الفصل الثامن :
من قصة كراون دايسي، وكريستل.
لمّا وصل الى المستشفى، إستدّل الى غرفتها، كان الممّمر المؤدي الي جِناحها، يكتّظ بسلال من الورود، والزهور على شتّى الوانها، واجناسها، وأشكالها.
إعترتّه الدهشة، وقارن هديته المتواضعة مع تلك الأرتال من السلال.
خرج أخاها، مستقبلا ً .. وهو الذي كان ينقل المحاضرات لها ..
قام بمهمة التعريف، عنه مع الحشد الكبير الموجود في قاعة الضيوف، ومن ثم عرفّه على والدته.
أخذته جانبا ً، وشكرته على الزيارة، وأدخلته مباشرة الى غرفتها، ووقف صامتا ً جامدا ً لا حِراك، وهو يُشاهدها في سرير صغير، غرقّت فيه، إلا وجهها الأصفر الباهت، الشاحب، ويدها الممدودة والمربوطة بأمصال دواء.
وكأّن الاطنان من الأثقال، وُضعت على جفنيها، حاولت جاهدة ان تراه لم تكّد، فأغمضت على دمعتين، كحبتي اللؤلؤ في مهد أصدافها.
سحبت يدها الاخرى من تحت الغطاء
بتمّهل وصعوبة، فما كان منه إلا ان أغلق يداه الاثنتان على يدها بإحكام ٍ
إغرورقت الدموع، وسالت ومن ثم قالت :
إن كنت تفهم لغة دموعي، فلا حاجة لي ان أتكلم.
وإن كان قلبك كبيرا ً، فإترك مجالا ً لقبول عُذري.
قال لها :
إن دموعك أغلى من حبّات اللؤلؤ ...
أمّا عُذرك، فهو من قبيل وٓصْلِ ... ما إنقطّع ...
تُبَسَّمت،
وقال لوالدتها، وهو يُجاريها ... بالابتسام :
يبدو ان الشمس في المستشفى، تأخرّت اليوم في الشروق !
وبعد ان إطمئن على صحتها،
أخرج من جيبه الهدية ...
وقالت :
إفتحها انت ...
وبعد أن فتحها، قال لها :
أُنظري بالمرآة، هل شاهدت آلهة الجمال ؟
أُنظري الى الخلف، زهرة الإكليل هذه التي ستكون دائما ً وأبدا ً تاجا ً فوق رأسك ؟
لم تتمالك من البكاء،
فتّدخلت والدتها، وقالت :
بُكَاء الحزن، قبلنا به،
أما بُكَاء الفرح، فانه مرفوض.
قالت :
انها أجمل هدية تلقيّتها طوال عمري،
ولكن، سألته :
ما سبب وجود صورة زهرة كراون دايسي مع الهدية ..
أخبرها الحادثة،
وقالت، ستبقى هذه الصورة، على مكتبي طوال عمري، بعد ان أضعها داخل إطار من الذهب الخالص ...
إنتهى الفصل الثامن :
صليما / اب / ٢٠١٥
0 comments: