في الهجرة
التي تدق على أبواب اللبنانيين !!
لا ادري لماذا يأخذني تفكيري هذه الأيام الى الهجرة التي عاشها ومارسها اللبناني في بداية القرن العشرين المنصرم !!
قد تكون رياح الهجرة قد هزّت كياني وأرخت ظلالها في كل مرة أتذكر المرحوم والدي الذي هاجر بالعام ١٩٢٩م وهو في عمر لم يتجاوز ١٩ عاماً الى جزيرة نائية في البحر الكاريبي ( كوراسو / أروبا )، وجال وصال وربط خيله في مانهاتن نيويورك، وكنت واخوتي بمعيته ولكنه آبى إلا ان يعيدنا للوطن لان الوطن في ظنه محتاج لنا !!
أقول له ، رحمات الله على روحك الطاهرة الشريفة النزيهة، ان الوطن خيَّب ظنك
يا والدي العزيز لأننا كحبات الأرّز منتشرون نحن وعيالنا في أصقاع الدنيا، وعدت انا الى اميركا، والعود أحمدُ !!
هذه المقدمة، تذكرني بالقرار الذي اخذه والدي منذ اكثر من نصف قرن، وها انا اليوم، احاول إعادته.
ولكن، اسأل نفسي هل أسرج خيلي إيذانا بالرحيل، بعد ان طاب المقام لي ولعائلتي في هذا البلد العظيم ؟؟
فالأخبار من بلدي لبنان وما حول لبنان تتراكض كالرياح العاتية وتتراكم كالغيوم الملبدة وتجري كالأنهار الغزيرة وتتساقط كالامطار الاستوائية ، إيذاناً بسيل عرمرم من هاجوج وماجوج !!
فعلى الأبواب رجال يدقون !!
وبالطرقات منتشرون !!
وبالسلاح ممتشقون !!
وبازياء لم يلبسها عربي قبل الاسلام وبعده !!
وبصرخات لم نسمعها من سيف الاسلام خالد ابن الوليد وهو يدك بلاد فارس دكا ً!!
وباهازبج لم يرددها طارق ابن زياد وهو يجتاح الأندلس !!
ولا بنداء موسى ابن نصير وهو على شرفة جبال البيرينيه يطلب اذناً لتطويق رقبة القسطنطينية من الغرب !!
منذ حوالي ألمائة عام كان مريض بني عثمان يحتضر، وقد عاجلته المنّية بعد ان جرى تقسيم تركته وهو يعاني الذّل والهوان،
وما أشبه الأمس باليوم !!
فالافواه الفارغة تنتظر الُلقم من الموائد !!والبطون الخاوية تلتقط الخيرات !!
والعيون الزائغة تشتهي الحرام !!
والنفوس العطشى لا ترتوي الا بترولا ً !!
فأين العدٌَة يا وطني للمواجهة !!
هل ما زلت في نقاش عقيم عن جنس الملائكة !!
فأولادك يا وطني يرتجفون !!
وعلى أبواب السفارات يفترشون !!
ومن في الهجرة يوّدون !!
وهل ما زلتم على المزرعة مختلفون !!
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تموز ٢٠١٤
0 comments: