منى مرعشلي.
انت ِ في الذاكرَّة،
التي، غاب شمسها ..
هذه المُدونّة ليست عن سيرة حياة الراحلة منى مرعشلي التي توفيَّت هذا النهار الواقع فيه، ٥ كانون الاول عن عمر يناهز ٥٨ عاما ً ..
بل هي، تذكير وإشارة الى فنانين عباقرَّة، رحلُّوا او ما زالوا على قيد الحياة، ولم ينلُّو حقهم في دولتهم ..
لأن الفن في لبنان، وفي بعض البلاد العربية له مزاريب لا تصِّل مياهها الا للمحظوظين، لتروي غرورهم، وزهوهم الباهت.
بالعام ١٩٧٣ كنت مع أقراني في غض ِّ الشباب، وكانت هذه الفتاة او ذلك الشاب، يغنُّون في برنامج ستوديو الفن ..
وكنا نلتقي باليوم الذي يليه، لنتكلم عنهم.
كانت منى مرعشلي، محوَّر الحديث ..
نعم حزنت جدا ً على وفاة منى مرعشلي ..
لانها، ذكرَّتني بأيام الشباب ..
وما يرافق هذا العمر من مغامرات، وقصص، لا بل ملاحم ..
لهذا، ساءني موتها ..
لأَنِّي دفنت معها، ذكرياتي الجميلة ..
لهذا، حزنت لوفاتها ..
لأن الغَّم والهَّم يطفوان على سقف العقول ..
كانت يرحمها الله ..
لها الصوت، الذي يحمل معه الغمامة الممطرَّة، والشمس المُشرقة ..
اما الملحِّن المهم، والذكِّي، والقدير هو .. نور المَلاح الذي بعبقريته الصامتَّه عرف كيف، يغرف من صوت منى، ويعطينا اجمل الألحان وأعذبها، وقد بز َّ زملاؤه الملحنين، في إشباع صوت منى، بنغمات وجُمَّل موسيقية .. قل َّ نظيرها.
لي صديق، وهو قريب عزيز من قريتي صليما ...
إنه ..
الدكتور، المايسترو عبدالله المصري، خريج أهم المعاهد الموسيقية في روسيا، يقيم حاليا ً خارج لبنان، دائما أستشيره في الأمور الموسيقية، قلت له بعد ان كتَّبت عن الراحل، زكي ناصيف ..
أخاف على الموسيقى والغناء في لبنان ان يكون لديهم :
Establishment
إستبلشمانت، رهيبة، ظالمة، تقهر الحناجر الذهبية التي لا واسطة لها،
وتعطي زخما ً ورتلا ً من إعلاء هذا الفنان، على غيره من المُبدعين.
كل ذكرى جميلة تزول من الذاكرة ..
هي، موت، وخسارة.
انت، يا منى المرعشلي ..
كنت من الذاكرة الجميلة ..
وداعا ً ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
0 comments: