الى روح أُمي،
المُنتقلة من هذه الدار الفانية، الى دار لم تطأها، إلا الملائكة.
فجر هذا اليوم، الواقع فيه الأحد، من ٩ أب ٢٠١٥ إستسلمت روح والدتي، الى رَبِّهَا راضية ً مرضيّة، عن عمر يُناهز التسعين.
وعلى غير عادتها، طيلة سنوات عمرها، إستسلمت لملاك الموت، دون قتال، خلاف ما كانت عليه في سنوات عمرها،
الذي لم تلّن عريكتها،
ولم ترم ِ سلاحها،
ولم تيأس في مُلاقاة المجهول، عندما أرسى والدي رحمات الله عليه، مِرساته في جزيرة نائية، من غياهب المحيط الأطلسي.
حملّت شعلة العلم لأولادها، وأنارت طريقهم الدامس والمظلِم، في دروب كان العِلْم فيها حِكرا ً على الأغنياء، وأصحاب النفوذ.
كانت دُروس الإيمان الصحيح، جرعات يومية لأولادها، خلَّت من ألتزمّت، والتسّلط الفكري والديني.
كانت، أُم بكل ما في الكلمة من معنى.
وقبل أن نُواريك الثَّرَى، إفتقدناك.
وبعد أن قُلت لي عصر اول من أمس،
هل جِئْت لُتوّدعني، سبقتيني يا أُمي في الوداع.
انت ِ يا أُمي السّباقة في كل شئ.
بالفضيلة، انت رأسُها ..
بالايمان، انت نبراسه ..
بالعقل، انت رجاحته ..
بالحنان، انت منبعه ..
بالكرّم، انت ناره ..
أنتِ ، وأنتِ، وأنتِ ... ستبقي أُمي.
كلمة، خسرتها،
كما ضاعت مني كلمة أبي ....
أحمّلك، يا أُمي سلاما ً الى، أبي ..
قُولي له :
الشوق اليه، أضناني،
والبُعد عنه، أبكاني،
نسي، ان يترك لي النصيحة.
يرحمك الله، يا أُمي،
ويُسكنك قُرْب من أحبّك،
إنه، زوجك، إنه أبي.
الى شقيقاتي، وأشقائي،
الى اللقاء دوما ً على خُطاها، وخُطاه.
يرحمك الله ...
صليما
0 comments: