غادة،
إسم ٌ ... على مُسّمى.
مِن مملكة الجمال.
غادة ....
أين انت ِ ؟
انت، جميلة الجميلات.
وقد قيل عنك، انت ... غِيد ٌ ...
وإنك، غادة ٌ بين قريناتك، لأنك أنعّم ُ، وأجمل ُ،،،،
وانت ِ السيّدة الناعمة، الليّنة، صاحبة الدلال.
وقد، إعتبرك العربي قديما ً، انك تملكين الفصاحة، ولَك القدرة على الحديث الحسن، وأنك حساسة للغاية، وتُحِّبين الخلوّة، وتبعُدُين عن صخب الحياة، وأنك تهتّمين، بأدق التفاصيل.
وأنك :
غادة ٌ ذات ُ دلال ٍ ومرح ْ يجد ُ الناعِت ُ فيها ما اقْتٓرٓح ْ
وبعين ٍ كُحلُها مِن غُنجِها وبخد ٍ مِسكُه فيه ِ رٓشٓح ْ
ولأنك، جميلة الجميلات، في كل العصور، طغى الاسم، على المُسّمى، ولم يحِّد، ولم يُفارق، قُيّد ُ أنمّلة، كما في هذه الرواية الرائعة العالمية.
غادة الكاميليا.
LadyoftheCamellias.
ألكسندر دوماس الابن، كاتب فرنسي قام بالعام ١٨٤٨. بتأليف هذه الروّاية وأطلق عليها، غادة الكاميليا :
(بالفرنسية : La Dame aux camélias)،
وتمّ تحويلها إلى مسرحية.
عُرضّت المسرحية لأول مرة على مسرح فودفيل، بباريس في 2 شباط عام 1852، ميلادي.
ونظرا ً لنجاح المسرحية، منذ عرضها الاول، تحمّس الموسيقار جوزيبي فيردي، أن حوّلها إلى عمل موسيقي ضخم، على شكل أوبرا لاترافييتا.
عُرضّت غادة الكاميليا، على مسارح برودواي، في نيويورك.
غادة الكاميليا، أو مارجريت جوتيير، الاسم الروائي لشخصية حقيقية، هي ماري دوبليس، عشيقة دوما الابن.
ملخص هذه الرواية :
إنها تدور حول المحظّية الشهيرة، مارجريت جوتيير، التي تقع في حب الشاب أرمان دوفال، ونظرا ً للفوارق الاجتماعية، يتدّخل والد حبيبها لابعادها عنه.
تتقّبل مارجريت، رغبة الأب بمرّارة، وتموت وحيدة، تواجه المجتمع بقساوته، وجبرّوت القيّمين، والماسكين، بأهداب الفضيلة.
وهي على فراش المرض، تتجرّع كؤوس، الموت المرّة، اتصّلت بالقسيس، راعي كنيستها لكى تعتّرف، حسب الطقوس المسيحية، بخطّايا ارتكبتّها في حياتها.
تردّد القس، في الذهاب إلى بيت، تقيم فيه امراة غانية، عاهرة، وبغي ٌّ.
لمّا تأخّر القسيس، نادّت عليه مارغريت، بأعلى صوتها، فقدِم اليها واستمع، منها ما أرادت قوله.
وبعد عدة ساعات امضاها القسيس مع مارغريت، خرج من بيتها، حيث قال :
مارغريت عاشّت عاهرّة، وستموت قدّيسة.
كانت مارغريت، من أجمل النساء في عصرها، دوّخت الرجال، ولكنها أحبّت عشيقها، وحبيب عمرها، وماتت وهي على حبّه.
ما زالت شخصية مارجريت جوتيير، من الأدوار المحبّبة لعدد من المممثلات قُمْن بتأديته، منهن ليليان جيش، وإليانورا ديوس، ومارجريت أنجلين، وإيزايبل أدجاني.
أمّا الأفلام السينمائية، التي جسدّت وصوّرت غادة الكاميليا، فإنها تجاوزت العشرين، وبلغّات مختلفة.
ومن الممثلات اللاتي قُمنّ بتجسيد شخصية مارجريت، على الشاشة السينمائية، سارة برنار، وكلارا كيمبل يونج، وثيدا بارا، وجريتا جاربو، وفرانشيسكا برتيني، وإيزابيل هيوبرت، وليلى مراد، من العرب وغيرهن.
أما الاقتباس، من هذه الرواية فانه جرى تصويره في أفلام، مثل :
-/ الطاحونة الحمراء Moulin Rouge.
-/ المرأة الجميلة Pretty women
هذه الرواية، اذا ما نظرنا الى التاريخ، نرى ان مُنيّة الاهتمام، عند البشرية، منذ الآزل، كان الجمال، وتحديدا ً جمال المرأة، يُرافِق ، ويُزامِن، ويلازم تقصّي الشعوب، في جريها الحثيث، في البحث عن الإيمان، والمعتقدات، فظهرت آلهة الجمال عند الشعوب، ودخلت في مجتمعاتهم، ومعتقداتهم، وجرى تصويرها، الاجمل، والأخصب، وألمُكتمّلة.
وقد أخذت الشعوب من جمال المرأة، إلهات وعبدّتها، مثل فينوس، وأفروديت، عند الرومان وغيرها، وكيوبيد، عند اليونان، وعشتار، عند الفينيقيين.
اما النظرة للجمال، بقيت على حالها حتى زمننا هذا، حتى انه في أوروبا وخاصة فرنسا، كانت غادة الكاميليا، عنوانا ً للجمال، ولحقت باقي الشعوب بإطلاق مسمّى غادة الكاميليا، على كل امراة فاتنة، جميلة، ساحرة.
والذي يُلفت النظر، ان شخصية غادة الكاميليا، في كونها إمرأة بغي، او عاهرة، قد غابت عن الاذهان، وطغى جمالها، وعُمق إيمانها، على كل صفة مرافقة.
وقد برع الكتّاب، والاُدباء، والفلاسفة، في العصور الحديثة، على إطلاق اسم غادة الكاميليا، على كل امرأة جميلة، وهبها الله الذوق الرفيع، في إختيار الملبس، وإنتقاء الألوان، حتى يكتمل عقدها والقول لها، انت جميلة كغادة الكاميليا.
فلا عجبا ً إن قُلت لامرأة، انت ِ مثل غادة الكاميليا، لأن القصد هو جمالها، ومظهرها، وألوان ثيابها، وحتى صِدْق ُ إيمانها، وغابت عن الاذهان فكرة، كونها غانية، وهذا لم ولن يتكرر في إسم ٍ غير أسم ... غادة.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٢ آذار ٢٠١٦
0 comments: