وتلاقّت الأرواح ،،،،
وكان يقضي أوقاته في التفكير بها، حتى إنقضّت عقود ٌ من عمره وهو يَبْحَث ُ عنها.
إفترقا، دون خلاف.
هي إتجهت ناحية، شروق الشمس،
وهو آثَرَ طريق، الغروب.
ولكنه، كان يلحق بركب الطُيور المهاجرة كل سنة، بحثاً عنها.
ويعود ادراج الرياح، وحيدا ً دون ان يعثُّر عليها.
إلى ان رمَّاه ُ الطير يوما ً فوق أكمةٍ تطّل على واد ٍ ...
أخذته الحيّرة من وجود إمرأة حافية القدمين، تمشق من الأغصان أوراقها، وتكتُب عليها، بريشة هُدْهُد ّ، بِمَداد ٍ، يسيل ليسكب، كلمات ٍ، وَجُمل ٍ، يصعُبُ فٓكٓ ُّ رموزها.
نزِل َ الوادي، وأخد يُلملِم ُ أوراق الأغصان المتناثرة وجلس يقرأها.
الى ان فاجأته هذه المرأة، بصوت ٍ لم يعهدّه في بني البشر،
وسألته،
ماذا تفعل ُ هنا، وانت ٓ تنتعل ُ خِفّيك في الوادي المُقَدَّس.
أذِنّت ْ له بالمكوث حاف القدمين، لانه أثلج صدرها، في إدراكه العلم الذي تكتبه.
إرتاح هو، وإبتسمت هي،
لانها إلتقّت، من يفهم مقاصدها.
وبينما هو مشغول يفتّش ُ عن أوراق ٍ ليكمل القراءة، إختفت هذه المرأة في الوادي المُقَدَّس ....
وبينما هو مهموم ٌ حزين ٌ ... قرأ في احدى الأوراق،
وداعا ً يا صديقى ...
إنتظر مني رسائل مماثلة، تصلك، على طائر ٍ ميمون ...
قضى عقود ٍ من عمره، يبحث عن التي افترق عنها ...
وها هو ينتّظر طائر ألهُدْهُد يومياً، ليرمي اليه قصقوصة، من امرأة الوادي المُقَدَّس.
إفترقت روحه، عن الاولى ...
لتلتقي روحه، بالثانية ...
وتلاقّت الأرواح ...
دون خوف ٍ او .. وجّٓل ...
فيصل المصري
صليما / لبنان
٣٠ أيار ٢٠١٦
0 comments: