يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.
بـقــلــب مؤمن راضٍ بقضاء الله وقدره …
وصلتني اليوم من المجلس الديني الدرزي الأعلى في فلسطين نعوة إبنة سيدنا المرحوم فضيلة الشيخ أمين طريف، وخالة فضيلة الشيخ موفق طريف شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز، المرحومة السِّت أم ألمازة هنا أمين طريف
صاحبة الفضل والفضيلة، والدَّيانة الطاهرة الجليلة، السؤدد المشهورة الحكيمة، والدُّرة التوحيديَّة اليتيمة، السابقة الصَّادقة العابدة ، والمخلصة المتوكلَّة الزاهدة، العفيفة العالمة العاملة، والعارفة المستأنسة الواصلة، النقيَّة الوليَّة التقيَّة، الوفية الرَّضيَّة الصَّفيَّة، سليلة الأعيان ذوي العرفان والدَّيانة، المشهورة بالعفاف والارتقاء والرَّزانة، الغنيَّة عن الشهادة والوصف والتعريف المرحومة السِّت أم ألمازة هنا أمين طريف، تغمدها الله بواسع رحمته ورضوانه، وأسكنها الفردوس الأعلى من جنانه.
لا يسعني في هذا الموقف الجلل إلَّا أن أتقدم من أهلنا في بلاد الشام وخاصة في فلسطين بأحَّر التعازي.
وأنحني تكريماً لفضيلة الشيخ موفق طريف صاحب الافضال المعروفيَّة مُعزياً.
وأخص بالذكر الدكتور فاضل طريف جزاك الله خيراً والعوض بسلامتكم …
آجركم الله سبحانه وتعالى.
كذلك لا يسعني إلَّا أن أتوجَّه برسالة إلى فضيلة المرحوم الشيخ أمين طريف طيَّب الله ثراه والد المرحومة السِّت أم ألمازة وهو في عليائه.
رسالتي سأقرأها على الملأ وعلى مسمع مِن الموحِّدين الدروز في بلاد الشام، وأقول :
وبالرغم مِن غيابك فضيلة الشيخ، ما زلنا نتذكرك في هذه الأيام السوداء الظالمة ويفتقدك دروز بلاد الشام وخاصة دروز فلسطين لأنَّك حافظت على الأرض والعرض بقوة إيمانك حتى وصلت سُدرَّة منتهى التقوَّى والإيمان والورَع مُتوَّجاً بالعمامة البيضاء المكولسَة.
لَمْ تتأخر أو تتوانى فضيلتك، في أن تطلب المشورة من مرجعيات خارج موطنك عندما يكون الخطر داهماً أو مصيرياً كما فعلت في ١٥ / ٦ / ١٩٤٨ عندما سافرت بصفتك شيخ عقل طائفة الموحدِّين الدروز في فلسطين إلى سوريا مع وفد من المشايخ، لمقابلة عطوفة سلطان باشا الاطرش في بلدته القريَّا للاستئناس برأيه وأخذ مشورته في مسألة إخلاء القرى الدرزيَّة والنزوح إلى سوريا، لأن اليهود سيعملون على إبادة السكان.
أجابكم سلطان باشا الاطرش :
( إيَّاكم ثم إيَّاكم ترك قراكم، لأنَّ غيركم باع واشترى، أما أنتم فما بعتم ولا اشتريتم، فعليكم الصمود في أرضكم والمحافظة على أرضكم وعرضكم، وإذا ما نزحتم إلينا فلن نقبلكم أبداً )
قبلتم الشورى والمشورة من الباشا سلطان الاطرش.
وكيف ننسى إنجازاتك فضيلة الشيخ لمَّا قُمت بترميم وتصليح المقامات الدينيَّة المُقدَّسة للطائفة في فلسطين، وأوَّلها مقام النبي شعيب في حطين، ومقام الخضر في كفرياسيف ومقام سبلان في حرفيش.
وكيف ننسى يوم ٢٥ نيسان ١٩٦٤م. عندما استطعت فضيلتك من تثبيت ملكية الطائفة الدرزيَّة لمقام النبي شعيب في حطين، وهذا بنظري إنجاز كبير لأَنِّي شخصياً إطلعت على سير محاكمات هذه القضية العقاريَّة الكبرى في المحاكم، والنزاعات الشاقة والمُضنية مع الأوقاف الاسلامية على ملكيَّة الأرض والمقام.
وكيف ننسى سنة ١٩٨٢م. عندما جدَّدتم فضيلتكم العلاقات الأخويَّة مع طائفة الموحِّدين الدروز في لبنان، وذلك بتنظيم زيارات عدة أذكر منها :
- الزيارة لمنطقة الشوف ومنطقة الغرب في جبل لبنان بتاريخ ٢٣ تموز ١٩٨٢م.
- الزيارة الى خلوات البيَّاضة بتاريخ ١٥ تشرين اول ١٩٨٢م.
وأخيراً وليس أخراً …
من ينسى تصريحك الشهير فضيلة الشيخ والذي يُطبقه ويُنفذه خلفك الشيخ موفق طريف أطال الله بعمره.
( لا يمكن أن نتخلَّى عن أبناء طائفتنا أينما كانوا، ولا يمكن أن تفصلنا الحدود ولا تُعيقنا القيود ).
وقد نفَّذت وعدك عندما أعلنت وقوف وتضامن دروز فلسطين مع الأهل في جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد ممارسات الطاغية الصغير أديب الشيشكلي.
وبالمقابل فضيلة الشيخ أعود وأُكرر ما قاله المرحوم كمال جنبلاط في كتابه "هذه وصيتي" حيث قال :
( أمَّا في الماضي أي عندما كانت فلسطين، فإنهم كثيراً ما كانوا يقدمون إلى المختارة، إنهم بعيدون عنَّا الآن، ولكن لديهم رئيس روحي رفيع يقودهم، وهو لا يزال على الرغم من سنه أُمثولة في الحكمَة والتعقُّل ).
وعُذراً فضيلة الشيخ إن حَملَتْ رسالتي هذه كريمتكم السِّت أم ألمازة وأُنهيها بالقول :
وبالرغم من كل الاكاذيب والافتراءات التي طالت الموحِّدين الدروز في فلسطين وعلى رأسهم القيادات الروحيَّة وحتى تاريخه، يبقى دروز سوريا ولبنان والأردن وفلسطين :
- الفرح لديهم واحد ..
- والألم لديهم واحد ..
- والحزن لديهم واحد ..
- والمصير لديهم واحد ..
- والعقيدة لديهم ذاتها ..
- من بني معروف الواحد.
لأنهم جسم واحد ..
شاء من شاء ..
وأبى من أبى ..
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٦ اذار ٢٠٢١.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق