قُل ْ ... للمليحة ِ ..
ذات الخِمار الأسود ِ ..
قُل ْ،،، للمليحة ِ ......
ورد في كتاب :
ثمرات الأوراق لإبن حجّة الحُمّوي ..
عن رجل يبيع الخُمْر، جمع خُمار، في المدينة المنوّرة.
وكان هذا الرجل مُتديّنا ً وجميل الشكل، وأثناء تجارته باع جميع ألوان الخُمْر، إلا أنه لم يوفَّق في بيع الخُمر من اللون الأسود.
فرآه أحد أصدقائه من الشعراء فسأله :
ما بالك حزينا ً ؟
فشرح قصته ..
وإن عدم بيعه، الخُمْر السود التي كسُدَّت ولم تُبّع ..
سيقَّع في خسارة كبيرة ..
فقال له صديقه الشاعر ..
سأعطيك هذه الأبيات، وأنشدَّها فى السوق ..
وسترى ما سيحدث ..
قُل ْ للمليحة ِ في الخمار ِ الأسود ِ
مـــاذا صٓنٓعت ِ بــزاهــد ٍ مـتـعـبـِّد ِ
قَدْ كان شٓمّر َ للصلاة ِ إزارٓه ُ
حتى قعٓدت ِ له بباب ِ المسجد ِ
رُدّي عليه صلاتٓه ُ وصيامُه ُ
لا تقتيله ِ بحق ِّ دين ِ محمد ِ
فأنشدها ..
فسمعها الرجال، وأخبروا نساءهم فى البيوت ..
فتعجَّب النساء أن البائع المُتدِّين، قد أُفتتِن بالمرأة ذات الخِمار الأسود.
ولعظمة، وقوة هذا البيت من الشعر ..
وتأثيره على نساء العصر الأموي المُثَقَّفات ..
بيعت جميع تلك الخٌمُر ..
من هو هذا الصديق الشاعر ..
إنه الشاعر الأموي ربيعة بن عامر، الْمُلْقّب ب مسكين الدارمي ..
الذي ما ان تيَّقن أن جميع الخُمْر السوداء قد نفذّت من عند صديقه التاجر ..
حتى ترك الغناء، والشعر ..
ورجع إلى زُهدِه ِ ،، وتنسُكِّه ..
ولزم المسجد ..
هذه عينَّة من عرب الامس ..
الذين لرِّقة الشعور عندهم، ولفيض الأحاسيس لديهم ..
كانوا يحبون الحياة.
بيت من الشعر ..
كان يفعل اجمل القصص ..
وما ادراك لما قال جرير :
إن العيون التي في طرفها حُوَّر ...
قتلننّا .....
هكذا ..
كُنَّا نحن العرب،
المسيحيون، والمسلمون تأخذنا الكلمة اللطيفة ..
وتنقلنا الى الرحاب الواسعة.
لعن الله، من أساء الى سمعتنا ..
من هؤلاء .. الأطراف والاذناب ..
آخ .. يا بغداد.
آخ .. يا دمشق.
كُلها أوجاع ..
يا .. مليحتي.
لا .. تُناديني.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣١ كانون الثاني ٢٠١٧
0 comments: