إلى حُثالة الساسَّة في موطني لبنان.
يا سارقي مُدخراتنا في المصارف.
تَبَّتْ يداكُم كما تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.
وهذا دعاء من الله عليكم، ستصلون بنارٍ ذات لَهَبٍ إن شاء الله.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
كم كنت أتمنَّى أن أنشر في هذه الأيَّام العصيبة مُدونَّة على صفحات غوغل الوثائقية عن موطني لبنان 🇱🇧 أمدح فيها حُكَّامه وأُؤيد وأُغنِّي وأردَّد الشعارات التي تشدَّق بها نباحاً كلاب وأزلام هذا النظام، وأُثني على المؤرِّخين المنافقين الذين كتبوا كذباً عن هذا الكيان الذي أعلنه الجنرال غورو تحت مُسمَّى لبنان الكبير منذ مائة عام.
هذا الكيان الذي استلم مُقدراته بعضاً مِن حُثالة الحكَّام، وناهبي خزينة الدولة وسارقي مُدخرات شعبه المسكين، حيث قاموا بتهجير أهله وخلقوا حروباً أهليَّة وطائفيَّة ومذهبيَّة ونبشوا القبور بدءً من العام ١٩٥٨ والعام ١٩٧٥ وما تلا ذلك من حروب متنقلة يندى لها جبين الكرامة إن وُجد.
ولا أخفاكم سِراً أنَّي كنت مُتحفظاً وقلقاً عندما أطلق البطريرك بشارة الراعي في شباط ٢٠٢١م. إعلان ( إنقاذ لبنان ) وما يزال يصرح جهاراً في عظاته كل نهار أحد طالباً التدخل الأجنبي، لأنَّه بذلك يُذكرني بإعلان البطريرك إلياس الحويك في أيلول ١٩٢٠م. ( دولة لبنان الكبير ). ذلك الإعلان الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه الآن.
فإذا كان ( إعلان إنقاذ لبنان ) ٢٠٢١م وما تلاه مِنْ عِظات يُقارب ويُماثل إعلان ( دولة لبنان الكبير ) ١٩٢٠م فإنَّه تحضرني ذهبيَّة هجاء جرير للشاعر الفرزدق في العصر الأموي وأقول للشعب اللبناني العظيم العتيد والعنيد الصنديد أبشروا :
زعم الفرزدق أنَّ سيقتل مِرْبَعاً.. أبشر بطول سلامة يا مِرْبَعُ.
وإذا كانت ولادة لبنان الكبير نتيجة جهود البطريرك الياس الحويك بعد زيارته السلطان عبد الحميد بالعام ١٩٠٥م ومنحه على إثر الزيارة وساماً رفيعاً ووعداً بأن تؤول مقدرات متصرفية لبنان إلى المارونية السياسيَّة بالإتفاق مع فرنسا.
وإذا كان هذا الوعد قد تحقَّق في مؤتمر الصلح المنعقد في باريس سنة ١٩١٩م بعد زفرات موت تلك الخلافة العثمانية المريضة الهزيلة البائدة خلال وبعد الحرب العالميَّة الأولى.
وإذا كانت هذه الأيام العصيبة التي تعصف في هذا الكيان والمماحكات السياسيَّة الأنانية هي بداية مائة سنة جديدة يُستبدل فيها فريق الحُثالة العُثمانيَّة بفريق أحقاد بني فارس وبإشراف الجشع والغباء وقلة الضمير الفرنسي.
فإنِّي أُصدِّقك يا جرير في قولك أبشر يا شعب لبنان.
وبناءً على ما ذكرته أعلاه في مسيرة هذا الكيان الحقير الهجين المُقيت الذي حقق آخر أفعاله المُشينة فِي سرقة مُدخراتنا وأموالنا من المصارف اللبنانية.
أقول وأتضرَّع إلى ربِّ العزَّة والجلال والإكرام :
لعن الله هذه الحُثالة وأسكنهم وذريتهم جهنم قبل أن ينفقوا أموالنا وتُزهق أرواحهم كقطيع ذئاب كاسرة نَفَقَ بفعل دسِّ سموم الصيادين.
مِنْ أُورلاندوا / فلوريدا
فيصل المصري
١١ كانون الأول ٢٠٢٢م.
تقسيم سوريا الكبرى وتفتيت شعوبها وعدم نهضتها لتكريس أسرائيل الكبرى
ردحذف