خسئتم …
لن تسرقوا مِنَّا الذكريات الجميلة.
فِي وطنٍ، تحكمه الحُثالَّة مِن الحُكَّام.
فِي وطنٍ، كَذِبَ فيه المؤرِّخون ولو كتبوا.
فِي وطنٍ، كَذِبَ فيه المنجمون ولو صدقوا.
فِي وطنٍ، سرقوا حتى عرق جبين الشعب.
فِي وطنٍ، تحكمه الملوك والأمراء بمباركة رجال الدين.
فِي وطنٍ، تحكمه قواعد اشتباك ترسيم المنافع والحدود.
فِي وطنٍ ضاع أو قد يضيع.
فِي وطنٍ دعوني قبل نهاية العام ٢٠٢٣م أقوم بتذكيركم بما قاله مؤرِّخ الأندلس أحمد بن محمد المقرَّي فِي ضياع الأندلس.
و( بينما السلطان محمد الحادي عشر أبو عبدالله منصرفٌ عن الأندلس حانت منه التفاته أخيرة إلى عاصمة ملكه غرناطه، ودمعت عيناه فنهرته أُمَّه وقالت له يحق لك أن تبكي كالنساء مُلكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال.
استوطن هذا السلطان بعد رحيله عن الأندلس كما قال ( المقرِّي ) مدينة فاس وفيها توفي سنة ١٥٣٣ مخلفاً أولاداً كانوا عرضة للعوز والفقر ويعدّون من جملة الشحاذين.
( وحتى تتأكَّدوا لا تسألوا مؤرِّخي مغارتكم، بل راجعوا كتاب النفح للمقرِّي جزء ٢ ص ٨١٤ و ٨١٥. أذكر ذلك لانَّ نهاية هذا السلطان كانت مُخزية وفِي الوقت ذاته عبرةً لكم قبل فوات الأوان ).
وكما لم تنفع الوعود التي أُعطيت لملوك الطوائف في الأندلس في ذلك الوقت.
كذلك …
لا تثقوا بالأنكل سام الأميركي، ولا بالأم الحنون فرنسا، ولا بالإمبراطوريَّة الشمطاء بريطانيا، ولا بالدب الروسي، ولا بمواقد النار الفارسيَّة، ولا بعربدة نسل سلاطين الحريم التركية، ولا مع من رسَّمتم منصات البترول أمام مغارتكم.
إتقوا الله.
عودوا إلى ضمائركم إنْ بقيت.
والله لو أُعطيتم مِن الطيبِ أطناناً.
تبقوا حُثالَّة.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
أخر العام ٢٠٢٣م
0 comments: