Pages

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

عيدٌ بأيَّة حالٍ عُدتَ يا عيدُ …

 عيدٌ بأيَّةِ  حالٍ عُدتَ يا عيدُ.

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ


هذا مطلع قصيدة عصماء قالها المُتنبي في هجاء كافور، وما زلنا نحن عرب اليوم نُردِّد نبؤة هذا الشاعر الفَّذ، حيث يملأ كياننا بفضل حُثالة حُكَّامنا الهموم والأحزان والكآبة، وبدأنا نسأل العيد كل سنة بماذا ستعود علينا في السنة القادمة ؟.

هل ستبقى الهموم والأحزان وفقدان الأمل جاثمة على صدورنا في السنة القادمة، أم بشيء أخر تُبشرنا فيه بهلاك حُثالة حُكامنا ونسلهم القذر

أقول يا إلهي … 

أسدِّل علينا ستارة الذِّل والهوان

أو عجِّل فِي رحيلنا إلى عالمٍ أخر نُعيد الشمل مع أحبابٍ فارقونا وهم في جنَّاتك ينعمون.

الهمُّ يكاد أنْ يَقْتُلنا.  

وألحُزْنُ يكاد أنْ يَعْصُرُنا

والألَم يكاد أنْ ينخرنا

ملَلّنا الحياة

وأوجعت فينا الخيبات

وأنهكت فينا الغربة

وأثقلت فينا الأوجاع.


يا إلهي

وأنت السميع المُجيب


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

وما زال صاحبي يُصرُّ على  سؤالي !

وتنهمر أسئلته كجلمود صخرٍ حطَّه السيلُ من علٍ

أنتَ قُلتَ

أنتَ كتبتَ

أنتَ نشرتَ.  

لماذا في المُدونَّات والأبحاث التي تنشرها تعتبر أنَّ مصيبة الإسلام العربي تكمُن في مُسلمي الأمصار والأقطار المتُاخمة والبعيدة غير العربيَّة ؟.  

لماذا تُصِّر على وصف بعض المؤرِّخين العرب والبعض من فقهاء المسلمين بالحُثالة ؟

لماذا تعتبر أنَّ من يكتب في الاديان السماويَّة  ليس بالضرورة أن يكون شيخاً مُعممّاً أو قسيساً أو كاهناً مُعتبراً، بل إنساناً مُفعماً بالإيمان ؟

لماذا تعتبر أنَّ من يكتب في التاريخ ليس بالضرورة أن يكون مؤرخاً بل باحثِاً أو مُنقبَاً ؟


لماذا لا زلت تعتقد أنَّ تدجين أو تهجين الشعوب غير العربية بالدِّين الإسلامي سبَّب أَذيَّة للمسلمين العرب ؟


ولماذا تعتبر أنَّ أيِّ خبر يصدر عن أيِّ إعلامٍ عربي خاصة من موطنك لبنان، يجب تُشكيل لجنة دوليَّة للتحقُّق من صحة الخبر أو عدمه ؟

ولماذا تعصُّبِّك للقوميَّة العربيَّة، وأنت بعيد هناك في الغربة الغاربة ؟

وأخيرا وليس أخراً سألني صاحبي … 

لماذا أحَّنُ وأنا على مشارف نهاية عمري إلى الحضارات التي سبقَّت الأديان السماويَّة، وأتوق إلى العيش في نعيمها.    

أجبْتُ صاحبي ..

ما زلت على أقوالي

لأنك أنتَ يَصِّح فيك تلك المقولَّة



إن كنت تدري بالربيع العربي الذي ما زال ماثلاً حتى تاريخه والكواسر التي عاثت في بلاد الشام من المسلمين غير العرب فتلك مصيبةٌ، وإن كنت لا تدري بالفروسيَّة العربية من فارسٍ وأفراسٍ فالمصيبة أعظمُ !  

إقرأ مُدونَّاتي عن عرب الأمس وعرب اليوم. 

إقرأ عن الذي يدَّعي أنَّ السِّر المكنون في حوزته، سواء كان شيخاً أو فقيهاً أو كاهناً أو قسيساً بالثوب أو بالعمامة يتزيَّن.

استمع إلى الذي يُنصِّب قامته القصيرة جداً على أعتاب التاريخ وكأنه المؤرِّخ الميمون

كُلُّ هذا يا صاحبي جعلني أن لا أُقيم وزناً لهم، لا بل احتقرتهم في مُدونَّاتي


لأنَّهم بالفتاوى يفترون

وبالتاريخ يكذبون.

وبالكذب ينافقون

وبالصدق لا يكترثون.

يا صاحبي، إقرأ مُدونَّاتي، عن العرب قبل وبعد الإسلام، سيأتيك اليقين مِدراراً.

أنَّ الفارس العربي انقرض.  

والأفراس قد جرى استبدالها عند عرب اليوم بالسيارات الفارهة والغالية بأثمانها


أقول لك يا صاحبي :

أنَّ العرب الاوائل أوَّل من استأنس الفرس  بعد أن  كانت وحشيَّة، وقد أُعتبر الفرس العربي من أقدم السلالات في العالم، ولهذا اعتنى العرب بها، وكان الهمُّ عندهم المحافظة على نسل الفرس ..

قال إبن رشيق القيرواني في تكريم الخيل عند العرب :

إنَّهم كانوا لا يهنئون إلَّا بثلاث


- غلامٌ يولد.  

- أو شاعرٌ  ينبغ

- أو فرسٌ تنتج.  

أمَّا صاحب الأغاني أبي  الفرج الاصبهاني قال :

إنَّ العرب أضافوا لفظة الخيل إلى بعض الأسماء، مثل  الشاعر الجاهلي زيد الخيل، وذلك لشغفهم بها. 

أما المؤرِّخ إبن الكلبي صاحب كتاب ( أنساب الخيل )

يقول : إنَّ  أصل الخيول العربية و فحولها يعود إلى البقيَّة الباقية من خيول النبي سليمان، التي كانت تسابق الريح  وتقطع  شرق وغرب الارض دون كَلَّل أو  ملل ..  


وأخيراً  ...

هل أيقنت يا صاحبي فيما أقول ..

ولا تسلني .. 

بل واسيني على ما أقول ..

 وردد معي

عيدٌ بأيَّةِ  حالٍ عُدتَ يا عيدُ.  

لأنَّ :

النعرات المذهبية، ما زالت

الْفِتَن الدينيَّة، استعرت

البُغض، ما زال على أشدِّه

الغيرة، ما انفكَّت على غيِّها

والتكفير، بقي على وتيرته

ولكني، أعود وأقول وأُناجي

لا بُدَّ لليل أن ينجلي

والحُثالة مِن حُكامنا في قبورهم يُدفنون.

بإذن وبركة الله

وأنت السميع المُجيب


وإلى قُرائي الأعزاء

أقول :

كل عام وأنتم وعيالكم بخير


فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا

المُدونَّات الفيصليَّة. 

نهاية عام ٢٠٢٢م. 

وبداية عام ٢٠٢٣م. 


ملاحظة.  

 - قال فاروق جويدة الكاتب المصري  :

لا تسلني يا رفيقي

كيف تاه الدرب مِنَّا

نحن في الدنيا حيارى

إن رضينا أو أبينا

حُبّنا نحياه يوماً

وغداً نجهل أينا


 - تعريف لمعنى الحُثالة

رديئ في كل شيئ. من لا خير فيه

مِن أراذل الناس

مِن شرارهم

مِن أسافل الناس

ما يسقط مِن قشر الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشارة أو نفايته

بالنهاية الشخص الحُثالة هو من حُثالة نسل البشرية في مجتمعه



  










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق