امرأة الوادي المقدّس
اللقاء المثير للجدل
حلقة ٩ و ١٠
لمّا حطَّ سرب الهدهد امام الرجل، أخذته الدهشة ولم يتمالك نفسه من إبداء الاستغراب لهذا العدد من الطيور !!
وبادره السؤال
من صحبُك ؟
ومن أرسَلك ؟
أجابه، انهم وفد من علماء الوادي المقدس أتينا لمقابلتك !!
وهي التي أرسلتني !!
وهذه هي القصقوصة !!
كانت على غير عادة القصاقيص التي سبقت !!
بدءُ الاحرُفِ عطرٌ، ونهايتهُ سِحرٌ !!
فيه من الظاهر والباطن ما يعجز عن فهمه الا هو !!
احس برائحة العطر !! ونال منه السحر !!
أدرك باطن الكلام من ظاهره !!
رفض ان يحتفظ بها بالصندوق المرٌصع أسوة بالتي سبق واستلمها !!
نظر الى الهدهد ورفاقه ،
وقال،
قل لها لن يكون هناك لقاءً سرياً !! بالرغم من انها قد هزت كياني ووقعت في شباكها ولكني لست مستعدا للموت على يدها وفقا ، لطقوس أكل الدهر عليها وشرب !!
قل لها، يكفيني انها تمكنت من ان أطوي صفحة الماضي بعد عقود من البحث عن حبيبتي !!
وقل لها أيضاً، باني أقفلت الصندوق الخشبي المرّصع بكل القصاقيص التي استلمت !!
وقل لها أيضاً، طال انتظاري لان ملاك الموت يحوم !!
نظر اليه الهدهد ، وقد احمّرت احدى عينيه فخاف عليه الرجل وحاول ان يداويه،
قال الهدهد، دعك من هذا !
معي وفد العلماء أتينا لنبلغك انها تبدّلت وتغيرت !!! وقد تركت هذه العادة، وأنها تطلب ودُّك وتأمل ان تلتقي معها، لتبث لك مشاعرها وحبها وتعلقها بك !!
أجابه الرجل،
أدركت ذلك من باطن النص لا من ظاهره، وأنها توقفت عن قتل الرجال بعد ان تقضي وطّرها منهم !!
ولكني لست مستعداً لهذا اللقاء السري !
اني رجل عجوز مثقل بهموم الدهر لا أقوى على السفر !!
أمرت الهدهد، من خلال عينها التي ترى وتراقب، ان يسأله اذا قدمت هي اليه هل يستقبلها ؟؟؟
أجابه، كيف لي ان استقبلها وانا على باب القبر وملاك الموت يحوم فوق راسي إيذانا بالرحيل !!
قالت للهدهد
قل له
سأقضي على ملاك الموت فوراً،
وعاجلته بشهب مضيئ ، وأضرمت به ناراً مشتعلة، وهدر صوته من الألم وخيم صراخه وعويله في المكان ، ثم ما لبث ان وقع صريعا في مكان بعيد !!
وقالت للهدهد
قل له اني قادمة
قل له اني مثل ابي امراة سماوية !!
قل له ان ينظر في عينك ليرى صورته الجديدة !!
وما ان تقدم الرجل نحو الهدهد، حتى بدأ شكله يتغير الى عمر اقل، الى ان اصبح في ريعان الشباب !!
لم يصدق الرجل ماذا حلّ به !!
رقص من كثرة فرحه !!!
وما لبثت ان مرّت غيمة بيضاء كلون الثلج !
وما لبث ان أينعت ثمار الأشجار في غير ميعادها !!
وما لبث ان غطّى المكان حشيش احمر !!
وما لبث ان نبتت زهور ورياحين متعددة الألوان والأشكال !!
وما لبث ان عبق الجو برائحة البخور والعنبر !!
وانفلقت السماء !
ونزلت امرأة الوادي المقدس !! يرافقها نسر وعقاب، وأمرا الجمع بالسجود !!
تمايلت امرأة الوادي المقدس وهي تسير، وتطاير الغنج والدلال، منها، وأومأت بيدها للهدهد، ان يترك المكان وصحبه،
تقدمت امراة الوادي المقدس نحو حبيبها
وكان بأجمل حلة واذكى رائحة وجسم ممتلئ وتصافحا، وأذنت للشمس بالمغيب وتبادلا القبل على ضوء القمر !!
واختلت به !!
وبعد ان قضت وطّرها منه
اصطحبته معها للوادي المقدس
حبيبا، رفيقا وزوجاً !!
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تموز ٢٠١٤
الحقوق الأدبية محفوظة لدى ولاية فلوريدا
0 comments: