الإستبلشمانت الاميركية
( عائلات حاكمة، شركات عملاقة، وميديا كاذبة ومُضَّلِلَّة )
المُقدِّمة التي لا بدَّ منها ( ٢ ).
لَمَّا هاجرت الى الولايات المتحدة الاميركية كنت أظن وما زلت أعتقد أنَّها العالم الجديد الذي يحلم به كل من فقد حقوقه ( المدنية أو الدينية ) في بلده الأم، وقد ذكرت ذلك في رواية ( كراون دايسي وكريستل ل صاحب المُدونَّات الفيصليَّة ).
إذ قُلت …
إذا أردت التحدُّث عن العفَّة السياسية فلا أرى بديلاً عن جورج واشنطن.
إذا أردت أن أتكلَّم عن الحنكة القانونية لا أستبعد واضع وثيقة الاستقلال
توماس جفرسون.
إذا أردت ذكر التفوُّق الدبلوماسي تنتصب أمامي قامة بنجامين فرانكلين.
أمَّا شرعة حقوق الإنسان لا ارى إلَّا آبراهام لنكولن.
ولكنِّي بعد أن أبحرت في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية بعد الحرب الأهلية ( ١٨٦١ م. وما بعدها ) وبزوغ فجر جهنم الإستبلشمانت الاميركية البغيضة التي هي بذرة ( الشركات العملاقة وأصحابها من عائلات وأفراد ) باتت هذه القلَّة القليلة من العائلات المالكة تمسك زمام الرقاب والعباد والسياسة والاقتصاد حتى وصلت خواتيم قبضتها على الميديا من ( صحافة مكتوبة ومرئية وسينما وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي ).
يُلفتك في أميركا منذ فترة زمنية ذلك الترابط العائلي عن ( طريق زواج أو غيره )
ما بين حُكَّام بعض الولايات الذين يعتمدون التوريث السياسي خاصة في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك، وأعمدة الكذب في الإذاعة والتليفزيون وهوليود.
بناء على ذلك :
لم أستغرب التضليل الإعلامي في أميركا اليوم، لأنَّك إذا راقبت الميديا بعد
هيستيريا فيروس كورونا تظن نفسك أنك تعيش في بلدٍ على حافتي أدغال الأمازون أو أفريقيا حيث لا وجود لمستشفيات بل مستوصفات تعيسة :
طيلة النهار والليل يبثون الهلع والخوف والكذب.
نقص حاد في الكمامات.
نقص حاد في هواء الإنعاش.
نقص حاد في ثوب الأطباء والممرضين والممرضات.
نقص حاد في الأكسجين للمستشفيات.
كل ذلك تضليل إعلامي مبرمج لمحاربة إنجازات الرئيس الحالي دونالد ترامب وإعادة انتخابه الذي خاض ويخوض معركة شرسة مع الإستبلشمانت السياسيَّة وسلاحها الميديا الكاذبة منذ وصوله الى البيت الابيض.
في المُدونَّة :
تاريخ العائلات الاميركية الحاكمة.
بادئ ذي بدء …
لا بُدَّ من الإشارة أنَّه بعد نجاح الثورة الاميركية المجيدة لم يبقَ من أفراد عائلة التاج البريطاني شخصية تحمل لقباً ملكياً أو أفراداً تسري في دمائهم السلالة الملكية أو ضباطاً يأخذون من مستعمرتهم ( أميركا ) مكاناً دائماً للإقامة. حتى أنَّ جحافل الجيش البريطاني المنهزم تركت موانئ الساحل الشرقي خاصة نيويورك بما ملكت أيمانهم من مال وعتاد حتى العبيد، وأرست مراكبهم في جزر البحر الكاريبي أهمُّها جامايكا.
والحال يسري على جالية الإمبراطوريَّة الفرنسية المنسحبة لم يبق منهم من يحمل رتبة عسكرية أو لقباً ملكياً ويقيم في العالم الجديد.
والمعروف والموثَّق تاريخياً أنَّ المهاجرين إلى العالم الجديد هم من المضطهدين دينياً في قارة أوروبا العجوز، أو الباحثين عن لقمة العيش وغيرهم من المنقبين عن الذهب وخلافه، وهؤلاء وحدهم وما تلا ذلك من هجرات متعاقبة هم الذين أرسوا دعائم هذه الدولة الفتية.
فلا يقولن قائل أنَّ نبلاء أوروبا هم نواة العائلات الاميركية التي حكمت وما زالت تحكم لأن تسميَّة العالم الجديد تسري أيضاً على استبدال النظام الملكي السائد في أوروبا إلى نظام جمهوري جديد يختلف كليةً عن الطبقية.
هذه النبذة التاريخية عن عائلات الإستبلشمانت الاميركية الحاكمة منذ ما بعد الإستقلال وبالأخص بعد الحرب الأهلية تُظهر أنَّها ليس لها جذور أريستوقراطية أو إقطاعية أو قبلية كما هو الحال في القبائل العربية المهاجرة التي استقرت في سواحل بلاد الشام حيث يتبجَّح ( بعضها ) أنَّهم من جُنْد خالد إبن الوليد أو ذلك الخليفة الراشدي أو الأموي، وإن كنت لا أستبعد أنَّه قد جرى إرسالهم لحماية الثغور من هجمات الفرنجة.
العائلات التي تشكل العامود الفقري للإستبلشمانت الاميركية هي كما يقول الشاعر العربي إبن الوردي :
لا تقُلْ أصلي وفصلي وأبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل
من هذه العائلات التي بدأ يلمع صيتها بعد الثورة الصناعية التي أوجدتها الحرب الأهلية هي :
شركات سكك الحديد التي تربط الولايات بعضها ببعض.
شركات تملك عقارات شاسعة بنَّت عليها البلدات والقرى لاستيعاب المهاجرين.
شركات عائلية استحوذت وجذبت العقول والعلماء ( تليغراف، وكهرباء وقاطرات شحن ضخمة )
العصابات التي أرهبت العالم الجديد وامتلكت أموالاً لا تحصى.
وقد عرف التاريخ الاميركي أشرس العصابات الإيطالية في الساحل الشرقي ( نيويورك ) آلِ كابوني وغيرها، والأمر ذاته في وسط وغرب البلاد حيث كان إقتطاع الاراضي وإمتلاكها بالقوة يتُّم عن طريق إضطهاد السكان الأصليين من الهنود الحمر.
واجه المهاجرون الى العالم الجديد التحديات من الطبيعة والحرب مع سكان البلاد الأصليين وحتى الاقتتال مع بعضهم البعض دفاعاً عن وجودهم، ومن هنا بدأت فكرة الاعتماد على النفس والقوة والشأن والبأس.
يذكر التاريخ الاميركي شخصيات وأبطال من الجيش الاميركي الفيدرالي والكنفدرالي قبل وبعد الحرب الأهلية كيف أبلوا بلاءً منقطع النظير وهم من عامَّة الشعب.
ومع تقدُّم الأيام بدأ أصحاب هذه الشركات العملاقة يؤلفون نواة الإستبلشمانت، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت مفاصل هذه الدولة الفتية بيدها.
لَمَّا عظم شأن هذه العائلات كان من الضرورة وضع ضوابط وأُسس من أجل الاتفاق على تسيير دفة حكم البلاد.
ذكر التاريخ أنَّه كما إقتتلت عصابات ( الكحول والتهريب وغيره من الممنوعات ) كذلك كانت حروب الأسواق العقارية والشركات والصناعات ما بين العائلات، حتى وصلت هذه العائلات الى إتفاق إقتسام المغانم الاقتصادية وحتى السياسية.
بدأت العائلات تتدخل في مفاصل الدولة عن طريق التعيينات في المراكز الأمنية وصولاً الى أعلى المناصب.
هذا بإختصار شديد عن تاريخ عائلات الإستبلشمانت الاميركية. وقد ذكرت في إحدى مدوناتي وفاة أخر أباطرَّة الإستبلشمانت لَمَّا توفي الرئيس بوش الأب في العام المنصرم، ولي مُدونَّات أخرى في هذا الخصوص.
وما يحصل اليوم هو هيستيريا الكورونا ( لا أقلل من شأنه ) ولكن الاحصاءات تقول :
بالعام ٢٠١٧م. توفي في الولايات المتحدة الاميركية من وباء الانفلونزا حوالي ٦٠ الف.
كل عام يحصد الانفلونزا في الولايات المتحدة الاميركية ما يقارب ٢٩ الف.
كل عام تقضي المخدرات حوالي ٧٠ الف ضحية في الولايات المتحدة الاميركية.
هذا عدا عن حوادث السير وكوارث الطبيعة في البر والبحر والمحيطات.
هذه إحصاءات أعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
بعد هذه الهيستيريا :
سنعرف ماذا بعد تدمير أقتصاد العالم …
ما هو النظام الجديد المطلوب تطبيقه …
هل سيعاد انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية …
هل ستتوقف هجرة الاسلام الى أوروبا …
هل ستختفي العملة الورقية …
وهناك الف ( هل ) …
وغداً لناظره قريب.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٧ نيسان ٢٠٢٠م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق