كان يقضي أوقاته في التفكير بها، حتى انقضت عقود من عمره وهو يبحث عنها!
إفترقا، دون خلاف !!
هي إتجهت ناحية شروق الشمس، وهو آثَرَ طريق الغروب. ولكنه كان يلحق بركب الطيور المهاجرة كل سنة بحثاً عنها. ويعود ادراج الرياح وحيدا ً دون ان يعثر عليها !!
إلى ان رماه ُ الطير يوما ًفوق أكمةٍ تطّل على وادٍ ، أخذته الحيرة من وجود امراة،
تمشق من الأغصان أوراقها، وتكتب عليها
بريشة هدهد بمداد يسيل ليسكب كلمات وَجُملٍ يصعُبُ فك رموزها.
نزِل َ الوادي وأخد يُلملِم ُ أوراق الأغصان المتناثرة وجلس يقرأها، الى ان فاجأته هذه المرأة بصوت لم يعهده في بني البشر، وسألته ماذا تفعل هنا وانت تنتعل خفيك في الوادي المقدس، أذِنت ْ له بالمكوث حاف القدمين، لانه أثلج صدرها في إدراكه العلم الذي تكتبه !!!
إرتاح هو، وابتسمت هي لانها التقت من يفهم مقاصدها، وبينما هو يفتش عن أوراق ليكمل القراءة، إختفت هذه المرأة في الوادي المقدس.
وبينما هو مهموم ٌ حزين ٌ قرأ في احدى الأوراق، وداعا ً يا صديقى، انتظر مني رسائل مماثلة، تصلك على طائرٍ ميمون.
قضى عقودٍ من عمره يبحث عن التي افترق عنها !!
وها هو ينتظر طائر الهدهد يومياً، ليرمي اليه قصقوصة من امرأة الوادي المقدس !!
إفترقت روحه عن الاولى !!
لتلتقي روحه بالثانية !!
أعداد فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
حزيران ٢٠١٤
0 comments: