يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 15 يوليو 2016

أضغاث، أحلام ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  11:10 ص

أضغاث احلام حُكَّام، منطقة الشرق الأوسط 
التي تقّضُ مضاجِعهم !!


مما لا شك فيه ان منطقة الشرق الأوسط تحديدا ً من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، تعاني المخاض العسير المؤلم  قبل الولادة، او الولادات  !!

فالجبال فيها حبلى، والأنهار تتدفق دما ً غزيرا، والسهول تشهد أعنف المعارك، في كل من سوريا، والعراق، واليمن، والسودان، وليبيا. 

إن بعض حُكَّام   هذه المنطقة  ينظرون  بعين الى الماضي، وبالعين الاخرى الى المستقبل،  فاحلامهم  تقّضُ المضاجع، في حلاوتها،  وأحزانها، وفي قساوة
 أهوالها !!
الأحلام، تتمحوّر حول قيامة جديدة، لإمبراطوريات غابت، او اندثرت، او أُبيدت يحاول الحُكَّام  بمؤازرة شعوبهم،  إحيائها من جديد !!

هذه الإمبراطوريات التي تشهد مخاضا ً عسيرا ً هي ...
 الإمبراطورية العثمانية ( تركيا اليوم )  
والإمبراطورية الفارسية ( ايران اليوم )  
والخلافة الاسلامية   الجديدة ( في مناطق القتال ) 
وأرض الميعاد، مملكة  سليمان  وداود ( فلسطين اليوم ) !!

اما عامة  الشعب  العربي، ( سواء كان مسلما او مسيحيا ً ) هو الذي يعيش بين فكي كماشة هذه الإمبراطوريات، الكامنة في عقول وأحلام أصحابها،  ويتلقى الضربات من فؤوس على سندان ٍ هزيل، في كل من سوريا والعراق. 

فإذا نظرت الى شرق البلاد العربية، فإنك تلاحظ الفرس، يحالون إستعادة ثأرهم من المُثنى إبن الحارثة الشيباني، وسيف الله المسلول خالد أبن الوليد، العظيمان اللذان دكّا حصون بلاد فارس، دكا ً، وأعملا تخريبا ً في احلام كسرى أنو شروان، ولا ننسى صدّام حسين الذي إجتاح ايران، ووصل آلى ما وصل اليه. 

وإذا نظرت الى غرب البلاد العربية، فإنك تٓرى بني عثمان، يُمعنون تدميرا ً في قلب العروبة النابض، ويخرِّبون في العقيدة عن طريق زرع ارض العرب الاسلامية، بفتاوى دينية لم يشهدها الاسلام الحقيقي، عبر التاريخ. 


وقد سبق وتجرأ المستشرقون الأجانب، حيث لم يتجرأ العرب،  في القول، أنه لم تدخل الاسلام اقوام بني فارس، وعثمان من باب الإيمان، بقدر ما كانت مآربهم مخفية، وهذا غيض من فيض، الذي نشهده من حروب وسفك دماء، وتهجير وتنكيل بالعرب سواء كانوا مسلمين او مسيحيين، منذ زمن .. الى وقتنا الحاضر.  

اما في وسط بلاد العرب، وفي حول الاراضي المُقَدَّسة، فإنك تشاهد وترى منذ أواسط القرن الماضي أحلام مملكة داوود، وسليمان  تروي هذه الاراضي بالدماء الذكية، وقد قيل الكثير، ووقعت عدة حروب. 

اما البلاد العربية الاخرى، من المحيط الى الخليج، تحكمها الهواجس، والمخاطر من اعمال إرهابية، تقوم بها الحثالة الذين يمتشقون  الدين، ويُزنرّون أجسامهم لقتل الأبرياء من المسلمين العرب، في حفلات مُجون عقائدي ملوّث، ليتقرّبوا من حواري جهنم. 

 مما لا شك فيه، ان هذه  الأحلام قد أثرّت   على رتابة  حياة العربي المسلم والمسيحي،  في تفكيره، ونمط حياته، حيث  ما انفك زعماؤه منذ نهاية الحرب العالمية الاولى، ونيلهم الاستقلال على إثر تفاهمات، وصفقات كان أولها اتفاقية سايكس بيكو، وآخرها صفقات الربيع العربي، يعدونهم ان الخير لا بد آت ٍ وان النعيم ينشر رياحينه في كل قطرة زيت، تزفرها الارض،  وفي كل شهقة من نسمات الحرية  الموعودة !!


كابوس الأحلام هذا، أن أتى باليقظة لا يلقى الا الويل، والثبور، والقبور،  وعظائم الأمور، وان أتاه بالمنام ترتعد فرائصه خوفا ً وتقّض ُ مضجعه !!



يقابل احلام هذه المنطقة، واقع وصحوة حال، ويقين  في إنكلترا، الامبراطورية  التي لا تغيب عنها الشمس، أفُل نورها، وباتت هذه المملكة، ذي ضوء خافت كالطقس الذي يعّم أرجائها، بعد إنسحابها من الاتحاد الاوروبي. 

 اما اسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، تحاول جاهدة ان تسرق نور الشمس على قلّته لتنال الدفئ المطلوب، وان تحافظ على أمنها، بعد إنفلات الهجرة الى أراضيها، والخوف من عمليات ارهابية. 


اما الحلم الذي راود أب ومؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن ورفاقه، بأن تكون حدود دولتهم نجوم السماء تسبح مع المجّرات الاخرى، بات واقعا ً وأمسى حقيقة، ولكنه بعد المخاطر الاخيرة، من مخاوف ان يطال الارهاب اميركا، بدأت تطفوا على سطح الأحداث سياسة داخلية جديدة، ومفهوم  خاص بالتعاطي مع العالم، يحمل لوائه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي باتّت أفكاره وسياسته تستهوي شريحة كبيرة، من الناخبين الأميركيين ...  وهي الانزواء، والانغلاق، والتقوقع، ووقف الهجرة من البلاد التي تشهد حروبا ً ... من اجل حماية  اميركا، وشعبها،  فقط. 


أعداد 
فيصل المصري 
اورلاندوا / فلوريدا 
( ١٥  تموز  ٢٠١٦  )

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9