Pages

السبت، 16 ديسمبر 2017

والنَّاس، على دين ملوكهم ...

والنَّاس على دين مُلوكهم ..


 - تمهيد :


ومع أنه لا يُجاريني أي مخلوق، في عشقي للأمَّة العربية وتاريخها، ألا أنني أعترف بأن قاداتها، وأُوْلِي الأمر فيها خذلوا شعوبهم، إعتبارا ً من خسارة الأندلس التي مكث فيها أجدادنا لقرون عدة، ولكنهم طُردُّوا، وهُزِموا شر هزيمة، بسبب ملوكهم، وأُمرائهم المتأخرين .. 

وهذا الوضع، يجعلني أتهّيب وأنا أسمع، وأقرأ ردَّات فِعل القادَّة العرب السياسيين، والدينيين، والأحزاب، في مؤتمرات القمَّم التي عقدوها، ويعقدوها لنصرة وضع الْقُدُس السياسي، والديني منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي، وَلمَّا يزّلوا على ذات الوتيرة من الاقوال، لا الأفعال حتى دخلت موسوعة جِينيز للأرقام القياسية، ان مؤتمرات القِمم العربية، السياسية، والروحية فاقَّت بِعُلوِّها، أعلى قِمَّة  في جبل أيفريست ..
ويصُّح في هذه المؤتمرات القِمَّم، بعد إنفضاضها ما قاله المؤرخ المقري، في كتابه النفح، جزء ٢ ص ٨١٤ و ٨١٥  ..
ما يلي ....

وبينما السلطان محمد الحادي عشر ابو عبدالله منصرفٌ عن عاصمته غرناطة، حانت منه إلتفاته أخيرة الى عاصمة ملكه  فتأوه،  وجرت عبراته، ودمعت عيناه،  فنهّٓرته  أُمَّه، وقالت :

 يحق لك ان تبكي كالنساء ..
مُلْكا ً لم تستطع ان تدافع عنه كالرجال ... 

كان هذا الكلام في كانون الاول من العام ١٤٩١، حيث سقطت غرناطة في ٢ كانون الثاني من العام ١٤٩٢.

وللأسف ..
لو كان المؤرخ المقري موجودا ً الان، كان تدوينه لتاريخنا المُعاصر سيكون، هو هو دون زيادة او نقصان ..

 - المُقَدِّمة :

 - في تعريف ( الناس على دين ملوكهم ). 

ولطالما ملوك، ورؤساء الجمهوريات، ورؤساء القبائل، والأحزاب بالعالم العربي، في ردَّات فعلهم على قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية الى الْقُدُس كانت أقوال لا أفعال، سأحذو حذوهم طالما أني عربي وعلى دينهم، وكوني من هذا القطيع الشارد في البراري، سأقول مثلهم، ولكن سأفعل خلافهم في إبداء الرأي، الذي لن يعجب البعض، ولا البعض الاخر، ولكنه سينال موافقة الأغلبية المقهورة، الساكته والقاطنة، ما بين محيط صامت، وخليج هاديئ ما قبل العاصفة .. 

في هذه الْمُدوّنة، والمُدونات اللاحقة سيكون مدار بحثي  ( الْقُدُس ) ..

  ١ - الادارة الأميركية، والْقُدُس ..
نُشرَّت في ١٤ كانون الاول، ٢٠١٧

 ٢ - الإمبراطورية العثمانية ( تركيا ) والْقُدُس .. لم تُنشر. 

 ٣ - الإمبراطورية الفارسية ( ايران ) والْقُدُس .. لم تُنشر. 

وأخيرا، وليس أخرا ً ..

 ٤ - العرب والْقُدُس .. لم تُنشر. 

لماذا .. إستمهلت مُدوِّنة العرب والْقُدُس، بعض الشيئ  ..

لأنني لست غبيا ً والقول مثل بعض العرب، أن الرئيس الأميركي، في إعلان قراره بنقل السفارة الى الْقُدُس هو أرعن، نزَّق في قراراته، لا يعرف ردَّة  فعل الشارع العربي الغاضب، ولا إستياء الملوك والرؤساء العرب العلني، وإنه جرى تأجيل زيارة نائب الرئيس الأميركي للشرق العربي الأوسط، خوفا ً وتجنبا ً من عدم قبول بعضهم من إستقباله .. 

السبب في تأخير صدور هذه الْمُدوّنة حتى أطلِّع، وأَتنشَّق رائحة الطبخة، او الصفقة العربية الإسرائيلية التي يعمل عليها، وزير الخارجية الأميركي، ونسيب الرئيس، زوج كريمته السيِّد كوشنير .. 
وغدا ً لناظره قريب ..

 - لماذا الان، وقبل العرب ...
الإمبراطوريتين العثمانية، والفارسية والْقُدُس ..

لأَنِّي ما زلت على إيماني الراسخ بأن سبب بلاء الأمة العربية أتى من  :

 - الامبراطورية العثمانية التي نالت من الكرامة العربية طيلة اربعة قرون ونيف، ولا يغرُبَّن عن بال أحد أن نسل قبائلهم من حُثالة الجنس البشرّي، تمكنَّت أن تُوئد نسلنا العربي المبني على الشهامة والكرامة، والإباء، والكلام يطول ويطول في هذه  الامبراطورية البائدة ...

 - الامبراطورية الفارسية، وبعد زوالها على يد العرب المسلمين الاشاوس، والابطال مثل خالد بن الوليد، والمُثَنَى إبن حارثة الشيباني، عمل حكامها، ورجال الدين فيها، على أخذ الثأر من العرب عن طريق شق الدين الاسلامي الحنيف، الى سُنَّة، وشيعَّة، والكلام يطول ويطول كيف تُغذِّي إيران التفرقة بين المسلمين العرب منذ اكثر من الف واربعمائة سنة  ..


والى الْمُدوّنات قريبا ً ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٦ كانون الاول ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق