حرب غزَّة والإعلام اللبناني
الرسمي والخاص.
المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :
فليعذرني جهابذة وعباقرة الإعلام الرسمي والخاص فِي موطني لبنان لأنِّي وأنا أستمع إلى تحليلاتهم السياسيَّة والعسكريَّة والمصرفيَّة وتعليقاتهم على حرب غزَّة في أبواق منصات محطات التلفزة، أظن نفسي أستمع إلى الجنرال دوايت أيزنهاور وهو يخطط لاجتياح النورماندي، أو إلى هيرمان غورينغ رئيس ال جيستابو أيام هتلر وهو يُخطط للهولوكوست، أو أمام الرئيس فرانكلين روزفلت صاحب نيو ديل بعد إنهيار المصارف والاقتصاد الأميركي وهو يوعد الأميركيين ( عُذراً اللبنانيين ) بإعادة أموالهم المنهوبة مِن المصارف والمسروقة مِن مافيا ملوك وأمراء الطوائف والمذاهب والنحل والاحزاب بالإضافة إلى توفير الماء والكهرباء في المدن والقرى والدساكر.
أقول لهولاء المنظرين والفلاسفة كفا هرطقة وطق حنك.
نحن المغتربون في أصقاع هذا العالم أخر همنا ماذا سيحِّل برئيس وزراء دولة إسرائيل واركان جيشها واقتصادها وعملتها بعد حرب غزة، يهمنا فقط ماذا سيحِّل فِي هذه الحانة المشرعة أبوابها على الشاطئ اللبناني، كيف نستعيد أموالنا المنهوبة، وما مصير حكومة دولة النجيب، والجيش العرمرم ومغاور المؤسسات العامة، وكيف سنتمكن مِن زيارة أصدقائنا فِي الجنوب أو الشمال أو البقاع اللبناني دون خشية أو ريبة بعد هذا التهييج الطائفي المقيت الذي وصفه أبو العلاء المعرِّي شعراً وما زال يسري حتى الأن عندما قال عنكم يا حضرات رجال الدين، هذا بناقوس يدِّق وذاك بمئذنة يصيح، وكلٌ يُعظِّم دينه يا ليت شعري ما الصحيح ؟
كفى …
كفى …
قولوا لبنان أولاً …
وإلا اخرسوا واصمتوا صمت القبور.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠٢٣م
0 comments: