عصر الظُّلُمَات،
هل، بَزَغ َ فجرَّه،
في العالم العربي ؟
بغضّ النظر، عن المسؤول عن هذا العصر، الذي أرخى بأثقاله، وأحزانه على العالم العربي.
سواء وافقنا حزب الملامّة، بان الغرب هو الذي رتَّب، ووضَّب حروب الربيع العربي القذرّة.
أم انه كان، نتيجة إستبداد، وعبودية، وعهر، الأنظمة.
أم انه كان، بسبب الإثنان معا ً.
النتيجة واحدة،
وهي :
بزوغ فجر الظُّلُمَات
Dark Ages.
بالعالم العربي.
القرون الوسطى ...
او المُظلِمّة،
عبر التاريخ :
-/ هي، عصور الظلام، او القرون المُظلِمّة،
وقعّت ما بين الأعوام ٤٠٠ - ١٤٠٠م. في أوروبا، وانكلترا.
أُطلق هذا التعبير، وما زال على فترة من التاريخ الاوروبي إمتّدت حوالي ١٠٠٠ سنة تميّزت بالهمجّية، والانحطّاط في ممارسة الدين، الى درجة الهَّوس المُخيف، فأندثرت الكتابات، والمعالم التاريخية، ولم يبق َ من معارف الإغريق وآثار الرومان سوى القليل، وإنعدّمت الإنجازات الحضارية، وتفشَّى الجهل المطّبق، والتزّمت الديني، وتعاظم دور الكنيسة في مختلف الأمور الحياتية، من مأكل ٍ، وملبّس ٍ وعادات ٍ سقيمة، وأخذ الإيمان، بالغيّبات مكان التفكير العلمي والمنطقي السليم، وإنحصر الإدعاء بالعلم، والثقافة، والتفسير، على رجال الدين فقط. الامر الذي أدى الى الخلافات، ونشوب الحروب والفتن.
-/ الانسان في عصر الظُّلُمَات :
كان، أحادّي التفكير، ومتعصِّب دينيا ً، يَعْتدي على من يخالفه في الرأي، ويمقت التطّور، ويكره العلم.
-/ التعذيب في عصر الظُّلُمَات :
كان التفّنن في التعذيب، إجراء ٌ مُفزْع حتى يدِّب الهلع والخوف، في النفوس، فأُخترعت الاَلات، والطُرّق، أهمُهّا محاكم التفتيش، وأبتدّعوا وسائل للعقوبات، كالحريق، وأهم ضحايا عقوبة الحريق جان دارك، في ٣٠ أيار ١٤٣١م. في مدينة روان بفرنسا.
وقد ذكر التاريخ أدوّات متعدّدة في التعذيب، أهمها العذراء الحديدية iron maiden. ، وهو يُشبه التابوت بداخله سكاكين، حيث يُوضع المُدان بداخله، ويُقفل عليه حتى يموت من العذاب والالم، وغير ذلك كالكرسي الحديدي iron chair. ، وآلة المطّ.
وكانت لديهم وسائل تعذيب لمثليي الجنس، فيها من السادّية ما يقزّز.
-/ العالم العربي ...
وقت الظُّلُمَات في أوروبا :
كان العالم العربي، بشعوبه وقبائله، ومللّه وقت الظُّلُمَات في أوروبا ينعمون بحياة سعيدة، ورائدة، وكان الفتح الاسلامي ينشر العلم، والمعرفة عن طريق فلاسفة عرب، من مسيحيين ومسلمين.
ولا بد من الإشارة، الى مفارقة كبرى وهامة، وهي ان شروق شمس الحضارة في أوروبا، بعد هذا الظلام الدامس، كان على يد فلاسفة العرب من المسلمين، والمسيحيين، الذين دخلوا الأندلس فاتحين.
لن أُطيل في شرح هذه الفقرة، عن مآثر وجود العرب في أوروبا ولكن تكفي الإشارة الى ان حِكمهم في الأندلس، بدَّد الظلام في أوروبا سواء كان علميا ً او فلسفيا ً او عن طرق الحياة الأرستوقراطية، المُثْلى كتدريب أميرات أوروبا وانكلترا في بلاط أُمراء الأندلس.
ويبقى السؤال المُحيّر، لماذا إنقلبّت الطاولة رأسا ً على عقَّب، وبات فجر الظُّلُمَات يُنثُر ُ سمومه على العالم العربي .... اليوم.
ومن سيأتي، من بعد حين للإنقاذ ؟؟
هل ستأتي، أوروبا والغرب ؟؟
بدء عصر الظُّلُمَات العربي الذي نعيشه، بعد موجات هاجوج وماجوج من مسلمي الأمصار، والأقطار البعيدة، من الشيشان، وكل ما هو ينتهي ب ( يان ) من اسماء دول، يفسّرون الدين الاسلامي على هواهم، إذ أفتّوا بتفجير تمثال بوذا، وتهديم حضارة الاشورّيين، وتكسير الصُلبان من الكنائس، وحتى تهديم وتفجير المساجد والمآذن العربية، ولم نسمع انه في طول العراق، وسوريا قد تم ّ هدم كنيس يهودي، او معلم من معالم النبي موسى عليه السلام، بل فُرضت الأحكام، وإنزلت العقوبات، وما أكثرها، كالسبّي، والغزو، وكأننا في زمن لم يشهد التاريخ مثله.
كل هذه الأفعال، لم يقوموا فيها في بلدانهم، بل إنحصرت موبقاتهم في بلاد العرب.
لم يتجرأ مؤرخوا العرب قديما ً على القول ان مسلمي الأمصار إنضووا في الاسلام، لأسباب لا تمُت ّ بالعقيدة، او الإيمان الصحيح، بل المستشرقون الأجانب صرّحوا علانية ان مسلمي الأمصار البعيدة، كالفرس إعتنقوا الاسلام، وبني عثمان دخلوا هذا الدين، لسبب واحد وهو ان يمسكوا في بلاد العرب، ويحكموا السيطرة على شعوبهم، وما مجريات التاريخ في كل من، بلاد فارس وبني عثمان الا خير دليل على الأذى الذي طال، وما يزال الكيان العربي.
أما مسلموا الأطراف، الملاصقين لبلاد فارس، ايران اليوم، والمجاورين لتركيا، الذين يحكمون اليوم جزء من سوريا، والعراق وتسمع اسماء قتلاهم، من قوّاد لتدرك ان المصيبة الكبرى التي يتخبّط فيها العالم العربي، هي من صنيعة افعالهم، وموبقاتهم.
وإذا سألت السوريين، والعراقيين المُهجَّرين، يقولون دون مواربة، ان قراهم وبلداتهم تحكمها رجالات لا يتكلمون العربية، بل يتكلمون بلهجات بلادهم، والقلّة القليلة هم من المغرب، والسعودية وغيرها من دول عربية.
والذي يُلفت، هو التزّاوج ما بين طبقة رجال الدين، العرب المسلمين الحاليّين، والماسكين بالشريعة، مع طبقة من حُثَالة مسلمي الأمصار، حتى تعود الأمور كما كانت، في ليالي أوروبا وانكلترا السوداء، الانسان عبد للأرض التي يُقيم فيها، ومُلك، لسيّدها، فتصبح الحياة، والدنيا، والاخرة، بعهدتهم.
والذي يجعلك لا تفهم شيئا ً عن الذي يحصل في العالم العربي، ان الغرب متخّوف من تفشي ظاهرة الإرهاب في دياره، ولا يفعل شيئا ً، إلاّ الكلام، والمتاجّرة بالسلاح، وهذا ما يثير الريبّة والشكوك.
أما الشعوب في العالم الغربي، بدأت تُدرك مخاطر الهجرة الى بلادها بسبب الارهاب في العالم العربي، وبدأت الديموقراطية عندهم تعمل عن طريق الانتخابات.
وقد قيل الكثير عن العام ٢٠١٧ بانه العام الذي يحمل المُفاجئات سواء في بلاد العرب، او في الغرب.
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تموز ٢٠١٦
0 comments: