Pages

الأحد، 24 يوليو 2016

في عُيون ... المرأة.






في عيون المرأة

نظرة تاريخية.

 في العيون التي في طرفها، حٓوٓر ٌ ....


لقد أجمع ألشعراء، وألادباء، وألفلاسفة،  على أن أجمل شئ  في المرأة،  هو العيون ....

لانها أسرت عقول، ذرية أدم عليه السلام  ....
 وسلبت عقول الرجال ردحاً من أعمارهم ....

في بحثي، هذا ....
 سأتناول نظرة الشعوب في العيون، وأقف، لأقدم الخشوع،  والطاعة الى، فحل الشعراء،  وأميرهم،  قاطبة في كل زمن، ودور، ( جرير ) شاعر بني أُميّة  والقائل :

إنّ  العيون ألتي في طرفها حٓوٓرٌ ......

ومن بعد هذا ...
  أستطرد بالقول ...

 أن للعيون،  لغة لا يدرك مراميها، إلا من لاقى صبابتها ...
 
وأوجعته، نظراتها .....
وأخمدت أنفاسه، سهامها ...

تاريخيا ً :

أحب ّٓ البابلي،  عيون المرأة واعتبر فيها السحر، لانها تشّع، وهجاً هادئاً، وتجذبه، وتسحره.

 وفيها دمعة سخية  وعاطفة، تدّل على الحلم، والدعة،  والسكون،  والطمأنينة،  والذكاء والفطنة.

وقابل هذا الحب للعيون، الخوف والمهابة منها أيضاً، إذ إستدّل من العيون، على  الخُبث، والدهاء، والخيانة، والشر، والفتك.

وفي مطلق الأحوال، إقتنع البابلي، ان للعيون قوة آمرة،  ناهية، تُخضع، من حولها  وتصرع،  الانسان  وتكبله ....الخ
 
أما في العصر الجاهلي، كان الغزل،  يتصل بالمرأة، ويشيد بجمالها،  ويعتبر أن اجمل العيون عيون، المها، وهي كالظبي، في كحل، العينين.

وقد برع في هذا المجال :

-/   امرؤ القيس ...
-/ وخاله المهلهل ...

 الذي كان زيرا ً  للنساء،  الى جانب كونه فارس العرب.

أما ألنسيب :

 فهو وصف المرأة، في العيون، لان فيها تأثير ساحر على عقل الرجل، وقلبه، وعواطفه، ومشاعره، ودائماً كان بدء القصيدة، بالعيون فتفيض الدموع ...الخ.

 ملخص القول،  في عيون المرأة عند الجاهلي ....

 ( العيون فيها ألسِّحْرُ.)

وكما قلت، لا بد من تقديم واجب الاحترام،  لقائل هذين البيتين في العيون، أقصد أمير الغزل في عصر بني أميه،  جرير، الذي  إن  أراد الرجل ان يُبدع  في الغزل،  لا بد ان يقول لحبيبته، ما قاله جرير :

إن العيون التي في طرفها حوَّر 
قتلننا  ثم  لم  يحيين  قتلانا

يصرعَّن ذا اللب حتى لا حراك به
وهّّن اضعف  خلق الله  اركانا
 
ويقال ان جرير، وصف العيون،  في بيتين، من الشعر  فقط  وقد   إختصر في  هذين البيتين، كل  ما قاله  البابلي، والجاهلي، لا بل  فاق  وتقدم أشواطا ً .... 

أما رأيي في العيون، 
فأقول :

ما زالت عيون المرأة تختزن كل شئ 
جميل.
  
وما زالت نظراتها تُسحر، وتحكي، وتأسر كل القلوب. 

وما زالت رموشها أشجار نخيل، حول واحة في قلب الصحراء. 

وما زالت جفونها شاطئ آمان، لكل  ربَّان  تائه في البحار. 

وما زال سواد وبياض عيونها، يذكّرك بالزمن الجميل. 

وما زالت ألوان عيونها، مداد لريشة كل فنان ... معيد. 

وما زالت العيون،  تحكي كل عاشق مريد. 
 
وما زالت العيون، تحكي  ...
 إن بطُل الكلام.
 

اورلاندو /  فلوريدا

٢٤ تموز ٢٠١٦

فيصل المصري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق