الانتخابات الأميركية Mid Term Elections
وعدم الانتخابات في، سويسرا الشرق !
بالرغم، من الإجراءات المعّقدة، في نظام الانتخابات الأميركية Mid Term Elections حيث، وفي يوم واحد، هو اول ثلاثاء من شهر تشرين الثاني، وعلى مستوى الولايات المتحدة الأميركية، يتّم انتخاب ( حكّام للولايات، وشيوخ فيداراليون Senators وشيوخ محليون، ونواب فيداراليون Congressman ونواب محليون وقضاة، وغيره من الوظائف المحلية لكل ولاية، بالاضافة الى استفتاء شعبي على مستوى كل ولاية )، ألا ان النتائج التي تظهر تباعاً في ذات ليلة الانتخاب تعطي الصورة الواضحة للسنتين المقبلتين اللتان ستفصلان انتخاب رئيس لأقوى دولة على سطح الكرة الارضيّة !
يحتار الانسان، ان الماكينة الانتخابية قد تبدو صعبة، ولكن الرقي في التعاطي مع الناخبين، تجعل نهار الانتخاب وكأنه يوم عادي، حيث يقول كل مواطن أميركي كلمته ويمشي !
ربّ سائلٍ يأتيك، من ذوي العقول الضحّلة، والتافهة، ان المواطن الأميركي، لا يسأل ولا يهّتم طيلة ولاية الرئيس أو الحاكم، او الشيخ، او النائب، او القاضي، او البوليس !
قد يكون هذا الكلام صحيحا ً في الدول المتخّلفة، حيث ان الناخب لا يحمل سيفا ً كالسيف الممنوح للمواطن الأميركي، الذي يحّز فيه رقبة المسؤول إن اخطأ وذلك في عدم انتخابه مجددا ً او مسائلته، او الطلب بتنحيته !
بقدر، تعقيدات الإجراءات الانتخابية، ولكن النتائج تعتبر سهلة المنال لكل مواطن !
مثلا ً، تحقّق نهار أمس سيطرة الحزب الجمهوري على الكنغرس الأميركي ( بمجلسيه الشيوخ والنواب ) !
وإذا اعتبرنا :
ان العدد، الاجمالي للشيوخ في الولايات المتحدة هو ١٠٠ شيخا ً !
والعدد، الأجمالي للنواب في الولايات المتحدة هو ٤٣٥ نائبا ً !
يتبين من هذا، المعاناة التي سيلقاها الرئيس أُوباما من الحزب الجمهوري، حيث صرّحت إحدى ( Senator ) من الحزب الجمهوري التي فازت ان عاصفة هوجاء عاتية ستضرب واشنطن، وهذا تصريح يؤشر على ضراوة العداء المستحفل والمستّجد بسبب السياسة الخارجية والداخلية المعتمدتين !
مثلا، في ولاية فلوريدا حيث أُقيم، كانت النتائج صارخة وملفته إذ، أُعيد انتخاب الحاكم الجمهوري مجددا ً !
وكان، سقوط المرشح الديموقراطي مدوّيا ً بالرغم من حضور الرئيس السابق المحبوب بيل كلينتون لمناصرته !
كذلك، سقط استفتاء تعاطي الماريجوانا بموجب القانون !
يستدّل، من هذه الانتخابات :
ان الحاكم الجمهوري الذي أُعيد انتخابه ليس بسبب إنجازاته، ونجاحاته، إنما، بسبب التحضير للمعركة الرئاسية القادمة بعد سنتين !
كذلك، سقوط المرشح الديموقراطي ( كان بالسابق حاكما لولاية فلوريدا ) لا يعني انه غير كفوء، بالعكس كان ناجحاً ولكنه، أعلن مراراً وتكراراً انه، يؤيد الرئيس أُوباما وهذه زلة أسقطته، لانه في ولايات عدة، كان المرشحون الديموقراطيون يغضّون الطرّف ولا يعلنون، او يطلقون، تصريحات نارية مؤيدة للرئيس، وقد لاقوا عتابا ً !
أما، سقوط استفتاء تعاطي الماريجوانا بصورة قانونية، لا يعني ان فلوريدا، محافظة، بقدر ما يُظهر ضراوة وبأس كارتيل شركات الأدوية، وقال المؤيدون لتعاطي الماريجوانا بصورة قانونية، هذه معركة واحدة خسرناها أمّا الحرب، فإننا سنفوز بها !
هذا، في أميركا !
اما، في لبنان :
فليعذرني، القارئ العزيز على :
غبائي، وقلة، خبرتي في ترديد الشعارات التي أطلقوها على لبنان :
١/ لبنان سويسرا الشرق !
٢/ لبنان يا قطعة سما !
٣/ لبنان بلد الشعب العنيد !
٤/ لبنان دولة، ملوك وأمراء الطوائف !
اذا، استعرضنا مؤسسة الانتخابات، قبل القرون الوسطى
لا بل، اثناء حكم، الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية كانت اثينا، وروما، تعّج ساحاتها بالشعب الذي يبدي رأيه ( كالانتخابات، اليوم ) وهذه الوسيلة كانت تدور، على مدار السنه، أمّا في لبنان بلد أُم الشرائع، إنحبست فيها الشرائع وإنقرضت، وحلّ محلها شريعة الغاب، في القرن الحالي !
أما في شان الانتخابات اللبنانية، وعدم اجرائها في أوقاتها، وهذا الصّخب الشعبوي والرسمي الذي يثير الاشمئزاز في لبنان وفي بلاد الاغتراب، ولكنه بالوقت عينه يثير السخرية في الغرب، إذ، يقولون لماذا هذا الغبار المصطّنع، وقطع الطرقات على نوّاب الأمة حتى لا يجدّدوا لأنفسهم، طالما انه لو اجريت الانتخابات في مواعيدها، فان الفائزين سيكونون النّواب الحاليّون ذاتهم، دون السماح لمجيئ وجوه جديدة !
وتضيف التقارير الصحفية الأجنبية، انه لو سُمح بدخول
وجوه جديدة للندّوة البرلمانية، فإنّ هذه الوجوه لا تتخّطى
الورثّة، او من يدور في فلكهم !
ويدور، الهمس، واللمز، في دوائر ضيقة، في الغرب، عن مدّى تفشي ظاهرة التعصُّب الأعمى في ( لبنان ) بين الجيل الجديد، وخاصة عند المسيحيين الذين يُفترض انهم سبقوا غيرهم في التحرّر من رٓقٓبٓة الإقطاع السياسي !
ولا ينظر الغرب الى الطوائف الاخرى بأية نظرة استهجان لهذه الظاهرة، نظرا ً لتمادي التعصُّب الأعمى الذي يطمس ويُغلق ويطفأ العيون، باعتبار ان الحروب الطاحنة التي تدور رحاها في سهول وهضاب وجبال الأمة الاسلامية، ويقظة تنامي، أخذ الثأر العنيف بعد الآلاف المؤلفة من السنين، وإحياء شياطين الفتنه، من بعد سبات عميق، وإستجلابهم من كهوف، وقلوب مظلمة، لا تثير، حفيظة وإستغراب الغرب، حتى ولو، جرى اتهامهم بأنهم هم من افتعّلوا هذه الفتن والحروب المدّمرة للدين والعقيدة وللأجيال القادمة، ولسنين لا تعدّها الاصابع !
كان، قدر الشرق الأوسط، ان تلاحقه الحروب المتعددة الصليبية، وقد تشاطر، المؤرخون في تعدادها وسرد مآسيها !
أما اليوم، فان قدّر هذه المنطقة ايضا ً، ان تعيش حروباً طاحنة ً اسلاميه إسلامية، وسيأتي فطاحل من المؤرخين اليوم بتعدادها مع سكب القناطير المقنّطرة، من الكذب والدجل عليها، كلٌ حسب هواه !
وإذا كانت صحوة الشعوب، والأديان، تقوم على الاجدى والأصلح، والأنفع، فإنّ الصحّوة اليوم هي عكس ذلك تماما إذ، تُدخلك الى نفق مظلم لا نهاية له، أو تُسقطك الى حفرة لا قرار لها !!
أعداد :
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني
٢٠١٤ 
0 comments: