أميركا، بعد آبراهام لينكولن.
والعرب، بعد إستقلال دولهم عن
الإنتدابين الفرنسي والإنكليزي.
وقبلهما الإمبراطورية العُثمانية البائدة.
إطار المُدونَّة :
أولاً - أميركا اليوم، بعد الرئيس الأميركي آبراهام لينكولن الذي حررَّ العبيد في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، عن طريق إعلانه، Emancipation Proclamation …
الزمان :
الحرب الأهلية الاميركية من العام ١٨٦١ الى ١٨٦٥م.
ثانياً - العرب اليوم، بعد زوال الانتداب الإنكليزي الماكر والمُخادع عن طريق زرع الدولة الاسرائيلية تكريساً لوعد بلفور.
وبعد زوال الانتداب الفرنسي الغاشم الذي زرع أصول وفنون السرقة في كل دولة عربية إستعمرها.
الزمان : أواسط ( القرن العشرين الميلادي ) المنصرم.
وقبلهما إمبراطورية بني عُثمان العاهرَّة والبائدة إلى يوم الساعة.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
هذه المُدونَّة هي وصف للجوانب الخفيَّة التي بدأت تُقلق سكان الارض الذين ظنُّوا خطأً أن الحضارة قد أسبغَّت عليهم السلام والطمأنينة.
والدليل على ذلك …
مَن كان يتخيل أن في القارَّة الجديدة تنبعِث روائح العنصريَّة العرقيَّة، بالقرن الواحد والعشرين.
مَن كان يظُن أن العالم العربي الإسلامي وبعد أربعة عشر قرناً من الزمن ما زال يقطر دمه ثأراً وهو في دوَّامة مِن التعصُّب الديني الأعمى والمقيت.
مَن كان يعتقد أن حُثالَّة شعوب وقبائل بني عُثمان الهمجيَّة، تتمكَّن لأربعة قرون من إخضاع الشعوب العربية العريقة في التاريخ، وتجعلهم بعد هذا العهر والخنوع شعوباً تتقاتل، وهِممَاً تخبو وكرامات تضمحِّل قابعين في القرن الواحد والعشرين على قارِعة وحافة الزمن، يستجدون الماء والكهرباء والمدَّد والعون من ( كُفَّار ) الغرب أو ( مُلحدي ) الشرق على حد سواء.
ومَن لا يتعجَّب بعد إستعمار فرنسا وبريطانيا، أن العرب لم يأخذوا إلا فنون البغضاء والسرقة والكراهية، بينما تجد الهند إمبراطورية تجارية، وبعض دول أفريقيا السوداء من غير العرب في مراتب عليا.
في المُدونَّة :
مِن الأثار التي خلَّفتها الحرب الأهلية الاميركية، إلغاء العنصرية العرقيَّة من الْكُتُب والدساتير، والإبقاء عليها حيَّة دفينة في النفوس والعقول، كالجمر تحت الرماد في كلا العرقين ( الابيض والأسود ).
ومِن الأثار التي خلَّفها زوال الانتداب ( إنكليزي، وفرنسي ) عن الدول العربية الإسلامية، إذكاء فتيل الحروب الاسلامية / الاسلامية وعودة الثأر وطُرقه وأساليبه إلى أكثر من ١٤٠٠ سنة الى الوراء.
يضاف الى ذلك عادَّت الفتن والحروب الصليبية بحملات على البلاد العربية الاسلامية، أطلقوا عليها فصول الربيع العربي المتلاحقة.
هذه المُدونَّة لن تتطرَّق إلى عظمَّة، وقوة، وبأس الجيش الاميركي وغيرها من وسائل سبر الفضاء الخارجي والنواحي الاخرى العلمية المعروفة.
هذه المُدونَّة ستبحث في الجوانب الخفيَّة التي بدأت تميد الارض تحت الأقدام، وتهتَّز الصورة مِن أن أميركا مرتع الحريات والديموقراطيات، ولا مكان للعنصرية العرقيَّة فيها.
العالم يعِي الدور المُهيمِن الذي قادته أميركا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت الإنتقادات للإدارة الجديدة من الداخل، ومن القارة الأوربية العجوز في أنَّ السياسة التي تُنادي بها America First. ، هي مبعث قلق للحلفاء.
بناءً على ذلك :
نُلاحظ ونشعر أنَّه بالمقلب الغربي من الكرة الأرضية، بدأت تغلي خلاقين العنصرية العرقيَّة وأصبح واضحاً رجحان كفَّة العرق الأسود على العرق الابيض عن طريق تأجيج المشاعر الغرائزية، وإستحضار الصوَّر المقيتَّة منذ العبوديَّة للنيل من أشخاص سبق لهم ولوَّنوا بشرتهم باللون الأسود مُنذ عقود تدليلاً للإحتقار أو الإزدراء.
( وما قصص حاكم ولاية فرجينيا والمدعي العام ( وزير العدل ) الآن، إلا الدليل على أن اللعب بنار العنصريَّة بات واضحاً وخطيراً ).
بعد الحرب الأهلية الاميركية تعاظم دور الشركات العملاقة وأصبحَّت خلال عقود قليلة جداً تمسك بالرقاب والعباد، وإنخرطت بداعي مصالحها المادية الخاصة بما يسمى اليوم ب الإستبلشمانت السياسية الاميركية، للسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة الفتيَّة.
والإستبلشمانت الاميركية مع أنها تُشارك وتتداخل مع الإستبلشمانت العالمية، إلا أن دورها في أميركا يختلف عن دورها في العالم حيث أفلحَّت في خلق الفتَّن والحروب خاصة في العالم العربي الإسلامي.
الإستبلشمانت في أميركا تقود معركة ضارية ضد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ولا تتورَّع عن إستعمال أعتى وأقذر الأسلحة ضدَّه، آلا وهي العرق الأسود.
اليوم في أميركا تُفتح ملفات قذرة كلها تتعلق باللون الأسود أو باللباس التقليدي الذي كان يرتديه ( السود أيام العبوديَّة ).
شخصياً مع أني أُقيم في أميركا مُنذ فترة، إلا أنِّي هذه الأيام أشعر بالهيجان العرقي بطريقة مُستهجنة ومُستغربة، حتى أن هوليوود من طاقم مُخرجيها، ومُمثليها، وممثلاتها ومُؤلفيها، وكُتَّابها وغيرهم من الحُثالة، لا يرون غضاضَّة في أن ينال معظم الجوائز الفنية كل من ينتمي للعرق الأسود. ( الجوائز مثل أوسكار، وجرامي وغيرهما )، حتى يثيرون الحسد والبغضاء للعرق الابيض.
مِن الطبيعي أن هذا المنحى بدأ يوتِّر ويُثير العرق الابيض، حتى أني بدأت أعتقِّد أن الإستبلشمانت في أميركا تميل إلى إفتعال هذه الأشكال العرقي عن سابق تصور وتصميم، حتى يُمكنها الإمساك مُجدداً بمفاصل أميركا بعد أن فقدَّت وضعُفَّت سيطرتها من خلال تفرُّد الرئيس في بعض القرارات الخارجية الاساسية.
لم تندلِّع حروب الربيع العربي حتى تتوقَّف بقرار من الإدارة الجديدة، ( الانسحاب من سوريا، ولاحقاً أفغانستان ) لأن الهدف من الربيع العربي، هو إنهاك العرب الإسلامي مادياً ومعنوياً إلى عقود قادمة.
والأخطر من ذلك الحروب الصليبية على الإسلام كدين، وشريعة، ومسلك، وشعائر، وزي، حتى يصبح المسلم العربي ومِن غير العالم العربي، خائفاً مُتوتراً إذا دخل أي بلد مسيحي بالعالم.
هذا في المقلب الغربي من الارض، أمَّا في المقلب الشرقي وخاصة الشرق الأوسط وبالأخص العالم العربي الإسلامي، فإنه يحترق في آتون الطائفية، والمذهبيَّة، والملَّل التي تفرعَّت من الدين الإسلامي.
لم يتجرأ أي مؤرخ عربي التطرُّق لسبب غرق العالم العربي أكثر من أربعة قرون ونيف في زمن مُظلم ومُتخلِّف خلقه، وأنتجه حُثالة شعوب وقبائل بني عُثمان الذين إمتشقوا الإسلام ديناً حتى تمَّ لهم النيل من كرامة العرب.
ولم يتجرأ أي مؤرخ عربي بالقول والحديث عن أسباب قيام فرنسا وإنكلترا بإستعمار كرامَّة العرب المسلمين عدة عقود.
إذا كان الاسلام العربي رزح تحت عُهر بني عثمان عِدَّة قرون، ولم يفهم دروس التاريخ، فما بالهم إلا أن يكونوا ويبقوا مِطيَّة للفرنجَّة عدة عقود قادمة.
ولا غرو، ولا غضاضة أن تبقى حروب الربيع العربي لعقود أُخَرْ، طالما العقلية والذهنية، وهمجية الثأر الديني ما زالت على حالها دون تطوير أو إدراك لمسار التاريخ منذ أكثر من أربعة عشر قرناً مضَّت.
إذا نظرت الى العالم العربي اليوم من ( المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ) لا تتعجَّب لماذا حكمتنا الإمبراطورية العثمانية البائدة عِدَّة قرون.
وإذا نظرت إلى العالم العربي بعد زوال حُثالة سلاطين بني عثمان، ودخولنا في مرحلة الاستعمارين الفرنسي والإنكليزي، فلا ينال منك العجَّب، لضياع هذه العقود أيضاً، لأن العرب إتفقوا على أن لا يتفقوا.
بكل أسف، ما زال عرب اليوم كما قال الرسول العربي عن عرب الأمس.
الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا.
هذا الكلام لا أستثني منه أية دولة عربيَّة اليوم.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
١٣ شباط ٢٠١٩م.
0 comments: