حتى لا نُصبح ( هُنود حُمْر ) .... في لبنان.
من دروس التاريخ القاسية، المُتضمنَّة العِبَّر.
في هذا العنوان، إستعارة، أو مجاز، أو توريَّة.
يقول عالم البلاغة الإمام عبد القادر الجرجاني :
المجاز هو إستعمال اللفظ في غير مكانه.
وعنوان مُدونَّتي فيه الإستعارة، والمجاز، والتوريَّة.
وأخُّص بالذكر أول من أرسى دعائم الوطن، او الكيان اللبناني العتيد، ( الموحِّدون الدروز ).
أما غيرهم الذين يعتبرون أنفسهم شركاء بالوطن، هذه المُدونَّة لا تعنيهم.
لأنه سبق وأسبغت عليهم ردوداً، وإستعملت الكيل والميزان في مُدونَّات سابقة :
( يراجع المُدونَّات التالية ).
- العقدَّة الدرزية في لبنان.
- الموحِّدون الدروز، وغريزَّة البقاء.
- الموحِّدون الدروز، ومعمعَّة الربيع العربي في بلاد الشام.
- الموحِّدون الدروز، وردات فعلهم على التهديد بالوعيد.
لماذا هذه المُدونَّة ؟
لأني في خلال شهر واحد، راقبت، وتابعت ردَّات الفعل من دروز لبنان على :
أولاً : ما ذكرته تلك الإعلامية ( سكارليت حداد ) عن عدد الدروز في لبنان.
ثانياً : المؤتمر المُنعقِّد في الجامعة الاميركية / بيروت ( الدروز، الف عام من التعدديَّة والحضارة ).
فضلاً عن ذلك كنت أُراقب عن كثب وضع الدروز في بلاد الشام بالفترة الاخيرة، وكتبت عدة مُدونَّات، أهمها :
- الموحِّدون الدروز في بلاد الشام، والشورى فيما بينهم.
حيث أفضى الشورى فيما بينهم، وتضافرت قواهم حتى تم الإفراج عن المختطفات المُوحِّدات، وفِي هذا أكبر دليل أن الموحِّدين الدروز في بلاد الشام عليهم الاعتصام بحبل الشورى، والعمل على ( حفظ الاخوان ) في منعطفات التاريخ، والأخذ بدروس الزمن القاسية، التي سأذكر واحدة منها، وهي ( هنود حُمْر، أميركا )
في أولاً : الردود على الإعلامية سكارليت حداد.
لم يُقصَّر الدروز في الرد على تلك الإعلامية، من كل حدْب وصوبْ طالتها القذائف من العيار الثقيل.
ماذا كانت النتيجة :
( رسالة الى من يهمهم الأمر عن تاريخ، ودور دروز لبنان ).
والرد على مقولَّة ( العقدَّة الدرزية ) التي سيطرَّت على تفكير، ومنطق شرائح الوطن الاخرى.
في ثانياً : المؤتمر المنعقد بالجامعة الاميركية، عن الدروز.
تبين للعامَّة والخاصَّة عند الناس، أن ( العقدَّة الدرزية ) التي حلَّت على كاهل الشركاء في الوطن بالأونة الاخيرة أثناء تأليف، وتشكيل، وتعليب، وتغليف الحكومة العتيدة القوية، الأبية، هي مشكلة عويصة، إحتاروا في تخطِّيها، وقد عبَّروا عنها بطرق مختلفة، وعبَّرت انا شخصياً في مُدونَّتي عن أساس هذه العقدَّة. ( تراجع المُدونَّة ).
أما نحن الدروز عامة، وفِي لبنان خاصة، نعاني من ( عِقدَّة درزية، محلية، مختلفة ) بدأت تلوح في الأوساط، وتقلق الأكثرية الصامتة.
هذه العقدَّة خلقها البعض، وتبناها وكأنها مسلك يجب الإقتداء به، وهي :
- إن البعض من مشايخنا الأجلاء، يعتقدون جازمين أن سر العقيدة الدرزية، محفوظ ومكنون، في صدورهم فقط.
- إن البعض من ( الشيوخ الشباب )، يظنون أن الزي الذي يلبسون يوصلهم الى داخل أسوار التقيَّة، فيأمنون حتى السؤال، وبالتالي يمنحهم تفسيحاً في التصرفات.
- إن الكثرَّة الساحقة من شاباتنا، وشبابنا أُدخلوا قسراً داخل سجن ( لا تسأل، إصمت، لأنه سري، ويمنع الكلام فيه ) وبالإنجليزية ( Hash hash ) لدى جاليات المغتربين.
- إن البعض ( الكثير ) وأكرر البعض الكثير من مُثقفينا حملَّة الشهادات العليا (الدكتوراه ) من كل الاختصاصات يعتقدون عن ( … ) او جهل مُدقع أن أسرار الذرَّة، باتَّت محصورة معهم، وفي عقولهم، وليس مع باقي الرعيَّة، أي دراية او فهم، او عِلْم.
في المشايخ، لن أبحث، والعُذر مقبول منكم.
أما في الفئة الثانية من مُثقفينا، والكِثرة منهم، سأترك كل شيئ، وأبدأ بما قاله الفيلسوف الألماني ( Kant ) عن المعرفة.
( يجب ان نكسر حدود المعرفة لنصل اليها )
هذا يعني ان كل كائن حي، يمكنه الوصول الى المعرفة.
شخصياً كنت السبَّاق، والجريئ في خوض غمار الإشارة الى هذه الفئة وقد ذكرتهم في كتابي ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ).
أنقله حرفياً :
( أما فيما يتعلق بالبحاثَّة والمفكرون الدروز في معرض كتاباتهم، ومؤلفاتهم، وفِي ردِّهم على الفتاوى والدسائس التي حيكَّت ضد الموحِّدين الدروز، فإن معظمهم :
كانوا، يسكتون ولا يعلنوا.
كانوا، يغِضُّون الطرْف ولا يجهروا.
كانوا، يهادنون ولا يدافعوا.
كانوا، يقرأون ولا يردوا.
أما أنا ..
فلست من هذا الرعيل، أو من ذاك القبيل ).
هذا فيما يتعلق بما سبق وخبرته، وكتبت عنه.
أما ما نواجهه بالوقت الحاضر …
ويا للأسف، أن هذه العقدَّة ما زالت عالقة بالأذهان، لأني عرفت كغيري من عامة الناس وبالتواتر عن مؤتمر ( الدروز، الف عام من التعدديَّة والحضارة )، الذي إنعقد بالجامعة الاميركية / بيروت، وكأن هذا المؤتمر معقودة نواصيه، للنخبَّة.
لم أتردَّد …
كنت أيضا السبَّاق في إبداء الملاحظات، وما أكثرها.
يراجع مُدونَّتي ( المُدونَّات الفيصليَّة، ملاحظات وإبداء الرأي ).
شخصياً لي ملاحظة أخيرة على مُسمى وعنوان المؤتمر ( الدروز، الف عام من التعدديَّة )
أقول :
يقال مثلاً، ( الاسلام، ١٤٣٩ سنة من التعدديَّة ) لأن الرسول العربي قال ( ستفترق أُمتي الى ثلاث وسبعين فرقة.
يقال مثلاً ( المسيحية، ٢٠١٨ سنة من التعدديَّة ) لأن الكنيسة أصبحت، إما شرقية، او غربية والى غير ذلك.
أما أن يقال ( الدروز الف عام ، من التعدديَّة ) لعمري فيه إستحضار للإسم دون المعنى، الديني او الفقهي او حتى اللغوي.
وقد ينبري لغوي عنيد، او فهلوي نبيه ويقول، المقصود ( التعدديَّة مع باقي أطياف المجتمع اللبناني ) وهذا أيضاً تحريف لغوي.
وفِي هذه بالذات ( بالتعدديِّة ) أستحضر، كما إستحضروا روح كمال الصليبي، لأُؤكد انهم بالمؤتمر إستحضروا إسمه، دون فِكر هذا المؤرخ بكتابه ( بيت ومنازل ……… ) لانهم يدركون تماماً أن الأغلبية، ( لم تقرأ هذا الكتاب )، وفِي هذه إنكشف المستور.
وبنظري عندما يصار الى خلط الامور كالتعالي، نصِّل الى غرور المعرفة، وصولاً الى خبط عشواء المعلومة الصحيحة، فقهاً ولغةً وإدراكاً.
والباقي من الإستحضارات، إرجعوا الى مُدونَّتي التي كتبها ( صائغ ذهب ) يحمل الميزان بالقيراط المُقورَّط.
ماذا كانت نتيجة المؤتمر، بالنسبة لحقوق الدروز، وخاصة دروز بيروت على هذه الجامعة :
هل أُطلق إسم من ( وهب الارض لهذه الجامعة، على مبنى من مبانيها العديدة ) ؟.
هل كتبوا توصية لبلدية بيروت لإطلاق إسم شارع ملاصق للجامعة، ( الى من وهب الارض ) حتى ينام قرير العين مع شارع بلس ( مؤسس الجامعة ) ؟.
هل طالبوا بحقوق مهدورة، طالما إستغلوا الاسم ( الدروز الف عام …………… )، أهمها تعليم أبناء العشيرة المعروفية البيروتية، ( يراجع مّدونتي دروز بيروت، وأرض الجامعة الاميركية ) وفيها إشارة الى ما قاله وأكدَّه العلامَّة، والمفكر العربي، والمؤرخ الصادق مُنح الصلح.
أما باقي تكملة العنوان ( الف عام من الحضارة ) فإن لها أرباب في التنقيب عن تاريخ وحضارة الموحِّدين الدروز، لم أحظ بأحد المحاضرين، لما كنت أسبر غور هذا التاريخ الناصع الشريف، عثمانياً كان او غربياً.
وبإنتظار توصيات المؤتمر، لنا عودٌ.
بنظري، هنا يكمن بيت قصيد هذه المُدونَّة.
الحفاظ على الحقوق، ليس إلا.
او إستمرار المطالبة بالحقوق.
أما غير ذلك وفِي حاضرنا المتأزم، حيث الحقوق باتت ذكريات، لا مجال للوجاهات.
ما قلَّ، ودلَّ.
لا أكثر، ولا أقل.
أنهيت مُقدمتي، وأليكم ما بقى من جعبتي :
ماذا أعني بالهنود الحُمْر :
هم :
الأمريكان القدماء، أو الأمريكان الأصليون.
(بالإنجليزية: Native Americans)
وأحياناً بإسم الهنود الأمريكان.
(بالإنجليزية: American Indians, Amerindians, Amerinds)
هي أسماء تطلق على السكان الأصليين للأمريكيتين قبل وصول كريستوفر كولومبس بالعام ١٤٩٢م. الذي ظن خطأ أنه وصل إلى جزر الهند الشرقية عندما اكتشف العالم الجديد، ثم سمّّوا فيما بعد بالهنود الحمر، والهنود الأمريكيين تمييزاً لهم عن الهنود الآسيويين.
الشعوب الأصلية في الأمريكتين :
كان عددهم يقدّر ما بين 40 إلى 90 مليوناً.
وحين جاء الإسبان وجدوا :
50 قبيلة هندية في الغرب، وكان لهم لغاتهم المتنوعة.
جلب الأوربيون معهم الأمراض كوسيلة حرب بيولوجية، كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين.
كانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة (الأغطية) الحاملة للأمراض عمداً بهدف نشر الأمراض بينهم.
قام الإستيطان الأوروبي بتغييرحياة وسلالات وثقافات شعوب القارة الجديدة عن طريق تعريض السكان الأصليين للأمراض المعدية، والتهجير.
أما الحروب، تسببت في تناقص أعداد السكان.
وتقول الدراسات الحقيقية أن 70% من ذلك الشعب الأصلي، قضى نحبه في ظرف ثلاثين عاماً من جراء الأمراض الأوروبية (كالحصبة والجدري) التي كانت أجسادهم تفتقر إلى المناعة ضدها، والتي حصدت الجانب الأكبر من أفراد هذا الشعب.
أضف إلى الأثر المدمر لهذه الأمراض المعدية تجاه أفراد هذه السلالات والشعوب، انهم إعتمدوا السلوك الانتحاري كوسيلة للخلاص من الامتهان والعمل الإجباري الشاق الذي فرضه الإسبان عليهم، فكانت النساء يجهضن أنفسهن أو يقتلن أطفالهن الرضع بأنفسهن، والرجال يقفزون من المرتفعات أو ينتحرون بتناول سم المانيوق الزعاف.
يعتقد بعض الدارسين أن أمراض العالم القديم التي جلبها الأوربيون عن قصد من أجل إبادتهم تسببت في وفاة ما بين 90% و95% من السكان الأصليين للعالم الجديد بعد احتكاكهم الأول مع الأوروبيين والأفارقة.
الخلاصة :
قصدت من هذه المُدونَّة التأكيد على الشورى بين دروز بلاد الشام وأعني ما أقول، دروز لبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين، للوصول الى الحقوق.
ولا أرى غضاضةً، او عيباً ان يُصار الى إبراز او نشوء الإستبلشمانت الدينية، في بلاد الشام، وتعقد إجتماعات دورية، لحفظ الاخوان.
العالم يتجه نحو الخصوصية، في كل شيئ.
لماذا لا يصار الى ذلك.
طالما الربيع العربي كشَّر عن أنيابه.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
١٦ تشرين الثاني ٢٠١٨
ملاحظة :
إنطلاقاً من مبدأي الاستمرار والمطالبة بحقوق الموحِّدين الدروز المهدورة، والمنسيَّة، والرَّد على الإفتراءات والأكاذيب والدسائس، والفتاوى، من على أعلى منبر توثيقي عالمي بالوقت الحالي ( غوغل ).
ما زلت أبحث عن وثيقة، او حجَّة، او ورقة طابو، او إفادة مختار تظهر إسم أحد الواهبين او المانحين من دروز بيروت، لقطعة ارض للجامعة، حتى أقوم بنشر مُدونَّة تصبح وثيقة على غوغل، أُعلن فيها ( إسم هذا المانح )، حتى يطلق أسمه على الشارع الممتد من مسبح الجامعة ( الكورنيش البحري ) وصولاً الى مبنى المنارة، القريب للحمام العسكري، ومرفأ الصيادين.
0 comments: