مواهب .. الزجَّل اللبناني ..
أُفُول ُ .. شمسهم، وغروبها ..
هل من .. مُنقِذ ..
أولا ً - المقدمة.
مُنذ شبابي وانا أُحِّب الزجَّل اللبناني، بشقيه الغزَّلي، والهجائي ..
ومن باب الوفاء ..
لا بد ان أعترف ان أولى الدروس الخصوصية، لي ولغيري من الشباب في الغزَّل، كانت على يد هؤلاء الأساتذة، القوَّالين، الزجَّالين الذين كانوا يُنشدون الغزَّل بأرقى، وأسمَّى وجوهه.
هُم، الذين ..
- أَحْيُوا .. جرير، في وصف العيون.
- وقلَّدوا .. عنترَّة، في إشراقة الثغر.
- وفاقوا صائغ الجواهر، والرسَّام، والنحَّات، في مواهبهم.
وقد وضعت عنوانا ً لِمُدَّونتي ...
مواهب .. الزجَّل اللبناني ...
هل، أفُل َ .. بريقهم ؟
هل، غابت شمسهم ؟
إنه تُراث، سيضيع في متاهات السياسة اللبنانية.
ثانيا ً - تمهيد.
الزجَّل .. هو من الأدب الشعبي، الذي قد يندثر ..
يعود أصله إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام ..
وهو، من الشعر العربي، باللغة المحكيَّة ..
وهو، إرتجالي ..
ما بين إثنين ..
يتقاربون، ويتلاعبون، ويتفارقون، ويتقارعون، ويتناظرون بلغة محكية، ولهجة محليَّة مُحببَّة.
والذي يُدهشك في هذه المبارزة ..
- تزاحم الأفكار، وتدفُّق الاوصاف، وإنهمار التهَّم، وتراكض النكِّات ...
-الزجَّال، لا يترك القمر في مكانه.
- القوَّال، لا يسمح للشمس ان تغيب.
عندهم ..
- الارض، ومن عليها ..
- والسماء، وما فيها ..
- والبحار، ومن يسبح بعبابها ..
كلها ..
- ملك ٌ .. لأفكارهم، ومواهبهم ..
- وطوع ٌ .. لألسنتهم ..
ثالثا ً - الأصول التاريخية للزجَّل.
تعود أصول الزجَّل إلى العصر الجاهلي، وكلمة زجَّل باللغة العربية تعني " الصوت ".
وقد إعتبر أهل الأندلس ان الزجَّل هو شعر عامي، فيه نغمات تُطرب المستمع.
اما في لبنان، إن الزجَّل هو، من عيون الشعر العامي.
وقد أُعتبر المؤرخون، والمستشرقون ان للزجَّل أرضية ثابتة، لان العرب في الجاهلية، كانوا أُمَّة ً أُمِّية، تغلب عليها المشافهة، وتقل فيها الكتابة.
والذي كان يقوم بالتدوين هم الرواة، الذين لديهم ملكَّة حفظ الشعر.
رابعا ً - أنواع الزجَّل.
تعريفاته :
-الزجَّال، او القوَّال ..
- المعنَّى ..
- العتابا ...
- أبو الزلُّف ..
- الروزانا ..
- الندّب ..
- القرَّادي ..
رابعا ً - أشهر الزجَّالين.
من لبنان :
زين شعيب الملقب أبو علي،
جوزيف الهاشم الملقب بزغلول الدامور،
موسى زغيب،
خليل روكز،
طليع حمدان،
خليل شحرور،
وغيرهم.
خامسا ً - ضرورة الحفاظ على تُراث الزجَّل في لبنان ..
ومساعدة مُنظمَّة الأونيسكو في هذا الصدَّد.
لا يكفي ما تسجلَّه، او تقترحه الأونيسكو بالنسبة للزجَّل اللبناني إذا لم ترافقه خطوات، وقرارات من الحكومة اللبنانية، ترفع من شأن هذا التراث
من أجل ان تحفظه بالذاكرة الشعبية، الوطنية.
لقد إهتمَّت الأونيسكو بالزجَّل اللبناني، بإعتباره ( التراث الشفوي )
الذي يجب حفظه، وإطلاقه لانه من الأرث الحي، المهدَّد بالزوال.
وقد أوصَّت الأونيسكو :
- « باتخاذ التدابير الضرورية لتأمين إستمراره وإنتقاله من جيل إلى جيل ».
وذلك عن طريق :
- وضع لائحة «اللائحة التمثيلية للبشرية»،
- وأعلنت دخول الزجل اللبناني على تلك «اللائحة»
بإعتباره :
- «نوع من الشعر الشعبي اللبناني الملقى، أداء ً أو المغنَّى تأدية ً
- وشدَّدت الأونسكو على أن الزجل اللبناني :
- « صمَّام أمان ذو دور رئيس في المساعدة على تمتين التماسك الاجتماعي ».
- وأن «الزَّجل اللبناني منتشر على جميع الأراضي اللبنانية، ويسهم في ترسيم الهوية الثقافية، واستدامتها بين صفوف الشعب اللبناني »،
وبهذه الصفة أدخلته منظمة الأونيسكو :
- إلى « التراث الحي في دول المتوسط ».
الخاتمة :
إن الزجَّل اللبناني :
- هو، من روائع الكلام .. ينطق به الموهوبين.
- يدخل إلى الإذن دون إستئذان ...
وكما قال جبران خليل جبران :
- الزجَّل، مثله مثل باقة من الرياحين، قرب رابية من الحطَّب.
وأخيرا ً ..
في جعبة الزجَّال :
أمجاد الرطن.
الطبيعة، بسهولها، وجبالها ووديانها.
كلها، مِداد لسانه،
وكلها، ينبوع مواهبه.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق