في عُيون ... المرأة ...
ومنزلِّتها، عبر التاريخ.
- لقد أَجْمَع الشعراء، وألادباء، والفلاسفة، والنحَّاتبن، والرسَّامين، وأهل العشق وألحُّب ..
أن أَجْمَل شئ في المرأة ..هو العيون.
لأنها أسرَّت عقول ذَرَّية، أدم عليه السلام.
وسلبَّت عقول الرجال، ردحاً من أعمارهم.
- في بحثي، هذا ..
سأتناول نظرة الشعوب في العيون ..
وأقَّف، لأقدِّم الخشوع، والطاعَّة، الى ..
فحل الشعراء ..
وأميرهم ..
قاطبة في كل زمن، ودور، ( جرير ) شاعر بني أُميّة والقائل :
إنّ العيون ألتي في طرفها حٓوٓرٌ ..
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ..
وإن أنسى، لن انسى ( قيس بن الملّوح ) والقائل :
إن َّ العيون التي بالوصل تُضحكني ..
هي العيون التي بالهجر تُبكيني ..
وإن أنسى، ذكِّروني، ب ( بشَّار إبن بُرد ) والقائل :
يا قوم أُذني لبعض الحَّي عاشقة ..
والإذن تعشق قبل العين أحيانا ..
هؤلاء الفحول الثلاثة ..
أخبروكم، وحذَّروكم، وأنذروكم، ونبَّهوكم ...
إن، عيون المرأة .. تقتل، ولا تُحيي.
إن، عيون المرأة .. تُضحكك، وتُبكيك.
إن، عيون المرأة ..
يُنافسها عذب صوتها، ولكنه لا يأخذ مقام العيون.
ومن بعد هذا ...
أستطرِّد بالقول ...
أن للعيون ..
لغة لا يدرك مراميها، إلا من لاقى صبابتها ...
وأوجعته، نظراتها.
وأخمدَّت أنفاسه، سهامها.
- تاريخيا ً :
أحب ّٓ البابلي، عيون المرأة وإعتبر فيها السحر ..
لانها تشِّع، وهجا ً هادئا ً ..
وتجذبه، وتسحره ..
وفيها دمعة سخيَّة، وعاطفة سامية، تدِّل على الحلم، والدِّعة، والسكون، والطمأنينة، والذكاء، والفطنَة.
- وقابل هذا الحُّب للعيون ..
الخوف، والمهابَّة منها أيضاً، إذ إستدّل من العيون، على الخُبث، والدهاء، والخيانة، والشر، والفتك.
- وفي مطلق الأحوال، إقتنع البابلي ..
ان للعيون قوة آمرة، ناهية، تُخضع، من حولها وتصرع، الانسان وتكبِّله.
- أما في العصر الجاهلي ..
كان الغزَّل، يتصِّل بالمرأة، ويشيد بجمالها، ويعتبر أن اجمل العيون عيون، المها، وهي كالظبي، في كحل، العينين.
- وقد برع في هذا المجال :
-/ امرؤ القيس ...
-/ وخاله المهلهل ...
الذي كان زيرا ً للنساء، الى جانب كونه، فارس العرب.
أما ألنسيب :
فهو وصف المرأة، في العيون ..
لان فيها تأثير ساحر على عقل الرجل، وقلبه، وعواطفه، ومشاعره.
ودائماً كان بدء القصيدة، بالعيون ..
فتفيض الدموع السخيَّة، لؤلؤ ً مِدرارا ً..
- ملخَّص القول، في عيون المرأة عند الجاهلي ....
( العيون فيها ألسِّحْرُ.) بكل ما توحيه النظرَّات، من إشارات، او إيحاءات :
قد تكون، نظرة إعجاب.
قد تكون، نظرة إزدراء.
قد تكون، نظرة قبول،
قد تكون، نظرة رفض.
وكما قلت، لا بد من تقديم واجب الاحترام، لقائل هذين البيتين في العيون، أقصد أمير الغزل في عصر بني أميه، جرير، الذي إن أراد الرجل ان يُبدع في الغزل، لا بد ان يقول لحبيبته، ما قاله جرير :
إن العيون التي في طرفها حوَّر ..
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا.
يصرعَّن ذا اللب حتى لا حراك به ..
وهّّن اضعف خلق الله اركانا.
ويقال ان جرير، وصف العيون، في بيتين، من الشعر فقط وقد إختصَّر في هذين البيتين، كل ما قاله البابلي، والجاهلي، لا بل فاق وتقدم أشواطا ً ...
أما رأيي في العيون ..
فأقول :
ما زالت عيون المرأة، تُظهر الشئ .. الجميل.
وما إنفكَّت عيون المرأة، تحمِّل الشعور النبيل.
وما أدراك من عيون المرأة، التي ترزَّح بالهَّم الثقيل.
هي العيون، التي تحكي، ما يعجز عن قوله كل لسان فصيح.
هي العيون، التي تحرسها رموش من نخيل.
هي العيون، التي تُشفي كل عليل.
هي العيون، التى تسقي كل سقيم.
وأخيرا ً .. وليس أخرا ً ..
- وما زالت نظرات المرأة تُسحر، وتحكي، وتأسر كل القلوب.
- وما زالت جفونها شاطئ آمان، لكل ربَّان تائه في البحار.
- وما زال سواد وبياض عيونها، يذكّرك بالزمن الجميل.
- وما زالت ألوان عيونها ..
مداد لريشة كل فنان ... معيد.
وما زالت، تحكي لكل عاشق ..، مريد.
وما زالت العيون ..
تحكي ...
إن .. بطُل الكلام.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢ كانون الاول ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق