Pages

الأحد، 17 ديسمبر 2017

الإمبراطورية العثمانية، والْقُدُس ..

الامبراطورية العثمانية ( تركيا اليوم )
والْقُدُس ..


 - المُقَدِّمة :

يقول إبن خلدون، وإبن القوطيَّة، وإبن خلكان، وغيرهم من مؤرخي بلاد الأندلس، ان القائد العربي، موسى إبن نصير كان وراء خطَّة فتح الأندلس وحمله طموحه على أن يخطّط ثانية بعد أن خضعت أسبانيا له،  أن يُجهِّز جيشا ً جرارا ً لاجتياز جبال  البرينية، ويجتاح  أوروبا  وصولاً إلى القسطنطينية ..

ولكن الخليفة الأموي، القابع في دمشق، الوليد بن عبد الملك، ومن بعده شقيقه سليمان بن عبد الملك رفضا الخطة، التي لو قُبلَّت كان وجه أوروبا تغيَّر بوصول العرب الى القسطنطينية، قبل حُثالة قبائل بني عثمان، وكانت الأُمَّة العربية نَجَّت من نجاسة، وعُهر، وظُلم الامبراطورية العثمانية التي إحتّلت، وفتحَّت القسطنطينية على يد محمد الفاتح، وبسطَّت قهرها على الأُمَّة العربية طيلة اربعة قرون ونيف ..

وما زلت حتى تاريخه، أستغرب كيف أن العرب تناسوا ماذا فعلت بهم الامبراطورية العثمانية، من سُخرَّة، وسفربلك، وإنكشارية جيوشها على أجدادنا، عن طريق حِكم  شنيع تُدمى له القلوب والأفئدة، وكيف أنهم ما زالوا يتاجرون بالْقُدُس، وبالشعوب العربية المسلمة عن طريق التصريحات، والمؤتمرات الكاذبة، والكذوبة، وهم يكنُّون خلسة، وخِفية، لليهود الوِّد والاحترام، يقابله الاهانة  تلو الاهانة  للعرب المسلمين وخاصة أهلنا  في فلسطين ..

 - التمهيد للمُدوِّنة :

لا بد قبل البدء في بحث وضع الْقُدُس منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي، أن نلقي ضوء ً تاريخياً على علاقة الامبراطورية العثمانية، تركيا اليوم باليهود، الذين يُطالبون أن تكون الْقُدُس عاصمة لدولتهم .. 

العرب، عامة وأهلنا في فلسطين خاصة يجهلون سر العلاقة التاريخية ما بين الأتراك واليهود، ويكتفون للأسف بتصريحات الأتراك الكاذبة، بخصوص الْقُدُس ..

تعود هذه العلاقة الى يوم سقوط الأندلس على يد أمراء ورجال الكنيسة الإسبانيين، حيث إستقبلت  الامبراطورية العثمانية اليهود الذي جرى تهجيرهم من الأندلس وكان في جعبتهم  أفكار وفلسفات العرب المسلمين الذين رافقوهم في رحاب العلم الواسع الغني ..

 ومن سخريات، او حظوظ القدّر ان بعض الكُتُّب  الفلسفية التي ألفّها  المسلمون العرب بقيت في حوزة اليهود، والباقي تّم حرقه او إتلافه كما يذكر التاريخ محنة التكفير التي إجتاحَّت الأندلس في يوم مظلم من ليالي التاريخ المضيئ ..
 
وقد ذكر التاريخ بالتفصيل الدقيق هذه الهجرات اليهودية الى رحاب الامبراطورية العثمانية، التي قامت بتوزيعهم وزرعهم في عواصم بلاد الشام، خاصة الْقُدُس، وذلك لغاية خسيسة في عقولهم ..

من اسبانيا  بالعام ١٤٩٢ 
من البرتغال  بالعام ١٤٩٧ 
من سيسيليا     بالعام ١٤٩٨ 

وقد أوصى السلطان بايزيد الثاني موظفيه وحكّامه بتسهيل وإستقبال اليهود ومساعدتهم بشكل جيد .. 

وبهذه الطريقة وجد اليهود الاستقرار والأمان في ظل الامبراطورية العثمانية بعيدا ً عن الملاحقات الدينية ..

وفي شهر شباط من العام ١٥٥٦ وبعد ان أحرق بابا روما بولس الرابع ٢٥ يهوديا ً،  مُعمّدين  قسرا ً، وجَّه السلطان العثماني رسالة الى البابا طلب منه تحرير المساجين اليهود بشكل فوري، وقد خضع البابا لرغبة السلطان وطلبه ..

سكن اليهود في الطرق التجارية للإمبراطورية ( اسطنبول ، سالونيك ، ايزمير  وغيرها من المفاصل التجارية )

وقد برع اليهود في القطاع المصرفي وفي العمل على الأحجار الكريمة وصياغة الذهب والفضة وإمتهان الطب والترجمة والطباعة وما زالت هذه المهن والحرف بيدهم ..


كما تعود هذه العلاقة الي ايام السلطان العثماني  محمد الثاني ، في القرن الخامس عشر عندما إستقبلت  اسطنبول اليهود المهجرين من اليونان وتم توزيعهم على دمشق، والْقُدُس  والقاهرة، كما حصل في باقي الهجرات السابقة ..

كذلك في القرن الخامس عشر وصلت مجموعة من الاشكيناز بعد ان طردوا من الدول الجرمانية وقد وزعهّم  الباب العالي وفق طريقته في إستقدام اليهود وزرعهم وتوزيعهم في البلاد العربية، وخاصة الْقُدُس  ..

يتضِّح من أعلاه عمق العلاقة ما بين اليهود، والإمبراطورية العثمانية ..

وأخيرا ً ما بين التقليد والحداثة إعتبرت الحاخامية الكبرى المؤسسة اليهودية التركية، الأبرز والتي أحاط بها مجلسا ً علمانيا ً ولمّا يزَّل ..

أخيرا ً ..
يُلاحظ ان اليهود زرعتهم الامبراطورية العثمانية الفاسدة، في عواصم البلدان العربية، وخاصة الْقُدُس، وكان ذلك قبل وعد بلفور الإنكليزي ..

لن أُضيف أكثر من ذلك، لأَنِّي سأترك البقية الباقية للإمبراطورية الفارسية، إيران اليوم، ومؤازرتها ليهود العالم، وخاصة يهود الْقُدُس ..
ورحم الله من قال :

يحق لك أن تبكي كالنساء ..
مُلْكا ً لم تستطع ان تدافع عنه، كالرجال ..




فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا 
١٧ كانون الاول ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق