إختلاف الرأي لا يُفسد للوِّد قضية.
هذا هو سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطورية الفارسية ( إيران ) واليهود ( إسرائيل) اليوم.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
ما يُلفت نظري ويقلقني أن الغباء العربي الذي أطلقوا عليه بالغرب والشرق ( الأمَّة التي لا تقرأ ) ما زال سارياً حتى قيام الساعة.
لو أنهم يقرأون كانوا أدركوا علم اليقين أن التاريخ الصادق غير ( الكاذب والكذوب والمنافق والمُرائي الذي وصل إلينا ) يقول أن الفرس وحُثالة بني عثمان لم يعتنقا الإسلام ديناً أو عقيدةً بل وسيلةً من أجل القضاء على العرب والعروبة.
الفرس ومن أتى بعدهم ( إيران ) إتخذوا الثأر والإنتقام من الذي دمَّر قصورهم وقلاعهم وهياكل عباداتهم حيث كانوا يعتبرون النار والماء أدوات من طقوس الطهارة الروحية وفقاً للمجوسيَّة أو الزرادشتيَّة التي سادت في الإمبراطورية الفارسيَّة.
يكفي أن نذكر على مسامعهم الأن وبعد مُضي أكثر من ١٤٤١ عاماً إسم :
- البطل الصنديد المُثنَّى إبن حارثة الشيباني.
الذي قال للخليفة أبي بكر الصديق :
إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليَّ، مع أَنِّي أُخبِرُك يا خليفة رسول الله، ( أن الأعاجمَ تخافنا، وتتْقينا ) ..
- وسيف الله المسلول خالد إبن الوليد.
قال عنه عمر بن الخطاب في حضرة الخليفة أبي بكر الصديق :
وفعل الصدِّيق وكان لها.
وكانت نهاية الإمبراطورية الفارسية في ذلك العصر الذهبي من أيَّام العرب.
أمَّا بني عُثمان ومن أتى بعدهم ( تركيا ) فحدِّث ولا حرج عليك عن همجيَّة قبائلهم إذا ما قارناها مع حضارة القبائل العربية قبل الإسلام، فكانت الضغينة في القلوب والحسد في الأنساب ملاذاً آمنا للفتك بالأصالة العربية الغارسة في التاريخ.
مُنذ ذلك الوقت بدأ الفرس وبنو عثمان العمل الدؤوب والحثيث والمُضني ( كل حسب بدء قيامته وعزيمته ) على نخر وتقسيم الدين الإسلامي الواحد من أجل السيطرة على الشعب العربي وإنهاكه.
وقد أفلح ونجح بنو عثمان طيلة قرون أربعة على وأد العروبة قهراً وقوميَّة، والآن جاء دور إيران وتركيا على تركيع العرب وإضعافهم عالمياً كما نشهد فصوله في سهول وجبال وبطاح الاراضي العربية.
لماذا العجب إلى ما آلت اليه الامور …
ولماذا الإستغراب والإستهجان في سمعة عرب اليوم …
ولماذا التساؤل والمناقشة في قول كتبته سابقاً وعلناً دون مواربة وهو أنَّ مصيبة الإسلام العربي أتَّت وستأتي مُستقبلاً حتى قيام الساعة من مسلمي الأمصار والأقطار القريبة والبعيدة من غير العرب.
ومَنْ غير إيران وتركيا المُتاخمتين حدوداً.
ومَنْ غير كل دولة ينتهي إسمها … ستان من الأمصار البعيدة.
كُلٌ يعمل جاهداً على تخريب البلاد العربية بإسم النخوَّة الإسلامية فإجتاحت قطعانهم من هاجوج وماجوج الربيع العربي تسرح وتمرح وتُعيث فساداً وإفساداً بالقيَّم العربية الآصيلة.
جميع هذه الدول ( غير العربية مجتمعة ولأنها تدين بالإسلام )، لا يتجرأ أي عربي حر تسري في عروقه الدماء العربية النقيَّة والكرامة العربية الأبيَّة، أن ينتقد هذه الدول منذ أن قبض على الرقاب والعباد الإستبلشمانت الإسلامية الدينية ( سواء السنيَّة او الشيعيَّة ) تقف بالمرصاد لتقول الويل والثبور لمن يمس بالاسلام والمسلمين.
الإستبلشمانت الاسلامية تقبل الضيم والإهانة من مسلمي الامصار والأقطار البعيدة، فقط لأن الدين الإسلامي هو دينهم.
أين الإستبلشمانت الإسلاميَّة العربية من حديث النبي العربي :
قالَ رسولُ اللهِ "صـلى اللهُ عليهِ و سلـم " :
( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )
إلَّا إذا كان الحديث يُفهم منه ( بالتفرقة ).
ومع ذلك يمنع على كل عربي ( مسلم أو مسيحي ) أن ينتقد أو يوجِّه ملامة لهؤلاء القوم فقط لأنهم يعتنقون الاسلام … بالإسم.
هذا لعمري غباء، ما بعده غباء.
فليعذرني القرّاء الأعزاء …
أنا عربي أصيل لم تتلوَّث دمائي.
ولهذا صبيت جام غضبي.
أوروبا توحدَّت بالرغم من وفرة الاديان والمذاهب والأعراق وتعدُّد اللغات.
ونحن العرب لدينا دياناتان سماويتان فقط، ولغة عربية واحدة.
وما زلنا على التفرقَّة والتناحر والتباغض والحسد.
وتسألون لماذا ضاعت الأندلس وفلسطين والقدس والجولان.
هذه مُقدِّمتي التي كان لا بُدَّ منها عن مسلمي الأمصار والأقطار المُتاخمة لبلاد العرب وتاريخهم المُعادي.
أمَّا التمهيد في بلاد الشام العربيَّة الأن :
تسمع وتطرب الآذان لسماع من يدُّق طبول الحرب.
وفِي غير بقعة من هذه البلاد المجاورة يعيشون بلا زمر ولا طبل في هدوء تام يستعيرون من اللغة العربية كلاماً ذهبياً إتخذته إيران وإسرائيل شعاراً يُحتذى به وهو ( إختلاف الرأي لا يُفسِّد للوِّد قضيَّة ).
أمَّا الطبل والمزمار والشعارات الفارغة جرى تكليف الأرباب من بلاد عربية.
فهذا طبَّال، يدِّق كالضجيج.
وذاك نافخ، يسمعنا صوتاً كالنعيق.
وذينك منافق، بالجموع يصيح.
لذلك ومن أجل التذكير والأهمية في الوقت الحاضر والعرب نيام في سبات عميق.
سأُحي مُدونَّتين سبق ونشرتهما على غوغل الوثائقية وضمنتهما في كتابي ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) حتى نتيقن فصول المؤامرة على العرب والعروبة :
في سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطورية الفارسية واليهود. ( تاريخياً )
في سِرْ العلاقة ما بين الإمبراطورية العثمانية واليهود. ( تاريخياً )
( ليُبنى على الشيء مُقتضاه )
كما يقول العرب الأوائل.
أمَّا عرب اليوم لا حياة لمن تُنادي.
فيصل المصري
٦ أيلول ٢٠١٩م.
١٤٤١هجرية.
قبل الرحيل.
المرجع :
المُدونَّات الفيصليَّة
كتاب ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ )
الطبعة الاولى بيروت / لبنان.
حزيران ٢٠١٨م.
0 comments: