الأموال المنهوبة من قِبل حُكَّام دول العالم الثالث.
وطُرُقْ إستردادها.
هذه المُدونَّة لها علاقة بالشعب اللبناني العنيد الذي يُعاني من فطاحل خبراء الترشيد بالإنفاق في موازنة هذا الكوكب المنفرد بذاته والمنفلت عن مداره.
كذلك لها علاقة بالأموال المنهوبة المودعة في مصارف أجنبية وأصحابها يتصرفون كالنعامة التي تطمر رأسها بالرمال ظناً منها أنَّ أحداً لا يشاهدها، وبعضهم يصرحون على طريقة الأديب الراحل خليل تقي الدين ( بالعفَّة ).
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
لما طلب بنجامين فرنكلين خلال الثورة الاميركية المجيدة ( ١٧٧٦م. ضد بريطانيا العُظمى ) والذي يُعتبر أهم دبلوماسي في العالم الحديث زيارة الإستانة عاصمة الإمبراطورية العثمانية، إستغرب الجنرال جورج واشنطن قائد الثورة من هذه الزيارة ولكنَّه وافق بعد أن أطلعه توماس جفرسون ( كاتب وثيقة إستقلال أميركا ) والرجل القانوني المُحنَّك والفقيه أن مكتبة الإستانة فيها القوانين والفرمانات العثمانية المقوننَّة والتي بموجبها تمكَّنت هذه الإمبراطورية مِن إخضاع وحكم وقهر العرب وأذلال شعوبهم ردحاً من الزمن.
( حتى قيل أنَّ توماس جفرسون زار الإستانة سِراً حتى يعرف أسرار وخبايا وعادات الشعب العربي، وقد ذكرت في إحدى مُدونَّاتي عن عدم إستغرابي وإستهجاني كيف تمكَّن أفراد وحُثالة قبائل بني عثمان والخلفاء المنحدرين من هذه الذريَّة الوضيعة مِن وأد حريات العرب طيلة أربع قرون ونيف، وكيف لم يتمكَّن العرب من حكم أنفسهم بعد نيل إستقلالهم من إستعمار فرنسا، وخُبث ودهاء بريطانيا ).
لما أخذت الولايات المتحدة بحزم في بدايات القرن العشرين سياسة عدم التدخُّل في أوروبا خاصة بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى ( سياسة النأي )، عادت وغيرَّت سياستها تجاه أوروبا والعالم في بدايات الحرب العالمية الثانية في عهد الرئيس فرنكلين روزفلت ( من الرواد الكبار للإستبلشمانت السياسية الاميركية الحديثة حتى أخر أباطرتها الرئيس بوش الأب )، وباتَّت بعد هذه الحرب الكونية أعظم وأعتى إمبراطورية عسكرية سياسية إقتصادية في العصر الحديث.
لما أعلن الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب شعاره :
America first.
( أميركا أولاً ) ضحك وإستهزأ أغبياء العالم عليه، خاصة العرب ودولهم، وبالأخص الإستبلشمانت السياسية الاميركية وإنهالوا عليه بتهم العنصرية على أشكالها وأمطروه بوابل من فضائح الجنس والتعامل مع روسيا، كل ذلك بسبب إصراره على تغيير سياسة أميركا الداخلية والخارجية.
ماذا يعني هذا الشعار، وكيف يتم تطبيقه حالياً على الدول العربية فيما يتعلق بالأموال المنهوبة والمسروقة من الحكام.
في المُدونَّة :
يلفتك في لبنان الهياج والصراخ والإضرابات وقطع الطرقات والانتقادات والاستهزاءات والنكات على أصحاب الفخامة والعطوفة والدولَّة والسعادة، في طرق دراستهم للموازنة وسياسة الترشيد بالإنفاق.
ويعتريك الهَّم والغَّم عندما تسمع أو تقرأ تصريحاً لشخصية سياسية أو عسكرية كانت فيما مضى أيام السعد والرغد والرخاء لا تعرف أنَّ لبنان فيه المزاريب والمُغُّر والدهاليز التي ينساب فيها ومنها الأموال المنهوبة والمسروقة.
والأشد غرابة أن بعض المسؤولين السياسيين القابضين على سدَّة الحكم يعطوك كل يوم جرعات في العفَّة السياسية وهدفهم من ذلك المماطلة أو التأخير بناءً لأوامر أُعطيت لهم.
حتى أنَّ مبنى رئاسة الحكومة ( السراي الكبير ) كاد على قاب قوسين أو أدنى منذ أيام أن يسقط بعد هجوم قوات مُشاة عسكرية بريَّة بقيادة جنرالات متقاعدين.
وتتعجَّب بعد كل زيارة لمسؤول أميركي رفيع إلى لبنان ( وزير خارجية أميركا بومبييو، وساترفيلد الخبير في طبائع السياسيين اللبنانيين )، أن يتشدَّق البعض بالتصريح علناً وأمام عدسات التلفزَّة اللبنانية أن أميركا مهتمَّة الان بترسيم الحدود البحريَّة وإنَّ لبنان إنتصر في هذا المجال ويغفلون ذكر ما أمرتهم أو أبلغتهم الادارة الاميركية، إن لم تفعلوا ذلك سيصار إلى فتح ملفاتكم المالية.
في زيارة وزير خارجية أميركا بالشهر المنصرم، يمكن لكل لبناني نبيه وذكي أن يعرف من زار الوزير الأميركي بالترتيب الدبلوماسي الذي تتقن أميركا تطبيقه وإيصاله بالبريد المضمون.
الرسائل وصلت إلى إيران ومن يدور في فلكها بلبنان ( عن مزارع شبعا والذرائع ).
كذلك وصلت الرسالة الى سوريا ومن يدور في فلكها بلبنان ( عن الجولان ).
أما الأهم وقف التصريحات العنترية المحلية الإستفزازية من بعض الرموز عن طريق نبش وقائع تاريخية مُلفقة ومُزورَّة من أجل تأجيج وتوتير العيش المشترك، والأمر بطمرها داخل أنفاق بعد أن كشفتها الأقمار الصناعية والاستخبارات المحلية والإقليمية.
في زيارة ساترفيلد الأخيرة لم يرسم حدوداً بحرية أو بريَّة، بل رسم وكتب رسالة وصلت للداخل اللبناني والخارج مِن أنَّ أي عمل يطال السفارة الاميركية أو مصالحها أو رعاياها سيكون له عواقب وخيمة.
وقد وصلت هذه الرسالة بالبريد المضمون للجهة المحلية، وإنتصر بعدها لبنان بالترسيم الحدودي البحري كإخراج لبق لحامل الرسالة.
للتذكير :
في أواخر عهد الرئيس باراك أوباما تمَّت الصفقة مع إيران ( الإتفاق النووي ) وقد جرى تحميل الطائرة المُتجهة إلى إيران حمولة البنكنوت ( الدولارات الاميركية كاش من فئة المئة دولار ). وقد جرى توزيعها خلال الربيع العربي في حروب إيران ( بروكسي وور ) من خلال حزب الله اللبناني.
( بعد إتمام هذه الصفقة ( البنكنوت ) مع إيران انعدم التعامل بالولايات المتحدة الاميركية بورقة المئة دولار القديمة، حيث جرى طبع المئة دولار بالشكل واللون الجديدين ).
في عهد الرئيس دونالد ترامب يجري العمل على تعديل الاتفاق النووي مع إيران عن طريق إلغاء بعض بنود هذه الاتفاقية كالحروب بالواسطة أو عن طريق الغير في كل من سوريا واليمن والخليج، وإيران وصلت اليها الرسالة كذلك حزب الله اللبناني.
الأموال المنهوبة والمسروقة من الدول العربية :
لدى الإدارة الاميركية وخاصة الخزينة الاميركية كشوفات بالأموال المودعة في مصارفها الاميركية وفِي المصارف الأوروبية من قبل المودعين الذين يقطنون الكرة الأرضية، وما أدراك بالمودعين من ساسة وقادة العرب.
ولا يخطر على بال أحد أن الادارة الاميركية ستعيد الأموال المنهوبة للشعوب العربية، هذا أخر همومها.
الإدارة الاميركية تستعمل هذه الأموال المنهوبة سلاحاً في يدها، وقد نجح الرئيس باراك أوباما في الضغط على الحكام العرب في كشف عوراتهم ومدخراتهم في حال لم ينفذوا سياسته في تعويم العالم العربي بالفوضى الخلَّاقة التي عمَّت بلاد العرب ربيعاً وفق ما رسمته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
أما الرئيس دونالد ترامب بخلال سنتين من ولايته كانت سياسته واضحة، المال مقابل حماية النظام أو الأنظمة.
الادارة الاميركية الجديدة إستعملت هذا السلاح حيث سلَّمت إحدى الدول العربية كشفاً بمدخرات رعاياها حتى تستعيد بعض الأموال المنهوبة.
في هجوم أيلول الأسود بالعام ٢٠٠١ على برجي نيويورك، بدأت المحاكم الاميركية تفرض تعويضاً للضحايا تدفع من ودائع المملكة العربية السعودية في أميركا.
في هجوم على أي سفارة أميركية في العالم العربي، ستكون التعويضات باهظة وتحسم المدخرات المودعة في المصارف الاميركية، وقد تم إبلاغ المسؤولين اللبنانيين وحاملي الرسائل بهذه الأرقام.
في مسألة فنزويلا أبلغت الادارة الاميركية أصحاب الودائع من التجار والوزراء والخ. أنَّ عليهم وقف دعمهم للرئيس الحالي ( مادورو ) وإلا خسارة ودائعهم.
في مسألة لبنان قس على ما حصل في إحدى الدول العربية وما يحصل اليوم في فنزويلا، أما أحلام البعض بأن تُعاد هذه الأموال عن طريق العفَّة السياسيَّة مِن قبل أصحابها، هو أضغاث أحلام.
لا خيمة ولا سريَّة مصرفية مع الرئيس دونالد ترامب.
إمَّا أن تخضع، وإمَّا خسارة المدخرات.
أميركا وهذا العهد بالذات تعرف من أين تؤكل أكتاف الساسَّة العرب.
الوطنجيَّة، والقومجيَّة في واد.
والجيوب هي القلب والفؤاد.
واللهم إنِّي قد بلَّغت.
فيصل المصري
من صليما / المتن
لبنان.
٢٤ أيار ٢٠١٩
0 comments: