يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 20 فبراير 2025

درب ذرف الدموع أو Trail of Tears / مُدونَّة فيصل المصري.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   6:44 م



 السياسَّة الأميركيَّة مُنذ العام ١٨٣٠ 

وتطبيق مبدأ التهجير القسري للسكان الأصليِّين

درب ذرف الدموع أو (Trail of Tears) 😭 


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

مِن المُستغرب أنَّ السياسَّة الأميركيَّة  ما زالت تصُّر على تطبيق مبدأ التهجير القسري التي اعتبروها في الماضي ضرورة تاريخيَّة وذلك على طريقة ( درب ذرف الدموع ( Trail of Tears )  التي هُجِّر فيها السكان الأصليون من أراضيهم  بإسم الأمن والتوسُّع

والغريب أيضاً أنَّ الذين برروا تلك السياسات في الماضي، يطرحون نفس المنطق اليوم بشأن أهالي غزة والضفة الغربيَّة.  

إذا كان بالماضي درب ذرف الدموع trail of tears  😭 ضرورة تاريخيَّة ؟ فما هو الهدف اليوم من تطبيق ذات المبدأ بعد قرون

بالماضي أعتبرت الإستبلشمانت الأميركيَّة هذه السياسة ضرورة تاريخيَّة، واليوم تعتبر الإستبلشمانت الأميركيَّة وجود أصحاب الأرض في أرضهم يعكِّر السلم فِي المنطقة ؟.   


إنَّ اختلاف المعايير هذه تكشف حقيقة ثابتة وهي أنَّ المسألة لم تكن يوماً مبدأً أخلاقياً، بل كانت  مسألة قوة ومن يتحكَّم بها، وأنَّ الاقتلاع والتهجير جريمة سواء كان الضحايا مِن الشيروكي في أميركا  بالقرن التاسع عشر، أو الفلسطينيون العرب في القرن الحادي والعشرين.  

فِي المُدوَّنة : تفسير عبارةدرب الدموع )

(Trail of Tears) لغوياً وتاريخياً :

درب تعني الطريق أو المسار الذي يسلكه الناس، والدموع تشير إلى الحزن العميق والبكاء الناتج عن الألم والمعاناة.

وبالتالي تعني العبارة، طريق مليئ بالمعاناة والألم والبكاء.


تمَّ استخدام هذا المصطلح لوصف عملية التهجير القسري التي تعرَّض لها السكان الأصليين في الولايات المتحدة الأميركيَّة في القرن التاسع عشر، حيث أُجبروا على ترك أراضيهم الأصلية والسير لمسافات طويلة في ظروف قاسية، مما أدى إلى وفاة الآلاف منهم بسبب الجوع والمرض والتعرض للعوامل الجوية القاسية.


يُطلق مصطلحدرب الدموععلى أي عملية تهجير قسري تتسبب في معاناة شعب معين، سواء بسبب الحرب، الاضطهاد السياسي أو التطهير العرقي.

يمكن رؤية تطبيقه في تهجير شعوب أخرى عبر التاريخ، مثل تهجير الأرمن في أوائل القرن العشرين، وترحيل الشيشان من قبل الاتحاد السوفيتي، وكذلك تهجير الفلسطينيين خلال نكبة 1948.

المصطلح يُستخدم اليوم لوصف أي نزوح قسري حيث يُجبر الناس على مغادرة أوطانهم دون إرادتهم، مع فقدانهم أراضيهم، منازلهم، وأحيانًا حياتهم

بالتالي، درب الدموع  ليس مجرد حدث تاريخي بل مفهوم يعكس الألم الإنساني المستمر الناتج عن التهجير القسري والاضطهاد.


درب الدموع في الولايات المتحدة الأميركيَّة :

وهي  عمليات التهجير القسري التي تعرض لها الشعوب الأصليين  خاصةً قبائل الشيروكي، المسكوكي، السيمينول، التشوكتاو، والتشيكاساو، من موطنهم الأصلي في جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركيَّة إلى المناطق الغربية، تحديدًا غرب نهر المسيسيبي، وذلك بين عامي 1830 و1850.


بدأت هذه العملية بعد توقيع الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون علىقانون إزالة الهنود” ( السكان الاصليين  ) عام 1830، الذي سمح للحكومة الفيدرالية بالتفاوض على نقل القبائل إلى أراضٍٍ في غرب البلاد

تم تنفيذ عمليات التهجير بوسائل قسرية، حيث أُجبر الآلاف على السير لمسافات طويلة في ظروف قاسية، مما أدى إلى وفاة العديد بسبب الجوع والمرض والتعرض للعوامل الجوية.


كانت آخر عمليات التهجير القسري هي تلك التي تعرضت لها قبيلة الشيروكي في عام 1838، حيث أُجبر حوالي 20,000 فرد من الشيروكي على الانتقال مِن شرق جنوب البلاد إلى غربها وتوفي منهم ما بين 2,000 و8,000 شخص أثناء الرحلة.


بعد وصولهم إلى وجهتهم، تمَّ إسكان القبائل في ما عُرف آنذاك 

بـالأراضي الهندية، والتي أصبحت فيما بعد ولاية أوكلاهوما. على الرغم من المعاناة التي تكبدوها، تمكنت هذه القبائل من إعادة بناء مجتمعاتهم والحفاظ على ثقافاتهم وتقاليدهم في موطنهم الجديد.

في الوقت الحاضر، تقدِّم الحكومة الأمريكيَّة مجموعة من المساعدات للسكان الأصليين بهدف دعم مجتمعاتهم وتحسين جودة حياتهم. تشمل هذه المساعدات برامج في مجالات الصحة، التعليم، الإسكان، والتنمية الاقتصادية

على سبيل المثال، هناك مكاتب

(Bureau of Indian Affairs)  مكتب الشؤون الهنديه

(Indian Health Service) دائرة الصحة الهندية.

 ومكاتب خدمات متعددة لدعم القبائل المعترف بها فدرالياً لتعزيز السيادة القبلية وتمكين المجتمعات الأصلية من إدارة شؤونها الداخلية والحفاظ على تراثها الثقافي.


وفقًا لإحصاء الولايات المتحدة الأميركيَّة لعام 2020، بلغ عدد الأفراد الذين يُعرِّفون أنفسهم كأمريكيين أصليين أو سكان ألاسكا الأصليين حوالي 9.7 مليون شخص، مما يمثل حوالي 2.9% من إجمالي سكان الولايات المتحدة

أخيراً :

ما يلفت الانتباه هو أن الولايات المتحدة الأميركيَّة عند الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، لا تعرض الفكرة كجريمة أو انتهاك للقانون الدولي، بل تلمِّح إلى إمكانية تقديم مساعدات إنسانية لهم بعد تنفيذ التهجير، تماماً  كما فعلت مع السكان الأصليين في أميركا بعد إجبارهم على مغادرة أراضيهم


 وبمطلق الأحوال إنَّ التهجير وإعادة التوطين وحتى تقديم بعض التعويضات لا يغيِّر في الحقيقة شيء، وهو أنَّ هذا التهجير يعني اقتلاع شعب من أرضه وفقدانه لوطنه، ولا تُعوِّض المساعدات عن فقدان الوطن كما لم تستطع الولايات المتحدة الأميركيَّة تعويض السكان الأصليين عن أراضيهم وثقافتهم


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا 

شباط ٢٠٢٥ 





Blogger Template By: Bloggertheme9