خاطرة، في
عمَّليات التجّميل.
كان يُحّبها حُبّا ً جمّا ً ...
وكان له منها، بنتا ً وحيدة ً ...
وكانت دائما ً تحاول إقناعه،
انها ترغب في إجراء عملية تجميلية لأنفها، ولشفتيها.
كان يرفض باستمرار،
قائلا لها،
إني أُحِب فيك هذا الأنف البارز،
وإني أطمئن لهاتين الشفتين الرقيقتين.
ولا اريد لهما بديلا ً ...
كان، اذا أراد ان يتغّزل بشفاهها :
يقول إنهما، ضفتي نهر ٍ ينساب في سهل عبر حقول من الرياحين، ناصعة البياض ...
وإذا أراد ان يُثنيها عن تجميل انفها،
يقول لها، أَنِّي ارى فيه كبريائك، وعلَّو أخلاقك ...
تعسّرت أمور الزوجين، فقصد الاغتراب كسبا ً للرزق الحلال، ضنا ً بالاحتفاظ على مستوى معيشة زوجته، وابنته.
وهو في الغربة، لاحظ ان طلبات الزوجة المادية ازدادّت،
لم يُقَصِّر في زيادة إرسال المصّروف الشهري، لانه يحبهّا ولا يتأخر في تلبية طلباتها.
الى ان قرّر يوما ً بعد ان ضحكت له الأيام، ان يرجع الى بلده، لأن الشوق لزوجته، وابنته بدأ يُرهق حياته، ويكوي قلبه.
لاحظ، انها كانت تستّمهله، التأخير.
وتكرَّر قولها، بان يؤجل قدومه للشهر المقبل.
الى ان وافقت اخيرا ً، وانتظّرته مع ابنتها في المطار.
تعّجب، لما رأى ابنتّه برفقة امرأة،
وإستغرب عدم وجود زوجته، في المطار.
ساورّته الشكوك بان مرضا ً قد حل ّ بها.
وهو يعانق إبنته،
سالها أين، أُمك ؟
إجابته، هي معي ...
هالّه المنظر، وتقدم من زوجته وسألها ماذا فعلت بوجهك ؟
أجهشت بالبكاء، وقالت له أحبّبت ان أُفاجئك بإجراء عملية تجميل لانفي واُخرى، لشفتّٓي.
أجابها، ماذا فعل هذا الطبيب بوجهك ؟
ولأنه، يُحِبّها،
إتصل بصديق له، طبيب جرّاح، وأخبّره ماذا فعل طبيب التجميل في وجه زوجته،
اجابه، بان يأتي اليه فورا ً، وباقرّب وقت ممكن، لان المشاكل الناتجة عن فشل عمليات التجميل، لها انعكاسات سلبية على صحة زوجته.
أُدخلت زوجته، الى غرفة العمليات.
طال انتظاره، ورأى حركة غير إعتيادية في المستشفى.
خرج صديقه الطبيب، والدمعة تنزل من خديّه،
ماتّت زوجتك،
لاننا، لم نتمّكن من إنقاذ حياتها.
رجع مع ابنته حزينا ً.
وإبتاع له بيتا ً على ضفة نهر، يقطع سهلا ً مُحاذّي لجبّل شاهق العلّو،
وبقي طيلة ما تبّقى له من حياة، يُنّظف ضفتي النهر وينظر الى اعلى قمة الجبل،
في كل صباح، ومساء.
ويقول،
لضفتي النهر،
صباح الخير،
ولقمّة الجبل،
مساء الخير،
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٥
0 comments: