Pages

السبت، 23 يوليو 2016

قصة، قصيرة.

قصة قصيرة،

 في عملّيات التجميل.


 
 
كان، يُحّبها حُبّا ً جمّا ً ...

وكان، له منها، بنتا ً وحيدة ً ...

وكانت،  دائما ً تحاول إقناعه، 
انها ترغب في إجراء عملية تجميل لأنفها، ولشفتيها. 

كان، يرفض باستمرار، 
قائلا لها :

إني، أُحِب فيك هذا الأنف البارز ...
 
وإني، أرتاح  لهاتين الشفتين الرقيقتين ... 

 ولا اريد لهما،  بديلا ً ...

كان،
اذا أراد ان يتغزّل  بشفاهها، يقول :

 إنهما، ضفتي نهر ٍ،  ينساب في سهل ٍ، يعبر حقلا ً  من الزهور، ناصعة البياض ...

وإذا،
 أراد ان  يُثنيها عن تجميل انفها، يقول :

إنّي   ارى فيه  كبريائك،  وعلَّو  أخلاقك ...

تعسّرت أمور الزوجين، فقصد الاغتراب كسبا ً للرزق، ضنا ً بالاحتفاظ على مستوى معيشة زوجته، وابنته. 

وهو في الغربة، لاحظ ان طلبات الزوجة المادية،  ازدادّت. 
 
لم  يُقَصِّر في زيادة إرسال المال،
لانه يحبهّا ولا يتأخر في تلبية طلباتها. 

الى ان قرّر يوما ً بعد ان ضحكت له الأيام، ان يرجع الى بلده، لأن الشوق لزوجته، وابنته بدأ يُرهق حياته، ويكوي قلبه. 

لاحظ، انها كانت تستّمهله، التأخير في العودة. 
وتكرَّر قولها، بان يؤجل قدومه، للشهر المقبل. 

الى ان وافقت اخيرا ً،
وانتظّرته مع ابنتها في المطار. 

تعّجب،  لما رأى ابنتّه برفقة امرأة، 
لا يعرفها، 
وإستغرب عدم وجود زوجته،
لإستقباله.   

ساورّته  الشكوك  بان مرضا ً  قد حل بزوجته. 

وهو يعانق إبنته، 
سألها :
 أين، أُمك ؟

إجابته، هي معي ...

هالّه المنظر، وتقدم من زوجته وسألها ماذا فعلت بوجهك ؟

أجهشت بالبكاء، وقالت له  .. أحبّبت ان أُفاجئك بإجراء عملية تجميل  لانفي واُخرى، لشفتّٓي. 

ولأنه، يُحِبّها، 

إتصل بصديق له، طبيب جرّاح، وأخبّره ماذا فعل طبيب التجميل في وجه زوجته، 

اجابه، بان يأتي اليه فورا ً، وباقرّب وقت ممكن، لان المشاكل الناتجة عن فشل  عمليات التجميل، لها انعكاسات، ومضاعفات سلبية. 
 
أُدخلت زوجته، الى غرفة العمليات. 
طال انتظاره،
ورأى حركة غير إعتيادية في المستشفى. 

خرج صديقه الطبيب، والدمعة تنزل من خديّه ....

ماتّت زوجتك ... 
لم نتمّكن من  إنقاذ حياتها ....
 
رجع مع ابنته حزينا ً.

وإبتاع له بيتا ً على ضفة نهر، يقطع سهلا ً مُحاذّي  لجبل   شاهق العلّو. 

وبقي طيلة ما تبّقى له من حياة،  يُنّظف، ضفتي النهر ...

وينظر الى اعلى  قمة الجبل ...
في  كل صباح،  ومساء.  

ويقول :
 
لضفتي النهر ...
صباح الخير ...
 
وللجبل ...
مساء الخير ...
 

 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
 
٢٣ تموز ٢٠١٦





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق