الديانة اليهوديَّة عند العرب
قبل ظهور الإسلام وحتى قيام
إسرائيل بالعام ١٩٤٨م
دراسَّة تاريخيَّة.
المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :
وحتى لا ينبري أحدهم مُعلقاً على هذه المُدوَّنة بغباءٍ وجهلٍ سخيفين مانعاً الكلام عن المِحَّن والحروب والتهجير والإبادة التي أرختها الديانات السماويَّة على البشريَّة، أقول لهذا أو ذاك مُدوَّنتي هذه تاريخيَّة فيها سرد للأحداث والوقائع المأساوية والحروب والمِحَّن التي شُنَّت بإسم الدين ولا تبحث في العقائد الدينيَّة لهذه الديانات.
هذه المُدوَّنة وغيرها مِن المُدوَّنات التي نشرتها على صفحات غوغل الوثائقية تعبق بالأسى والألم الذي يُحاصر العالم الذي نعيش فيه خاصة هذه الأيام، مُقارنة مع مُدوَّناتي السابقة عن الحضارات التي زهَت وعاشت بظلالها ونعيمها البشريَّة جمعاء قبل هبوط هذه الأديان السماويَّة.
( تُراجع مُدوَّناتي عن الحضارات التي سبقت الاديان السماويَّة ).
فِي المُدوَّنة :
كان هناك العديد من الديانات التي كانت موجودة في الجزيرة العربيَّة قبل الإسلام، ومن بينها :
المُشركون : كانت هذه الديانة تعتمد على عبادة الأصنام والأوثان مثل اللات، العزى، مناة، وهبل.
الحنيفيَّة : هي ديانة توحيديَّة تدعو إلى عبادة الله وحده.
المسيحيَّة : كانت موجودة في بعض مناطق الجزيرة العربيَّة خاصة في الشمال الغربي والشمال الشرقي والجنوب.
اليهوديَّة : كانت موجودة في بعض المناطق مثل يثرب وخيبر وفي مناطق أخرى كما هو مبين بالمدوَّنة.
المندائيَّة : هي ديانة تعتبر جون المعمدان نبيًا.
ديانات : مثل الزرادشتية والمانوية، وبعض الجماعات التي كانت تعبد الكواكب والنجوم مثل الشمس والقمر.
الصابئة : أحد الأديان الإبراهيمية.
تاريخ اليهود في شبه الجزيرة العربيَّة يمتد لفترات طويلة قبل ظهور الإسلام. وُجد اليهود في مناطق متعددَّة من شبه الجزيرة العربيَّة بما في ذلك اليمن، حضرموت، يثرب ( المدينة المنورة اليوم )، تيماء، خيبر، اليمامة، نجران، دومة الجندل، ومناطق أخرى.
وفقاً لابن قتيبة، كانت اليهوديَّة موجودة في بني حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة وبني قضاعة.
وذكر اليعقوبي أن بني النضير وبني قريظة اللذين كانا فخذا من جذام قد تحولا إلى اليهوديَّة.
كما ذكرت مصادر أخرى أن اليهوديَّة وجدت في بعض مِن قبائل الأوس ومِن بني نمير وبعض مِن بني غسان وبعض مِن بني جذام.
اليهود كانوا يعيشون في هذه المناطق مع باقي الديانات وكانت بعض قبائلهم من بني قينقاع تعيش في يثرِب والبعض الأخر من قبائل سبأ وحمير.
الهجرة اليهوديَّة إلى شبه الجزيرة العربيَّة بدأت في القرن الثاني الميلادي، وبحلول القرنين السادس والسابع الميلاديين، كان هناك عدد كبير من اليهود يسكنون شمال الحجاز وتحديداً في يثرب وما حولها، وكانوا يتحدثون اللغة العربيَّة والعبريَّة والآراميَّة.
في اليمن تُعَّد الطائفة اليهوديَّة اليمنيَّة من أقدم طوائف اليهود في العالم، وتشير بعض الروايات إلى أنَّ
اليهود اليمنيين نزحوا إلى اليمن وحضرموت واختلطوا بالقبائل بعد دمار هيكل سليمان.
اللغُة العبريَّة كانت شائعة قبل نشوء بني إسرائيل ولكنها انقرضت منذ آلاف السنين، واللغة التي يتحدث بها اليهود الآن هي اللغة الكنعانية التي كانت سائدة في فلسطين في ذلك الحين.
الجالية اليهوديَّة قبل العام ١٩٤٨م
في كل مِن لبنان وسوريا :
كانت هناك تجمعات يهوديَّة كبيرة في القرون الماضية ولكن بسبب الصراعات السياسيَّة والدينيَّة هاجر العديد من اليهود من هذه البلدان إلى دول أخرى بما في ذلك إسرائيل بعد العام ١٩٤٨م.
قبل قيام دولة إسرائيل بالعام ١٩٤٨م كانت الجالية اليهوديَّة في لبنان تعيش بشكل رئيسي في العاصمة بيروت وضواحيها. وفي سوريا كانت الجالية اليهوديَّة تعيش في عدة مناطق بما في ذلك العاصمة دمشق وحلب وقامشلي.
بعد قيام دولة إسرائيل في عام 1948، هاجر العديد من اليهود من هذه البلدان.
اليوم يعيش أقل من 100 يهودي في لبنان، بعد أن كان عددهم يُقارب ٣٠ ألفاً. والعدد في سوريا أيضا قليل جداً.
الهجرة اليهوديَّة من لبنان :
بعد قيام دولة إسرائيل كانت هجرة اليهود مِن لبنان عملية مستمرة، وقد تسارعت خلال فترات معينة من التوتر السياسي والاضطرابات الاجتماعية، وقد هاجر العديد من اليهود بعد أحداث ١٩٥٨م وبعد الحرب الأهليَّة فِي سبعينيات القرن الماضي، وكان اليهود يعيشون في العاصمة بيروت وضواحيها ومِن أهم عائلاتهم :
آل مزراحي هو مصطلح عبري لليهود الشرقيين وتعني باللغة العبريَّة مشرقي، ويشمل هذا المعنى يهود إيران ويهود جبال القفقاس ويهود الهند ويهود كردستان ويهود جورجيا ويهود بخارى ( أسيا الوسطى ) إضافة إلى يهود اليمن ويهود العراق ويهود إثيوبيا ويهود السودان ويهود سوريا ويهود الجزيرة العربيَّة.
اليهود اللبنانيون معظمهم مِن أصول مزراحية، باروخ زكي مزراحي كان عميلاً إسرائيلياً لجهاز الموساد.
المهَّن التي مارسها يهود لبنان ( الطُب )
وقد أشتهر أطبائهم بإجراء عمليات الختان للذكور وكان أهمهم نسيم شمس وكان يعرف بطبيب الفقراء.
المهَّن الأخرى التي مارسها يهود لبنان.
كانت لديهم مؤسسات تجاريَّة وتعليميَّة ومصرفيَّة، وتقول بعض المصادر أنَّ السيد جاك بصل الذي يعيش اليوم في كندا ما زال يحتفظ ببزة والده العسكريَّة وعمرها خمسة وستون عاماً، عندما كان والده إيلي بصل مفوضاً عاماً وهي أعلى رتبة عسكريَّة يصلها يهودي في السلك العسكري في لبنان.
بعد نكبة فلسطين عام ١٩٤٨م بدأ عدد اليهود في لبنان بالتناقص، في الستينات هاجر نحو خمسة آلاف، وفي مطلع السبعينات هاجر نحو ثلاثة آلاف، وأصبح بالمئات في العام ١٩٧٥م ولكن اندلاع الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة عام ١٩٧٥م واشتداد النزاع العربي الإسرائيلي واللبناني دفع غالبية اليهود على الهجرة. الكنيس اليهودي في بيروت الذي كان مغلقا ومهجوراً لسنوات طويلة، تم ترميمه مؤخراً، ولا يوجد معلومات محددة حول أوضاع الجالية اليهوديَّة في لبنان.
الهجرة اليهوديَّة مِن سوريا :
بعد نكبة فلسطين بدأ عدد اليهود في سوريا بالتناقص وفي عام ١٩٩٤م، وصل ١٢٦٢ يهودي سوري إلى إسرائيل في عملية سريَّة.
وفي عام ٢٠٠٥م كان عدد من تبقى من اليهود في سوريا أقل من ١٠٠
وفي عام ٢٠١٩م كان عدد اليهود في سوريا وحسب تقرير أعدته بي بي سي بأقل من ٢٠ شخصاً.
وتقول بعض المصادر أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أنَّ حكومته تتعاون مع اليهود السوريين بشكل مستمر وتساعدهم في إستعادة المعابد اليهوديَّة، ولكن لم يكشف الرئيس بوتين عن الجهات التي تتلقى المساعدة من حكومته، أو ما هي المعابد التي يساعد في استعادتها.
أخيراً أقول هذا هو عالمنا اليوم.
وغداً لناظره قريب.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق