يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 7 يوليو 2025

الزمن الجميل … المُدونَّات الفيصليَّة. تموز ٢٠٢٥.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   6:23 ص



 




الزمن الجميل

حين كان رئيس العمل أباً

والصديق أخاً

والحياة أبسط


المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :


أمس وبرفقة زوجتي قمتُ بزيارة رئيسي السابق بالعمل الوزير بشارة مرهج ( وزير سابق ) حيث استقبلتنا زوجته الدكتورة فالي أحسن استقبال وكان الوزير بشارة مرهج على عادته مبتسماً كالأب الذي يلتقي مع  أحد أبنائه بعد طول غياب

بعد هذا الاستقبال في دارته ضهور الشوير ( لبنان ) قررت أن أكتب مُدونَّة عن الزمن الجميل، حين كان رئيس العمل أباً، والصديق أخاً والحياة أبسط، حتى أنشرها على صفحات غوغل الوثائقية


فِي المُدوَّنة : الزمن الجميل

هو ذاك العصر الذي لا يُقاس بتقنيات الحاضر، بل بدفء القلوب وصفاء النوايا. زمن الآباء والأجداد، حين كانت الحياة بسيطة ولكنها مليئة بالبركة

كانت البيوت متواضعة، لكنها عامرة بالمحبة والرضا، وكان الجار أخاً، لا تفصل بينه وبينك جدران، بل تربطكما الأيادي المفتوحة والقلوب الصافية.


في الزمن الجميل، كانت روابط الإخوة متينة لا تهزّها الدنيا، أخوَّة لا يجمعهم فقط الدم، بل المشاركة في كل شيء

اللعب، الطعام، وحتى الأحلام الصغيرة. لم تكن العلاقات تُقاس بالماديات، بل بالاهتمام والاحتواء


ولا ننسى الأصدقاء الأوفياء

الذين كنَّا نجدهم وقت الشدَّة قبل الفرح، أصدقاء لا يتغيّرون بتقلُّب الأيام، بل يزدادون رسوخاً في القلب والعمر

كانوا الصدق حين يندر الصدق

والعون حين تضيق الدنيا.


الزمن الجميل 

لم يكن خالياً من التحديات، لكنه كان مليئاً بمن يجعل كل صعبٍ هيّناً، وكل عابرٍ ذكرى لا تُنسى.

هو زمنٌ لم نكن نعلم حينها أنهجميل ”… 

إلا بعد أن ابتعد، وبات من الذكريات الدافئة التي نشتاق إليها



أمَّا في العمل … 

فكان رئيس العمل في الزمن الجميل أشبه بالأب

يحمل وجه الأب في حكمته

ويملك قلب الصديق في تعامله

كان قدوة في السلوك، واحترامه لم يُفرض بالمنصب، بل كُسب بالمواقف والنُبل والعدل.  

لم يكن مجرد مدير أو مسؤول.  

بل معلم يُصغى إليه، وسند يُعتمد عليه.


كان رؤساء العمل :

قدوة تُحترم

لا سلطة تُخاف

ومع مرور الوقت يصبحون جزءاً من الحكاية

حكاية العُمر والنجاح والمواقف التي لا تُنسى


ومع مرور السنوات، وبعد أن يُغلق باب المكتب وتتقاعد المهام

لا يغيب أثره من الذاكرة

بل يظلّ حاضراً كأحد أركان حكاية العُمر


نذكره بيننا بكل مودة، وتبقى مواقفه شاهدة على زمنٍ كان فيه الإنسان أهم من الألقاب، والرحمة أسبق من الأوامر.

ليس الزمن هو من يصنع الجمال بل القلوب التي كانت تنبض فيه




ولا ننسى الأصدقاء الأوفياء  … الذين كنَّا نجدهم وقت الشدّة قبل الفرح، أصدقاء لا يتغيّرون بتقلّب الأيام، بل يزدادون رسوخاً  في القلب والعمر

كانوا الصدق حين يندر الصدق

والعون حين تضيق الدنيا.


الزمن الجميل … 

حين كانت القلوب أصفى مِن الأيام

ذكريات لا تُنسى من زمن لا يُعوَّض.


الزمن الجميل حكايات مِن دفء الماضي :

مِن حضن البساطة

مِن قلوب صنعته

مِن أخوَّة

مِن وفاء

مِن وجوه لا تُنسى …  

مِن قلوب لا تعوَّض

مِن أيام الأجداد إلى مكاتب الرؤساء

مِن زمن الطيبين حيث كانت الكلمات وعداً

مِن زمن كانت الناس وطناً

مِن زمن لا يعودلكنه يسكن فينا

مِن زمن كان الإنسان هو الأجمل

مِن زمن كانت الحياة أبسط والناس أصدق

مِن أيام لا تُنسى

مِن عمرٍ لن يتكرر

مِن دفء البيوت إلى صدق الوجوه

مِن مجالس لا تعرف الزيف

مِنْ أخوة الأمس إلى أصدقاء العمر

مِن حنين إلى زمنٍ مضى ولم يغادر القلب والعقل

مِن أخوة لا يخذلون وأصدقاء لا يتغيرون

مِن زمن كان الإنسان هو العنوان والوفاء هو الطريق


         هذا هو الزمن الجميل

 أنا ورئيسي في العمل ( بشارة مرهج ) وبعد  سنوات طويلة من التقاعد، ما زال الودّ حياً كما  كان.

 لم يكن مجرد رئيس، بل كان أباً وقدوة، صديقاً لا  تُنسى مواقفهورجلاً مِن زمن الكبار.

 زرتُه اليوم، حيث زارتني الذكريات، وعاد بي الزمن  إلى أجمل أيام العطاء.

الزمن الجميل 

 هو حين تبقى العلاقة بعد العمل أقوى من العمل  نفسه.

 الزمن الجميل 

 حين تبقى العلاقات حيّة بعد أن يُغلق باب المكتب.  الزمن الجميل 

  رئيسٌ في العمل.  

  أبٌ في المواقف.  

  وصديقٌ بعد التقاعد.  

    هذا هو الوفاء  …

     حين يشيخ ولا يموت.

     ما أجمل أن يعود بك الزمن … 

      لا إلى الملفات والاجتماعات… 

     بل إلى الوجوه التي لا تُنسى



فيصل المصري 

صليما المتن / لبنان 🇱🇧 

٧ تموز ٢٠٢٥

Blogger Template By: Bloggertheme9