Pages

السبت، 5 سبتمبر 2020

وماذا بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مزرعة الكيان اللبناني

 وماذا بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مزرعة الكيان اللبناني

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... 

أبشر بطول سلامة يا مربع



المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


( مُقتبس مِن روايتي كراون دايسي وكريستل ) :

في أواخر سنوات دراستها استدعى عميد كلية الحقوق في جامعة السوربون الطالبة  اللبنانية الأصل ( كريستل ) واخبرها أنََّّه في أيار وحزيران من هذه السنة ستُقام احتفالات وطنية في النورماندي بمناسبة ذكرى الإنزال البحري للحلفاء وتحرير فرنسا مِن النازيَّة في نهاية الحرب العالمية الثانية، وإنَّ رئيس الولايات المتحدة الأميركية ورئيس وزراء إنكلترا سيكونان من بين الحضور، وقد طلبت الحكومة الفرنسية من جامعة السوربون القيام بالتحضيرات اللازمة والمشاركة في الحفل من خلال إلقاء الضوء على المعاهدات القانونية التى تلّت هذا الاجتياح، وإنَّ إدارة الجامعة اختارتك على رأس هذا الفريق

نجحت كريسْتِّل  في التحضيرات ولم تترك معاهدة دولية إلا وذكرتها وكانت تخوض نقاشات صاخبة مع المسؤولين وتغمز دائماً من قناة دور فرنسا في إنهاء انتدابها لوطنها لبنان وتُقارنه مع دور الولايات المتحدة الأميركية بعد إنزال النورماندي، وتقول جهاراً  وعلناً إنَّ فرنسا تركت لبنان بعد أنتهاء انتدابها يتخبَّط بالمشاكل عن طريق فرض قوانين وأنظمة ينخرهما الفساد الإداري كالغش والخداع والكذب، بينما  أميركا بعد إنزال النورماندي جعلت من فرنسا دولة عُظمى.  

هذا هو رأيي كتبته في ( روايتي المذكورة ) مُنذ سنوات

وقد ذكرته أيضاً في كل مُدونَّاتي أنَّ فرنسا خلقت بعد انتهاء انتدابها على لبنان  مزرعة وليس دولة لها المُقوِّمات التي يُمكن أن تواكب القرن العشرين من التقويم الميلادي

أكثر من ذلك لم نكُّن يوماً في تاريخ هذا الكيان بعد الانتداب في حال من التآلف الحقيقي الديني أو الطائفي أو المذهبي، كانت قِصَّص التعايش المسيحي الإسلامي أو الإسلامي الإسلامي مزحَّة تاريخية أو أُكذوبة تعيش أو تخبو أو تموت كالفصول المُتعاقبة من ربيع زاهر إلى خريف قاتم  ومِن  ثُمَّ  إلى شتاءٍ  قارس وحتى إلى صيف حار جداً

كنت أُشير إليه بأنَّه كيان أو دويلة بإعتباره منظومة قوامها ملوك وأمراء تعايشوا واختلفوا مراراً وتكراراً على تقاسم المغانم فيما بينهم. وقد غمزت المصادر الأجنبية من قناة الهيئات الروحية للطوائف اللبنانية أنَّها كانت تقف في كل خلاف على تقاسم المغانم إلى جانب ملوك وأُمراء طوائفها غير أبهة لمستوى معيشة أبنائها وجماعاتها ومصالحهم الحياتية

وقد أعطت المصادر الاجنبية مثالاً عندما تستفحل الخلافات بين ملوك وأمراء هذا الكيان اللبناني إنَّ الحل تفرضه دول  الجوار العربية وبالأخص إسرائيل  وأميركا وأوروبا، لأنَّ الثقة الدولية بأعمدة هذا الكيان من جيش وطني أو قضاء محلي منعدمة

وللأسف هذا ما نشهده اليوم بعد انفجار مرفأ بيروت في ٤ اب الماضي.  

كان الفيلسوف الألماني نيتشه يقول ( لم يترك الأغنياء للفقراء سوى الله ) وهذا ما فعله الحُثالة اليوم بالشعب اللبناني المظلوم، وهذا ما يلقاه الحُثالة مِن هوان وازدراء  من فرنسا ( الأُم الحنون ). 


 حتى أختم المُقدِّمة التي لا بُد منها، أقول

كما ترك الجنرال غورو هذه البقعة من أرض أجدادي تتخبَّط مُنذ مائة عام وما زالت. وهذا ما سيفعله الرئيس ماكرون بعد زيارتيه وفيه يصِّح قول الشاعر جرير لخصمه اللدود الشاعر الفرزدق :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... 

أبشر بطول سلامة يا مربع

أبشروا يا شعب لبنان العظيم بحكومتكم العتيدة

وجوهٌ جديدة مِن  ذات رحم الصفقات والسمسرات، ومِن نسلٍ مُستحدث على يد قابلة سبق وأولدت لكم حُكاماً في السمسرة إخوان وفِي السرقة أشقاء وفِي العمالة أنذال

عفواً … 

لم تلد ولن تلد هذه الحكومة من رحم الاحزان، بل من رحم قعر شواطىء لبنان. ( بترول وغاز )


الانتداب الفرنسي على لبنان. 

من العام ١٩٢٠ حتى ١٩٤٣م.  


الانتداب هو فترة حكم فرنسا للبنان بعد سقوط الامبراطورية العثمانية البائدة. 

الانتداب هو ولادة تقسيمات سايكس بيكو. 

الإنتداب هو موافقة من عصبة الأُمم بالعام ١٩٢٠م. 

الإنتداب هو من خلق مولوداً  أطلق عليه الجنرال غورو دولة لبنان الكبير.

الإنتداب هومن أطلق الأُكذوبة التاريخية ( الميثاق الوطني ).  

الإنتداب هو من أعلن  استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية عام ١٩٤٣م. 

الإنتداب هو من إبتدع مهزلته  بعد إنسحاب قواته الفرنسية يوم ١٧ نيسان ١٩٤٦م والمُسمَّى عيد الجلاء في لبنان وسوريا.  

الإنتداب بلسان الجنرال غورو هو من إبتدع  دولة لبنان الكبير بعد الاول من ايلول ١٩٢٠م. معلنًا بيروت عاصمة له. 

الإنتداب هو الذي رسم لهذا الكيان  دستوراً  مِن نفايات دساتيره  البالية في ٢٣ ايار ١٩٢٦م. مُعلناً قيام الجمهورية اللبنانية.

الانتداب هو الذي الذي فاوض  حُثالة بني عثمان حيث  تمَّ فيه 

وضع مسيحيي الشرق تحت حماية فرنسا، تحديداً أبناء الطائفة المارونية الكاثوليكية باعتبارهم أقلية في المنطقة العربية.

الإنتداب هو إنشاء مكيدة دولة لبنان الكبير الذي أدى إلى  إنقسام  إجتماعي عميق غذَّى الطائفية وبثَّ روح الفرقة بين المسيحيين والمسلمين

الإنتداب هو الذي أوجد بدعة تقسيم المناصب بين الطوائف والذي خلق الهوّة بين المسيحيين والمسلمين

الإنتداب هو من نادى الولاء للطائفة أولاً ثم الوطن


وأخيراً

هل ما زلت تسألني

وماذا بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون

قل له ولهم :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... 

أبشر بطول سلامة يا مربع


من أُورلاندوا / فلوريدا 

تحيات فيصل المصري

٦ ايلول ٢٠٢٠م


هناك تعليق واحد:

  1. لقد اصبت في كل كلمة ، نعم فرنسا لم تعطنا الاستقلال بل هندست مزرعة لتتقاتل الديوك فيها ،والان عادت فرنسا مع رفيقاتها بانتداب من نوع حديث
    الله يستر

    ردحذف