس، من ثاقب نظرها، شكل الرجل العجوز، الذي إجتاحه الشيب، وتقوَّس ظهره ..
وَلَمَّا دمعَّت عينيها على الرجل العجوز الذي أحبته، وعشقته ..
أمرَّت، الهُدْهُد ..
من خلال عينها التي ترى، وتراقب ..
أن، يسأل الرجل العجوز ..
إذا ..
قٓدِمٓت ْ إليه ..
هل، يستقبلها ..
ويلتقي بها ..
أجاب العجوز، الْهُدهُد ..
كيف لي، أن أستقبلها وأنا على باب القبر ..
وملاك الموت يحوم، فوق رأسي ..
إيذانا ً، بالرحيل ..
من ..
أُلبِّي ..
ملاك الموت ..
أم ّ هي ..
قالت، للهُدهُد ..
قل ْ له فورا ً ..
سأقضي، على ملاك الموت حالا ً ..
إن وافق، على لِقائي ..
ولم تنتظر جوابا ً من الرجل العجوز ..
بل عاجلَّت، ملاك الموت ..
بِشُهِّب ٍ مضيئ ..
وأضرّمت، به نارا ً مشتعلة ً ..
وهدر صوته، من الألم ..
وخيَّم صُراخه، وعويله، في أرجاء المكان ..
ثم ما لبث، أن وقع صريعا ً ..
في مكان بعيد ..
دون حِراك ..
وقالت، للهُدهُد ..
قُل ْ ... له ..
إني، قادمة ..
قُل ْ له ..
أنا إمرأة سماوِّية ..
قُل ْ له ..
أن ينظر في، عينيك حالا ً ..
ليرى صورته، الجديدة ..
تقدّم الرجل العجوز، نحو الهُدهُد ..
ونظر الى عيني الْهُدهُد، التي ظهرت على شكل مرآة ..
رأى، بأُم العين، أن شكلّه بدأ يتغيّر ..
إلى عمر ٍ أقل ..
إلى ان أصبح، كما كان في ريعان الشباب ..
فإنبهّر، وتعجَّب ..
لم يصدِّق، ماذا حل ّٓ به ..
وكيف عاد الشباب الغض ّٓ ... اليه ..
رقص، من كِثرة فرحه ..
وما، لبثَّت إمرأة الوادي المُقَدَّس ..
أن أمرَّت غيمة بيضاء كلون الثلج، لتُغطِّي أرجاء المكان ..
وما، لبثَّت أن أينعت، ثمار الأشجار في غير ميعادها ..
وما، لَبِث أن غطَّى، المكان حشيش ٌ أحمر ُ اللون، إحتفالا ً لقدومها ..
وما، لَبِث أن نبتَّت الازهار، والرياحين المتعددة الألوان، والأشكال ..
وما، لَبِث أن عبق ٓ الجو برائحة البخور، والعنبر ..
وإنفلقَّت، السماء ..
ونزِلّت إمرأة الوادي المُقَدَّس ..
على ظهر حِصان أبيض ..
يرافقها، نسر ٌ وعقاب ٌ ..
وأمرا، الجمع، بالسجود ..
تمايلَّت، إمرأة الوادي المُقَدَّس وهي تسير نحو حبيبها ..
مُتطايرا ً الغنج، والدلال منها ..
وأوْمأت بيدها، للهُدهُد ..
أن يُخلي المكان وصحبه ..
تقدمَّت إمرأة الوادي المُقَدَّس ..
نحو حبيبها ..
وكان، بأجمل حِلة ٍ ..
وأذكى، رائحة ٍ ..
وجسم ٍ ممتلئ ..
وتصافحا ..
وأذنَّت للشمس، بالمغيب ..
وأشارت للقمر ... بالظهور ..
وأمرَّت النجوم، بأن ترمي اللؤلؤ ..
وتبادلا، القُبَّل ..
على ضوء القمر ..
وإختلَّت به ..
وبعد ..
أن قَضّت وطّرها مِنْه ُ ..
إصطحبته، للوادي المُقَدَّس ..
حبيبا ً ..
ورفيقا ً ..
وزوجا ً ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٢ شباط ٢٠١٨
0 comments: