بعيداً عن السياسَّة.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
سألني ابني وأنا على مشارف نهاية رحلة العمر ما هو الإنجاز الذي تفتخر بأنك حققته بحياتك ؟.
أجبته باستثناء عائلتي الصغيرة.
أنا فخورٌ بإصدارات المُدونَّات الفيصليَّة.
واسترسل ابني يمطرني بسيل من الأسئلة.
وأي إصدار من هذه أنت فخور به أكثر من غيره ؟.
أجبته فوراً …
إصدار كتاب :
( كراون دايسي وكريستل، وقصص أُخرى ).
وقف مشدوداً ومدهوشاً …
وقال :
أكثر من إصدار كتاب :
( المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ ) الذي إعتبره البعض وثيقة تاريخية ؟.
وأكثر من إصدار كتاب :
( أعلام وحوادث وشخصيات تاريخية ) الذي اعتبرته غوغل الوثائقيَّة إنسيكلوبيديا مختصرة ؟.
قلت :
نعم.
لأنِّي وجدت أثناء كتابة وتأليف قصص :
كراون دايسي وكريستل.
إمرأة الوادي المُقدَّس.
الجسْر وحوريَّة النهر.
ذاتي وروحي ونفسي وشخصيتي.
وأنت تعلم عِلم اليقين …
أنِّي أهديتُ هذا الكتاب إلى روح المرحوم والدي.
لأن روحه كانت تدفع وتُحفِّز وتُلهم يراعي وقلمي.
وقد دفعتني سطوَّة هذه الروح المُحبَبَّة على قلبي وعقلي وتفكيري إلى أن تكون قصصي على المنوال ذاته من مزج للأُسطورة بالخيال وصولاً إلى واقع حياتنا المعقدَّة والصعبَّة.
وعاد يسألني …
كيف هذا ؟
أجبته …
قُصصي هي سيرة حياتي.
قُصصي هي أنا.
قُصصي هي مرآة داخلي.
ألا تعتقد أنِّي عِشتُ مع الهجرة في هذه القصص والعودة النهائية إلى موطني بدافع الحنين عندما تدِّق الساعة.
كل ذلك …
تجده في قصصي ؟.
ولا يخفاك سراً …
أنَّي لَمَّا انصرفت لتأليف كتابي عن :
( المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ ) اشتاق القلم وتضايقت الروح لَمَّا توقفت نهائياً عن سبر غور خواطري والبحث عن عما يختلج نفسي من مشاعر دفينة ؟.
وعاد يمطرني بالأسئلة …
لماذا ؟.
أجبته …
كتابي ( المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ ) كان من قبيل الواجب الديني وتلبيَّة لطلب تحديث وتصحيح الصفحة الوثائقية ل غوغل عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
ونجحت وأتممَّت المهمَّة.
وقلت له أيضاً …
أنت تدري كم تردَّدت في أن أغوص في هذا البحر وأُبْحِر حتى ينابيعه وأشرب من مياهه النقيَّة.
أنت تعلم كم أخذ توثيق هذا الكتاب من عُصارَة تفكيري وشغل معظم وقتي وكان يأخذني إلى عصور سابقة غابرة وسنوات ظالمة ومظلمة للعقل والتفكير.
لم يقتنع ابني حتى الساعة أنِّي آثرت أن أبحث عن نفسي في قصصي أكثر من أن أبحث عن الاديان ومذاهبها حتى ولو كان عن مذهبي ومسلك الآباء والأجداد.
ولهذا السبب سطَّرت لابني خاطرة من خواطري قد أُقنعه …
أنِّي في هذا السِرْب أُحِب أن أُغرِّد.
أنِّي مع هذه الكلمات أرغب أن أتوه.
أنِّي مع هذه السطور أتوق أن أُهاجر.
خاطرة يرسم قلمي …
أحْرفاً تتنفَّس.
وجُملاً تتراقص.
وصُوَراً تتكلَّم.
وهذه الخاطرة تتضمن أحرفي وجُملي وصوري.
أيُّها القُرَّاء الأعزاء الخاطرة سأنشرها بالعام الجديد وهي ستكون الأخيرة لأنَّه آن الأوان لهذا القلم أن يترجَّل ويتوقَّف.
فيصل المصري
أُورلاندوا/ فلوريدا
أخر العام ٢٠٢٢م.