الموحِّدون الدروز في بلاد الشام، وترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وقبلها التطبيع وعقد معاهدات سلام مع أكثر من بلد عربي.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
بقيَّت القضية الفلسطينية منذ ما يقارب ثلاثة أرباع القرن تجارة رائجة تُعطي أرباح الهيمنة والسطو على مقدرات الدول العربيَّة فيما كانت شعوبها من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر خاصة شعب لبنان تثخُنُ جراحهم وتخورُ قِواهم مِن أثقال القوميَّة العربية والكرامة والاباء العربيين وقد ظنَّوا كما ظننا واهمين أنَّ خِصال وصِفات ومآثر العرب الأقدمين يتحلَّى بها حُكامنا وبعض ساساتنا مِن أصحاب الشعارات المرفرفة والوارفة ظِلالاً من الغش والخداع.
الأن وبعد تنكيس أهازيج الممانعة وركب قطار الترسيم والتطبيع واللحاق بالرَّكبِ الذي إعترف بإسرائيل، ماذا يدور في مكامِن النفوس وخبايا عقول المُتسلطين على مُقدرات شعب لبنان.
وماذا بعد صفقة ترسيم الحدود اللبنانية / الاسرائيلية. وماذا بعد عقد معاهدات سلام مع إسرائيل.
قبل هذا وذاك وتلك مِن تركيب شعارات وشن حروب :
- دعونا نسترجع بالذاكرة الأليمة بدايات القضية الفلسطينية مع أُمَّة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، والتي باتت أُمَّة لا تقرأ.
هذه هي المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها.
وإليكم المُدونَّة.
فِي المُدونَّة :
عشيَّة مأساة فلسطين.
أو كما أطلقوا عليها تسمية نكبَّة فلسطين.
لم يتأخر أو يتوانى الشيخ أمين طريف ( طيَّب الله ثراه ) في أن يطلب المشورة من مرجعيات خارج موطنه عندما يكون الخطر داهماً أو مصيرياً كما فعل عشيَّة المأساة الفلسطينية لمَّا سافر يوم ١٥ / ٦ / ١٩٤٨ بصفته شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز في فلسطين إلى سوريا مع وفد من المشايخ لمقابلة الغضنفر سلطان باشا الاطرش في بلدته القريَّا للاستئناس برأيه وأخذ مشورته في مسألة إخلاء القرى الدرزيَّة والنزوح إلى سوريا لأنَّ اليهود سيعملون على إبادة السكان.
أجاب سلطان باشا الاطرش الوفد الدرزي الفلسطيني :
( إيَّاكم ثم إيَّاكم ترك قراكم، لأنَّ غيركم باع واشترى، أما أنتم فما بعتم ولا اشتريتم، فعليكم الصمود في أرضكم والمحافظة على أرضكم وعرضكم، وإذا ما نزحتم إلينا فلن نقبلكم أبداً ).
بقي دروز فلسطين متشبثين في الأرض وقد أثبتت الأيام أنَّ الحفاظ على الأرض من صلب العقيدة الدرزيَّة كالحفاظ على العرض والشرف.
والأن صَدق الغضنفر بعد عقود في قوله ( غيركم باع واشترى ) وما أسواق النخاسة اليوم حيث تُرسم الوعود وتُسدد الديون وترفع القيود إلا البرهان القاطع على قوله.
لم أكُن أُريد أن أستفيض بالتعليق على مسألة ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية وعبقرية التوصيف اللغوي والدستوري والقانوني ومحاضرة دولة البروفيسور فِي آلية تشكيل الوفد اللبناني، وكيفية الوقوف أمام عدسات محطات الميديا العالمية بوجوهٍ عابسة لا تعلوها البسمات الصفراء والإجتماع سِراً مع المايسترو الأميركي الذي يتأبَّط علناً مسؤولاً مِن منظمة الأمم المتحدة في حِلِّه وترحاله وتجواله في هضاب وسهول الجنوب اللبناني حيث يتجنبون مخازن الأسلحة المُكدسَّة فِي كل قرية ودسكرةٍ والتي قد تنفجر إن علت أناشيد وأهازيج المقاومة.
فقط أقول وأُردد …
مَن مِن الشعوب العربيَّة بأديانها ومذاهبها وطوائفها وألوان أعلامها يدين بالعروبة أصلا ً وفصلا ً وَنسبَّاً وولاءً.
مَن مِن هذه الشعوب العربيَّة إرتبطت وتشبثَّت بأرض فلسطين مسكناً.
مَن مِن هذه الشعوب العربيَّة تهيبَّت للعرض فِدَاءً.
هذه الفئة هي الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، وبالأخص دروز فلسطين بالرغم مِن حُثالة الوطنجيَّة العربيَّة على مذبح مأساة فلسطين الذين طالتهم السهام الحاقدة والخبيثة.
رحم الله الغضنفر.
رحم الله فضيلته.
أنتما العرب الأقحاح في المروؤة والشهامة وحفظ الأرض والعرض وعدم خوض غمار التجارة بالقضية الفلسطينية.
غيركما باع واشترى.
فيصل المصري
أورلاندوا / فلوريدا
ذِكرى ١٧ تشرين أول ٢٠٢٠م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق