يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

السِّت نظيرة جنبلاط .. ألجِسْر .. ( ١٠ )

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:00 م

السِّت نظيرة جُنبلاط ...
من لبنان.

في دراستي هذه، عن السِّت نظيرة جُنبلاط لن أتطرَّق الى السيرة الذاتية لها، إلا إختصارا ً، لان الكُتّب  والمجلدَّات حافلة بأخبارها. 
كذلك لن أبحث في السياسة العامة لعائلة آلِ جنبلاط، ودورها في الحياة السياسية اللبنانية. 
في هذه الْمُدوّنة ...
سأكتفي بإلقاء ضوء على سيدة ٍ عاشت في أوائل القرن الماضي، وأشعلت منارة ً عندما، كان الظلام  يُخِيِّم  بعد قرون من وئد الحريات، وكبتها، على يد بني عُثْمَان، تلك الامبراطورية البائدة، حيث كان دور المرأة مُغيَّبا ً، ومُهمّٓشا ً ... 
أما دور الرجال كان لا يتعدَّى السخرَّة، والخدمة في الجيش الإنكشاري، جبرا ً وترهيبا ً ..
 - بعد إنهيار السلطَّنة العثمانية بأوائل القرن الماضي، بدأ الانتداب الفرنسي يرخي سياسته الاستعمارية على لبنان والبلاد العربية الاخرى. 

 - في هذا الجو، عاشت وترعرعَّت السٍّت نظيرة جنبلاط ...

 - وُلدَّت نظيرة جنبلاط في عام 1890 في قرية عين قني في قضاء  الشوف، من محافظة جبل لبنان. 
هي إبنة الشيخ فارس جنبلاط، ووالدتها الشيخة فريدة سعيد جنبلاط. 
لم تتلق ٓ نظيرة جنبلاط التعليم بشكل رسمي، في المدارس والمعاهد، لأن تقاليد طائفة الموحدون الدروز في ذلك الوقت من الزمن تمنع لا بل تُحرِّم الفتيات الذهاب إلى المدرسة. 
تلقَّت دراستها، في المنزل، وقامت جدتِّها، بتعليمها التقاليد، والعادات السائدة في المجتمع، في ذلك الوقت من الزمن.
 - تزوجَّت في سنّ الخامسة عشر من فؤاد جنبلاط الذي كان، حاكما ً  لاقليم  جبل الشوف في ظل حكم الإمبراطورية العثمانية، وبداية الانتداب الفرنسي، على لبنان.
 - في ٦ اب ١٩٢٢، إغتيل فؤاد جنبلاط. 
 - بعد وفاة زوجها، تحمَّلت نظيرة جنبلاط المسؤولية السياسية. 

وبفضل حِنكتها، وذكائها الحاد، دخلّت المُعترّك السياسي، وأبلّت بلاء ً حسنا ً، لا بل رسمّت خطوطا ً عريضة في التوّجهات الحنبلاطية، التي ستُطبَّق، من بعدها.  
 - في دور السِّت نظيرة جنبلاط ...
من المُستحيل فهمُه ..
أن عجلّة التاريخ، ترجع الى الوراء ..
بل تتقدم خطوات الى الامام ..
ولكن الذي نلاحظه، في دور المرأة العربية عامة، والمرأة اللبنانية خاصة، ان ساعة التاريخ بطيئة، لا بل متوقِّفة، وأحيانا ً تتقهقّر الى الوراء، مُخلِّفة تهميش دور المرأة، في الحياة السياسية، والعامة. 

 - نظيرة جُنبلاط ..
كسرّت الأغلال ..
وركبَّت موجة التاريخ، وشقّت الطريق، وأزالت الموانع، والتقاليد البالية، 
ونادَّت :
 ها انا ..
من يُقارعني ..
فليتهيّب، وليستعّد ..

 - نظيرة جنبلاط، باتّت زعيمة سياسية في لبنان في النصف الأول من القرن العشرين، بعد وفاة زوجها، حتى العام ١٩٥١ يوم وفاتها. 
 - الخطوط العريضة، في سياسة السِّت نظيرة جنبلاط. 
لقد رسمّت الست نظيرة جُنبلاط من اول يوم ٍ، بعد مقتل زوجها سياسة، وخطوط عريضة، للعائلة الجُنبلاطية، ألا وهي :
  - ألحفاظ على الاحوال الاجتماعية، والسياسية في العائلة الجنبلاطية، وذلك عن طريق إعلان قرارها إتخاذ منصب زوجها، كحاكمة سياسية، لمنطقة الشوف. 
 - كانت نظرتها ثاقبة، لا تُخطئ. 
 - وكانت إرادتها صلبة، لا تلين. 
رأت، إنه بإنسدال الستار عن قرون الجهل، والظلم، والاستبداد العثماني، وبزوغ فجر الانتداب الفرنسي، المُحٓاط بهالة، وموافقة  دوليتين،  هنالك أهمية كبيرة، للحفاظ على السلطة السياسية لصالح العائلة الجنبلاطية، وإستمراريتها، والى من ستؤول من بعدها.
 - إستلمّت الست نظيرة، مقاليد الحكم، والزعامة في فترة كانت السيادة والرئاسة للرجال، وبذلك أنها تُعتبر المرأة الدرزية الأولى التي تدخل النشاط السياسي في لبنان.
 - من الأمور المهمة جدا ً التي رسمّت خطوطها الست نظيرة جنبلاط، والتي يُتقنها جدا ً، ويبرع فيها حفيدها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هي الحفاظ اولا ً وأخيرا ً على أبناء الطائفة في الخضّات الإقليمية، والدولية. 
 - تمكنت الست نظيرة جُنبلاط أثناء حِكمها، الحفاظ على السلام والاستقرار في الشوف، ومناطق نفوذها خلال الانتداب الفرنسي، وأرست علاقات متينة من شأنها درء الخطر، والاعتداءات من سلطة الانتداب، وحافظت على سلامة أبناء طائفتها، في وقت كان الانتداب الفرنسي يعيث ضررا ً في بعض الطوائف، والجماعات الاخرى. 
 - في السياسة الدولية، سابقا ً وحاليا ً، هناك مبدأ يسود ..
أن الزعامة، او الرئاسة في الدوَّل ..
لا يُعتَّد بالأخذ بالمصالح الشخصية، ولا يؤخذ بهوى ونبض الشارع، لان الافاق الدولية، والمصالح الدولية، هي التي تحكم وتسود، ويجب ان تُنفَّذ. 

هذا المبدأ ..
لا ينفع مع السٍّت  نظيرة جنبلاط، لان السياسة، والمبدأ، والعنوان العريض، كان عندها ..
الحفاظ على رعيتها في الشدائد، بغّٓض النظر عن الاهواء والرغبات، والمصالح الدولية، او الإقليمية.  
 - لم  تَكُّن، السِّت  نظيرة جنبلاط تحسب حسابا ً للانتقاد بان موقفها هذا، الذي يصِّب في مصلحة أبناء طائفتها او عشيرتها فقط، يؤدي الى إنتقاد، او إمتعاض من بعض شرائح الوطن الاخرى.  
 - كان الهَّم الذي يلازمها في أثناء الانتداب الفرنسي، الحفاظ، والحفاظ على سلامة أبناء طائفتها، ولهذا السبب أقامت شبكة صداقات قوية  تُحصِّن سياستها، ومنهجها.  


وقد أثبت التاريخ ...
أن حفيدها الزعيم وليد جنبلاط في محطَّات من الاخطار الدولية 
المُحيقة بالوطن، وبطائفته، قد سلك نفس أُسلوب السِّت نظيرة وما يزال، في محاولاته الصعبَّة، والشاقَّة تجنيب أبناء طائفته في لبنان وبعض دول المنطقة، من المنزلقات، وبسبب ذلك  يتلّقى السهام، تلو السهام، لان موقفه
في الحفاظ على أبناء طائفته لا يدخله من بوابة الوطنية الواسع، والواسع جدا ً ...


 - هناك دوران، خلّدا تاريخ السِّت نظيرة جنبلاط :
إن المرأة العربية، او اللبنانية هي ايضا ً صانعة .... تاريخ. 
إن المرأة العربية، او اللبنانية هي ايضا ً ترسم .... سياسة. 

إنها، السِّت نظيرة جنبلاط. 
من لبنان. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٦
 



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9